هنا "العدوة" مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسى فى محافظة الشرقية أصبحت ملجأ أعضاء الإخوان وقيادات الصف الثانى فى الجماعة من ملاحقة الأجهزة الأمنية، بعد أحداث 30 يونيو التي أنتهت حكم الإخوان.
بمجرد أن تطأ قدمك مدخل القرية التى تبعد 10 كجم من مركز ههيا التابعه لها ويبلغ عدد سكانها 16 ألف نسمة، ترى" صور الرئيس المعزول مرسى على أغلب المنازل وعبارات مرسى رئيس باللون الأحمر، وإشارات رابعة منتشرة على جدران الحوائط ، عبارات تتطالب بالقصاص لشهداء رابعة والنهضة، وصور لهم وأخرى منددة بالرئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسى ".
القرية أصبحت ملجأ لأعضاء جماعة الإخوان من قيادات الصف الثانى والعناصر الشبابية التابعين لجماعة وأبناء قيادات إخوانية هاربة ومطلوبين على ذمة قضايا خلال الفترة الماضية، خاصة أنها نائية وبعيدة عن الملاحقة الأمنية وتقع بالقرب من مدينة الزقازيق وأبو كبير التى تضم عددا كبيرا من المنتمين للجماعة.
أحد أبناء القرية الذي رافض ذكر اسمه، قال: أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة شنت الشهر الماضى حملة أمنية كبيرة من القيادات الأمنية وقوات من الأمن المركزى والجيش والمباحث العامة والأمن العام لم يتم القبض فقط الإ على ثلاثة من أعضاء الجماعة والآخرين استطاعوا الهرب.
وأضاف، أن القرية أصبحت ملجأ لأعضاء وقيادات الجماعة بعد تشديد الأجهزة الأمنية عليهم، فقاموا بتحويل القرية مخبأ لهم لسهولة الاختباء أو الهروب من قوات الشرطة، خاصة أن عددا كبيرا من القرية منتمين لفكر الجماعة والمظاهرات مشهد دائم وغالب على القرية.
وطالب بقيام قوات الشرطة بشن حملات أمنية باستمرار على القرية للقضاء على المتطرفين فكريا والذين يقومون باستغلال الفقراء أو غير المتعلمين أو المتعاطفين مع ضحايا فض أعتصامى رابعة والنهضة، وخاصة أن عددا من القيادت الإخوانية بالقرية يستغلون الفلاحيين، مشيرا إلى أن الوضع لو استمر كذلك ستحول القرية إلى كرداسة جديدة، على حد وصفه.
بينما قال محمد السيد الشاب الثلاثينى: عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة والقبض على العديد من قيادات جماعة الإخوان أصبحت القرية تستقبل عددا من أعضاء الجماعة من مختلف المحافظات، وخاصة أن أغلبية القرية والقرى المحيطة بها من المنتمين لجماعة الإخوان.
وأضاف السيد، أن عددا من القيادات الإخوانية تجتمع يومان من كل أسبوع فى ساعات متأخرة مع مجموعة من شباب القرية وآخرين من قرى مجاورة لتنظيم المظاهرات بشكل دائم.
وتابع، أنه غير مسموح لاى صحفى أو جريدة أو قناة تلفزيونية من دخول القرية، قناة الجزيرة فقط وشبكة رصد الإخبارية المؤيدة لجماعة هما المسموح لهم بالدخول لقرية فى وقت، حيث يقومون بتصوير المظاهرات وعمل لقاءات مع أهالى القرية.
وأشار إلى أن هناك قياديا إخوانيا بالقرية رفض ذكر اسمه يقوم بتنسيق مع مجموعة من شباب القرية لتوزيع "شنط خير تحتوى على أرز وسكر وزيت وسمنة وعدس" على فقراء القرية، موضحا أن الشباب خلال توزيعهم الشنط على أهالى القرية يقولون لهم "رغم ما تتعرض الجماعة من عنف واضطهاد لا تنسى الفقراء".
"أصبحنا نتحمل عبء أننا من أهل القرية فأصبحت جريمة نعاقب عليه، فمجرد خروجنا خارجها وتستوقفنا أحد الكمائن ويرى الضباط البطاقة مكتوب بها أننى من قرية العدوة يقوم بتفتيشى، وفحص حالتي الجنائية وبعدها يتركنى"، هكذا وصف محمد فريد الشاب الثلاثينى وضعه خارج القرية مطالبا من الدولة عدم معاقبته لمجرد انتماء الرئيس المعزول لها.
فيما يرى خالد مصطفى الشاب العشرينى أن ضغط الأجهزة الأمنية على الشباب المنتمى لتيار الإسلامى يستغله بعض من شباب الإخوان البارزين فى القرية إلى مظاهرات يومية بحجة عودة الرئيس الشرعى وتطبيق الشرعية الإسلامية وحق الذين ماتوا فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، بينما اكتفى عدد من الأهالى بتعلق واحد "أكيد هيجى اليوم اللى ربنا هينصرنا فيها من بلاء الإخوان ومرسى وسخط النظام الحالى، ووعدم معاقبة الدولة لنا بانتماء مرسى للقرية " بحسب قولهم.
وقال مصطفى يحيى الرجل الخمسينى إن بعد فوز محمد مرسى سعدنا كثيرا لأنه ابن قريتنا وأصبح رئيسا لجمهورية وزعنا الشربات وكنا نعتقد أن ما جرب الظلم لن يظلم الناس، ولكن طمع السلطة والكرسى وصل بهم الى ما نحن عليه الآن.
وأشار يحيى إلى أن القرية أصبحت تشهد مظاهرات شبه يومية ما بين تتطالب بعودة المعزول أو القصاص لشهداء رابعة والنهضة موضحا أن العديد من الأهالي يوصفون من حدث بأنه "انقلاب عسكرى".
"المظاهرات كل يوم قناة الجزيرة تيجى تصور أهالى القرية وهما بيطلبوا بعودة مرسى وساعات بيقطعوا الطريق محدش من أهالى يقدر يتكلم "، هكذا بدء إسلام على الشاب الثلاثينى حديثه.
وأضاف علي، أن الاحتقان السياسي بين أبناء القرية وصل إلى حدة فأصبحت المشادات الكلامية عادة يوميا بين الأهالى بسبب المظاهرات أو قطع الطريق الإ أن أغلبيه ما بين منتمين لجماعة أو عودة أبن قريتهم أو متعاطفين مع شهداء.