أكد الدكتور محمد البرادعي، أن التحديات الحقيقية ستبدأ في يوليو، عندما تتولى القيادة الجديدة مهام منصبها، وقال في مقال له نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن أداء الحكومة الانتقالية كان أقل من التوقعات بشكل واضح، فالمصريون لم يروا تغييرا إيجابيا واضحا، ولم يعد الإعلام الذي تسيطر عليه الحكومة لسان حال مبارك، ولكنه أصبح لسان حال المجلس العسكري.
وأكد البرادعي في مقاله الذي حمل عنوان "عامي من القصف الشديد في الوحل السياسي المصري"، أن العام الماضي كان عاما مخيبا للآمال ومثيراً للقلق في كثير من الأحيان، فعندما تولى الجيش السلطة، كان هناك ترحيب به باعتباره حامى الثورة، إلا أن المجلس العسكري لم يكن لديه خبرة في إدارة البلاد، ولم يكن يتوقع أنه سيتولى المهمة، فقالوا في البداية أن الفترة الانتقالية ستستغرق ستة أشهر، وكان ذلك نوعاً من السذاجة، وقلت إنه سيستغرق عامين لبناء إطار ديمقراطي، ودعوت إلى مجلس انتقالي من المدنيين والعسكر وجمعية لكتابة الدستور، ويجب أن يكون أمام الأحزاب الجديدة الوقت للتنظيم والتواصل، وبعدها يتم إجراء انتخابات، لكن هذا لم يحدث.
وتحدث المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن تعامله مع الجيش، ويقول في لقائي الأول مع مسئولي المجلس العسكري، كانوا يسيرون في الاتجاه المعاكس، وكانت النتيجة كما هو متوقع: "رقصة كابوكى سياسية ودستورية غريبة"، فتم الاستفتاء على تعديلات دستورية، ألغيت بعدها بأيام وحل محلها رؤية مؤقتة صاغها الجيش، وعندما ذهبت للمشاركة في الاستفتاء تمت مهاجمتي من جانب بلطجية يبدو أنهم يعملون لأمن الدولة.
ويؤكد البرادعي في نهاية المقال على ضرورة تنحية الخلافات السياسية جانبا، وقال إننا في حاجة إلى قوة مصر موحدة وضمان استقلال القضاء وحماية حرية الإعلام والمجتمع المدني.
وأوضح أنه انسحب من الترشح لانتخابات الرئاسة لاعتقاده أنه يستطيع أن يساهم بشكل أكبر إذا لم يخض في هذا "الوحل السياسي"، ويأمل أن يساعد شباب الثورة حتى يستطيعوا أن يتولوا قيادة البلاد في الانتخابات القادمة.
يذكر أن الموقع الرسمي للدكتور محمد البرادعي، نشر ترجمة للمقال التي كتبها في الصحيفة البريطانية.