كلاكيت.. تفجير خط الغاز للمرة الـ...»، عبارة جاهزة، يضعها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى كلما بلغت أنباء عن تفجير خط الغاز فى سيناء، ولا يبقى أمامهم لإكمال العبارة إلا التساؤل عن رقم التفجير الذى أصبح خبرا مكررا، لكثرة ما تعرض الخط للتفجير، ليعود التساؤل من جديد عن شخصية من أطلقوا عليه «الرجل الملثم»، والذى تنسب إليه دائما العملية.
تلك المرة، وصل التفجير إلى الرقم 14، لتحمل عملية أمس الأول، ذات الملابسات والتفاصيل، باستثناء ما خرج به مدير أمن شمال سيناء، اللواء صالح المصرى، من تصريحات، يؤكد خلالها أن «أجهزة الأمن تعلم هوية وأسماء منفذى تفجيرات أنبوب ومحطات الغاز الطبيعى فى شمال سيناء»، مشددا على أن «أجهزة الأمن ملتزمة بضبط النفس تجاههم».
أشرف أيوب، الناشط السياسى فى شمال سيناء، علق على تعبير «ضبط النفس» الذى استخدمه مدير الأمن: «نستطيع أن نؤكد أن قوة الأمن على الأرض أقل كفاءة من قوة السلاح غير الرسمى المنتشر فى سيناء، المتعددة المصادر والأنواع، بخلاف الثقة المنقوصة بين الطرفين المواطن وأجهزة الأمن، وهى الحالة التى يمكن إسقاطها على موقف جهاز الأمن على مستوى الجمهورية بعد الهزة النفسية العميقة التى اجتاحت أجهزة الأمن منذ يوم 28 يناير عام 2011»، مضيفا: «بات من المؤكد أن الأمن يحتاج إلى خطوات طويلة ليستعيد قدرته على ضبط الأوضاع، واكتساب الثقة غير الممكنة حاليا فى ظل إفلات قتلة الشهداء من المحاكمات، وعبثية محاكمات رموز النظام البائد».
ومثلما تتكرر حوادث تفجير خط الغاز المؤدى إلى إسرائيل، تتكرر روايات شهود العيان فى تحقيقات النيابة، وخاصة المتعلقة بالحادث الأخير، إذ يجمع الشهود (ومن بينهم المكلفون بحراسة محطة البلوف» أن منفذى العملية «يتراوح عددهم بين 6 و8 ملثمين، يستقلون دائما سيارتى دفع رباعى ماركة تويوتا.. يقتربون لمسافة ما من موقع التفجير المختار بعناية، ليتم زرع عبوة ناسفة أسفل الأنبوب وغالبا ما تكون عبارة عن لغم أرضى معدل يدويا بجهاز تفجير ( تايمر)، ثم يبتعد المسلحون إلى مسافة كافيه قبل تنفيذ التفجير، ثم ينطلقون إلى عمق الصحراء تجاه الجنوب، وغالبا ما تكون هناك سيارة ثالثة على مسافة بعيدة تراقب الموقف لتأمين المجموعة المنفذة للتفجير».
إعلان نوايا القائمين على عملية التفجير تم فقط فى ثلاث مرات عبر رسائل إما مكتوبة بخط اليد على الرمال الناعمة حول موقع التفجير أو من خلال بيانات مثلما فعل منفذى العملية فى تفجير حمل الرقم 9 فى نوفمبر الماضى، والتفجير رقم 10 فى ديسمبر من العام ذاته، حمل عنوان «تفجيرات الغاز... لماذا؟» ويقدم الدفوع الاقتصادية التى توجب وقف تصدير الغاز لاسرائيل، والثانى بيان شرعى صادر عن هيئة علماء المسلمين فى عام 2005، ويقدم الدفوع الشرعية لبطلان تصدير الغاز لليهود. ولم تصدر أى بيانات أخرى تتعلق بالتفجيرات، عدا إشارة صدرت فى بيان لجماعة أطلقت على نفسها جماعة أنصار الجهاد فى سيناء ونشر عبر مواقع الجهاد الاسلامى العالمية، وحمل اسما لشخص تم تسميته بالشهيد الملثم محمد جمعة.