اختار المخرج البريطاني لوكا سيلفستريني، أن يجسد الحوارات التي تجري بين مشتركي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في العرض المسرحي الراقص (كثير من الحب) الذي شارك فيه خمسة ممثلين وعرض مساء أمس الأحد على خشبة مسرح وسينماتك القصبة في رام الله.
ويستخدم الممثلون الخمسة من فرقة (بروتين) أجسادهم للتعبير عن الحوارالذي يدور بينهم من خلال موقع التواصل الاجتماعي بطريقة لا تخلو من الفكاهة والضحك على وقع أنغام الموسيقى وصوت الطباعة على لوحة مفاتيح الكومبيوتر.
ويستعين المخرج سيلفستريني إضافة إلى المؤثرات الصوتية بشاشة عرض في الخلفية تظهر عليها العديد من الصور، إضافة إلى ترجمة بالعربية إلى ما يدور من حوار بين الممثلين.
وجاء في نشرة وزعت قبل العرض "إذا تساءلت يوما ما إذا كان التواصل الالكتروني يتناقض مع شخصياتنا فيجدر بك مشاهدة العرض الشهير لفرقة بروتين الحائزة على جوائز عالمية بقيادة لوكا سيلفستريني بعنوان كثير من الحب".
وتضيف النشرة أن الممثلين "يعكسون من خلال العرض عدم قدرتهم على تحرير أنفسهم من شخصياتهم الظاهرية على شبكة الانترنت ويروون لنا قصة حياتهم الالكترونية المشغولة والمتشابكة، بينما يصبح تفاعلهم الجسدي مع الوقت أكثر غرابة وخارجا عن السيطرة".
ويتناول الممثلون في عرضهم طبيعة الحوارات التي تتم على موقع التواصل الاجتماعي بين باحث عن الرومانسية والحب وأخر عن علاقات عابرة، إضافة إلى استخدام أسماء مستعارة وعدم الصدق عند الحديث عن الحالة الاجتماعية أو حتى عن طبيعة الجنس إن كان ذكرا أم أنثى.
وأعرب العديد ممن شاهدوا العرض في مداخلات لهم خلال النقاش الذي جرى في نهاية العرض مع مخرج واعضاء العمل عن اعجابهم بالفكرة القائمة على عرض يعكس حقيقة ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال سيلفستريني "إننا نعيش اليوم في واقع لا يمكن أن تستغنى فيه عن استخدام هاتفك لأكثر من خمس دقائق، بحيث تفحص ما يأتيك من رسائل من مواقع مختلفة سواء عبر الإيميل أو مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف: "هذا العمل مبني على العديد من التجارب، إضافة إلى استخدام التقنيات المتعددة على خشبة المسرح؛ الإضاءة والفيديو والموسيقى إلى جانب التمثيل والرقص من قبل الممثلين".
ويأتي عرض (كثير من الحب) في عدد من البلدان في العالم العربي ليقدم نموذجا مختلفا لطبيعة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي استخدمه الشبان في عدد من الدول العربية للاطاحة بالانظمة. ويشاهد رواد المسرح ان الغرب يقدم نموذجا اخر لهذا الاستخدام يتمثل في العلاقات الانسانية.
وقدم عرض (كثير من الحب) في اطار التعاون ما بين سرية رام الله الاولى التي تستعد لاطلاق (مهرجان رام الله للرقص المعاصر) الشهر القادم والمجلس الثقافي البريطاني ضمن مشروع (اعمال جديدة وجماهير جديدة) والذي يسمح للجماهير في المنطقة والمملكة المتحدة من اختبار قوة الفنون في ترسيخ التفاهم الثقافي والثقة والحوار المتبادل فيما بينهم".
وقال خالد عليان، مدير مهرجان (رام الله للرقص المعاصر ) "انطلاقا من ايماننا بتقديم كل ما هو جديد لجمهورنا سعينا الى استضافة هذه الفرقة التي تقدم عرضا جديدا يتناول العلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت جزءا من حياتنا اليومية".
وأضاف "سمعنا ردود فعل مشجعة جدا من الجمهور في الوقت الذي نستعد فيه الى تنظيم مهرجان رام الله للرقص المعاصر بمشاركة فرق عربية ودولية إلى جانب عدد من الفرق المحلية الفلسطينية".
وقالت الما سالم مديرة المشاريع بالمجلس الثقافي البريطاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في كلمة لها قبل افتتاح العرض "إلى جانب البعد المعاصر الشيق لاستخدام التكنولوجيات الحديثة وإدخال أساليب الرقص المعاصر على خشبة المسرح فإن اختيارنا لمثل هذا الأداء في المنطقة يصب مباشرة في القضايا الراهنة التي تثير جدلا واسعا حول استخدام المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي وأثرها على العلاقات الاجتماعية والتغير الاجتماعي".