المسرح الفلسطينى يلفت أنظار العالم ويتحول إلى نموذج للمقاومة الجميلة - بوابة الشروق
السبت 24 مايو 2025 6:44 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

المسرح الفلسطينى يلفت أنظار العالم ويتحول إلى نموذج للمقاومة الجميلة

العرض المسرحى ريتشارد الثانى لفرقة عشتار الفلسطينية
العرض المسرحى ريتشارد الثانى لفرقة عشتار الفلسطينية
القاهرة - أ ش أ
نشر في: السبت 12 مايو 2012 - 11:20 ص | آخر تحديث: السبت 12 مايو 2012 - 11:20 ص

لفت المسرح الفلسطينى أنظار العالم فى الآونة الأخيرة وخاصة فى الغرب وعبر منابر وملتقيات ومهرجانات ثقافية وفنية هامة فى دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، فيما وصف بأنه "نموذج للمقاومة الجميلة".

 

"إنه شعب يلوذ بالثقافة ويقوم بثورة ثقافية ترتكز على المسرح" لمقاومة الاحتلال والقهر والقمع كما يقول ناقد ثقافى أمريكى عن المسرح الفلسطينى ودوره فيما يصفه "بالثورة الثقافية الفلسطينية".

 

ففى العدد الأخير من دورية "بوسطن ريفيو" الأمريكية المحكمة وفى طرح بعنوان "المقاومة الجميلة"، تناول الناقد روبين كيلى "المسرح الثورى فى فلسطين" وقال إن هذا المسرح يعتمد على الشباب وأبناء المخيمات بقدر مايطلق طاقاتهم الابداعية .

 

ووصف روبين كيلى مشاهداته فى زيارته الأولى للضفة الغربية وجولاته فى رام الله والقدس مسلطا الأضواء فى الوقت ذاته على الممارسات الإسرائيلية من نقاط تفتيش تتفنن فى مضايقة أصحاب الأرض وهدم لبيوت الفلسطينيين ناهيك عن الجدار العازل فى الضفة الغربية والتوسع الاستيطانى .وأقر كيلى بأن الفارق كبير بين أن يقرأ المرء عن واقع ما وبين أن يعاين هذا الواقع بنفسه، موضحا أنه قبل زيارته للضفة الغربية كان قد قرأ وسمع الكثير عن معاناة الفلسطينيين "ولكن ليس من رأى كمن سمع".

 

وفى مواجهة واقع عصيب وظروف تكاد تكون مناوئة للحياة كما ينبغى ان تكون ومحاولات اسرائيلية "لتطبيع الاحتلال" على حد قول روبين كيلى، تبقى الثقافة ملاذا للباحثين عن حياة أكثر عدلا وجمالا.

 

وعبر زيارات لمراكز ثقافية فلسطينية مثل "مركز الرواد ومسرح جمعية التدريب" فى مخيم عايدة للاجئين الذى ظهر لحيز الوجود عام 1950 بين مدينتى بيت لحم وبيت جالا يقول روبين كيلى ان الأمر يبدو أقرب "لثورة ثقافية فلسطينية يقع المسرح فى قلبها".

 

وأضاف أن مسرح الشباب على وجه الخصوص ينهض بدور كبير فى تلك الثورة الثقافية الفلسطينية حيث الثقافة تقاوم الاحتلال والقهر والتسلط والظلم وهذا الجوهر أكثر أهمية بالضرورة مما شاهده من أجهزة كمبيوتر واقراص ممغنطة ومدمجة وحتى المكتبات واشرطة الفيديو وكاميرات التصوير والأدوات الموسيقية أو على الأصح هى مظاهر مادية للجوهر الروحى العميق للثقافة المقاومة .

 

وتوقف روبين كيلى عند ورشة مسرحية فلسطينية عنوانها :"نحن ابناء المخيم" حيث تتوالى قصص ماجرى للفلسطينيين منذ عام 1948 فى قالب مسرحى ومن منظور تجارب شخصية وبرسالة تؤكد على ضرورة تمتع هذا الشعب المعذب بحقوقه الانسانية وحريته خاصة حق العودة للوطن الذى شردوا منه .

