تشكّل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في إبريل عام 2013، وقدم في البدء على أنه اندماج بين ما يسمى بـ "دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم "القاعدة" الذي تشكّل في أكتوبر 2006 وبين المجموعة الإسلامية المسلحة في سورية المعروفة بـ"جبهة النصرة"، إلا أن الأخيرة رفضت هذا الاندماج على الفور، وبدأت المعارك بين الطرفين في يناير 2014.
واعترضت "الدولة الاسلامية في العراق والشام" علنًا على سلطة زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، ورفضت الاستجابة لدعوته التركيز على العراق وترك سوريا لجبهة النصرة، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.
وكانت "داعش" في بداياتها تعمل تحت اسم "جماعة التوحيد والجهاد" بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004، قبل أن يبايع هذا الأخير زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، ليصبح اسمه "القاعدة في بلاد الرافدين".
وبعد مقتل الزرقاوي "انتخب" أبي حمزة المهاجر زعيمًا للتنظيم. وبعد أشهر أعلن عن تشكيل "دولة العراق الإسلامية" بزعامة أبي عمر البغدادي.
لكن القوات الأمريكية نجحت في إبريل 2010 في قتل البغدادي ومساعده أبي حمزة المهاجر، فاختار التنظيم أبا بكر البغدادي خليفة له.
وبعد عام، ظهر تسجيل صوتي لزعيم التنظيم الجديد يعلن فيه أن جبهة "النصرة" هي امتداد له، وأعلن دمجهما تحت مسمى واحد وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
ويقدر الباحث في مركز "بروكينجز" في الدوحة تشارلز ليستر أعداد المنضمين في هذا التنظيم ما بين خمسة وستة آلاف مقاتل في العراق وسبعة آلاف في سوريا. لكن لم يتم التحقق من هذه الأرقام من مصادر أخرى.
وفي ما يتعلق بالجنسيات، يقول الخبير في الحركات الإسلامية رومان كاييه من المعهد الفرنسي للشرق الأوسط، أن معظم المقاتلين على الأرض في سوريا، هم من الجنسية السورية لكن قادتهم يأتون في أغلب الأحيان من الخارج، ويكونون قد قاتلوا من قبل في العراق والشيشان وأفغانستان. أما في العراق فمعظم المقاتلين من العراقيين. ويضم التنظيم مئات المقاتلين الناطقين بالفرنسية من فرنسيين وبلجيكيين ومغاربة.
وسيطر التنظيم في يناير مع جماعات أخرى على الفلوجة وقطاعات من الرمادي غرب بغداد. وأعلن الخميس الموافق 12 يونيو 2014، سيطرته على محافظة نينوى العراقية الشمالية التي أعلنها ولاية، متعهدًا بشن "غزوات" جديدة. ونشر فيما بعد حساب أخبار "ولاية البركة" التابع لـ"داعش"، تقريرًا مصورًا يظهر مجموعات مسلحة تقوم بإزالة السواتر الترابية على الحدود العراقية السورية.