أليس غريبا أن يصدر كاتب عملا عن الغضب وهو فى الثالثة والتسعين من عمره، هذا مافعله المفكر الفرنسى ستيفان هيسل فى كتابه "أغضبوا" الذى تحول إلى ظاهرة فى عالم النشر، لأن هذا الكتاب بصفحاته الأربعين باع حتى الآن مليونى نسخة فى نحو 20 لغة.
وفى هذا الكتاب الأقرب للبيان أو "المانيفستو" والذى صدر أصلا بالفرنسية يعتبر ستيفان هيسل أن الغضب هو أساس المقاومة ويرى المفكر ستيفان هيسل أن أسباب الغضب متعددة فى هذا العالم، ومن بينها هيمنة السوق التى تهدد السلام والهوة الآخذة فى الاتساع بين الأغنياء والفقراء، وضياع المكتسبات الاجتماعية والمعاملة السيئة للمهاجرين الذين لايحملون أوراقا رسمية.
ويوجه هيسل نداءه بالدرجة الأولى للشباب، معتبرا أن المقاومة اليوم تختلف تماما عن المقاومة فى الماضى جراء تزايد تعقيدات وتناقضات العالم وسطوة خطاب العولمة الأمريكى، فيما يوضح أن الغضب هو أساس الالتزام.
وولد ستيفان هيسل فى برلين، غير أنه درس الفلسفة فى باريس وحصل على الجنسية الفرنسية عام 1937 ، فيما انضم للمقاومة ضد الاحتلال النازى واعتقل ونجا بأعجوبة من حبل المشنقة بانتحاله هوية مزورة.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، شارك هيسل فى صياغة الاعلان العالمى لحقوق الانسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948، وتقلد عدة وظائف رفيعة المستوى فى السلك الدبلوماسى الفرنسى حتى أصبح ممثل فرنسا لدى المنظمة الدولية وعرف باهتمامه بقضايا العمال المهاجرين.
وفى عام 2010 طالب هذا المفكر بمقاطعة السلع والبضائع الاسرائيلية بعد الهجوم الاسرائيلى الوحشى على أسطول الحرية الذى كان يحمل مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة، فيما حصل مؤخرا على جائزة "فرانز فانون" تقديرا لأنشطته فى مكافحة الاستعمار.
ويدعو "الشيخ الغاضب والمقاوم الشاب" ستيفان هيسل إلى وضع اسرائيل على قائمة الدول الاستبدادية جراء ممارساتها الوحشية ضد الفلسطينيين وانتهاكها القانون الدولى.