 

والتقى روبين كيلى بالدكتور عبد الفتاح ابو سرور مؤسس ومدير مركز الرواد الثقافى ومسرح جمعية التدريب وهو اكاديمى وشاعر وكاتب مسرحى يؤمن بأن "المسرح من أهم سبل المقاومة السلمية"، فيما ينقل عنه القول :"اننا كفلسطينيين نقول بمسرحنا للعالم :نحن بشر مثلكم ولم نولد بجينات زائدة للعنف او الكراهية" .

 

ولعل العروض المسرحية الفلسطينية الأخيرة فى بريطانيا متصلة بما يقوله عبد الفتاح ابو سرور الحاصل على دكتوراه فى الهندسة الطبية والبيولوجية والذى قرر أن يكرس حياته لخدمة شعبه عبر المسرح والثقافة ككل .

 

ومنذ نحو اسبوع واحد بدأت، المشاركة الفلسطينية فى مهرجان شكسبير العالمى ببريطانيا بمسرحية "ريتشارد الثانى" على خشبة مسرح "جلوب" فى العاصمة لندن لمدة يومين ثم عرضت فى مدينة اكسفورد يوم السابع من شهر مايو الحالى .

 

وأشاد نقاد بهذا العرض المسرحى الفلسطينى لإحدى روائع شكسبير متفقين على أن أداء المسرحيين الفلسطينيين فى هذا المهرجان العالمى استحق الحفاوة وتصفيق الحضور.

 

وكان من الطريف أن يلاحظ الناقد الفلسطينى ابراهيم درويش أن صوت العود منح دفئا للمسرح وخلق جوا شرقيا له مذاقه الخاص، معتبرا أن "مسرح جلوب شهد مآساة الملك ريتشارد الثانى فى آداء فلسطينى ولغة عربية وملابس معاصرة".

 

وفى الرؤية المسرحية الفلسطينية لمآساة ريتشارد الثانى لمعت أسماء فنانين مثل سامى متواسى الذى أدى شخصية ريتشارد الثانى إلى جانب بيان شبيب وجورج ابراهيم وايمان عون وادوارد معلم واياد حورانى وحسين نخلة ومحمد عيد وايهاب زاهدة .

 

وشارك مسرح عشتار الفلسطينى بهذه المسرحية ضمن المهرجان الشكسبيرى الذى يشكل قوام الأولمبياد الثقافى استعدادا للأولمبياد الرياضى فى العاصمة البريطانية لندن اعتبارا من السابع والعشرين من شهر يوليو القادم .

 

وتعد فرقة عشتار المسرحية الفلسطينية واحدة من 37 فرقة مسرحية من شتى أنحاء العالم تشارك فى مهرجان شكسبير العالمى وتقدم عروضها بلغات مختلفة، فيما نهض المخرج الايرلندى كونال موريسون بمهمة اخراج مسرحية ريتشارد الثانى لفرقة عشتار الفلسطينية التى كانت قد عرضت هذه المسرحية فى مدينة اريحا من منظور فكرة محورية هى أن "السلطة المطلقة مفسدة مطلقة" .

 

وكان فنان مسرحى بريطانى كبير هو جوناثان شادويك قد شارك فى فى مشروع فنى طليعى يحمل عنوانا دالا هو:"متنفس غزة" حيث المسرح متنفس والسينما متنفس ..فضاء لحرية الابداع وللخيال والحلم وللمقاومة ايضا.

 

 

و خرج الفنان البريطانى والمثقف الكبير جوناثان شادويك مدير فرقة "ايه زد" المسرحية اللندنية بانطباعات راسخة من مخيم دير البلح للاجئين بعد لقاء مع ثلة من الأطفال الغزاويين فيما شهدت العاصمة البريطانية لندن مؤخرا عرضا خاصا لفيلم انتج عن مشروع "متنفس غزة" ببرامجه المتعددة اعقبه لقاء للنقاش شارك فيه الكاتب السينمائى جاريث ايفانز والمخرجة ميراندا بينيل والمنتج والمخرج بيتر شابل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك