«حزب الكنبة».. مصطلح ظهر في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، ليشير إلى العدد الأكبر من المواطنين، الذين اكتفوا بمراقبة تطورات المشهد السياسي عبر وسائل الإعلام دون المشاركة الفعلية.. لكن «بعض أعضاء الحزب قرروا مؤخرا النزول إلى الميادين؛ بحثاً عن الحياة»، كما تقول محاسن زكي ربة المنزل، المصابة بالسرطان، والتي أرهقتها ظروف المعيشة بعد ثورة 25 يناير.
«عندما أنزل إلي السوق ومعي 50 جنيها لا أستطيع أن أشتري بها وجبة غذاء لثلاثة أولاد، وعندما تأتيني قيمة فاتورة الكهرباء أكثر من 200 جنيه، وعندما يقف علاج الكيماوي لأكثر من ثلاثة أشهر نظرًا لإضراب الأطباء الذي لم يستجب لمطالبهم أحد إلى الآن، أي حياة تلك التي أعيشها؟، كان يجب عليّ أن أتحرك لأصرخ مطالبة بحقي في الحياة داخل تلك البلاد التي تضيق علينا يوم بعد يوم».. تقول محاسن.
وتضيف: «لا أملك في جيبي سوى جنيه ثمن تذكرة المترو الذي سيقلني إلي البيت إذا استجابة الرئيس مرسي لمطالبنا، أو رحيله؛ لأنه منذ أن تولي الحكم لم يصدر قانوناً واحداً ينصف المصريين، ولم يكن يوماً رئيساً سوى لأعضاء جماعته».
محاسن ليست الوحيدة من «حزب الكنبة» التي قررت مغادرته والنزول إلى الميادين للمطالبة بحقها؛ فعبده فرج، الموظف المتقاعد ذو الـ63 ربيعًا، راقب أحداث الثورة من «الكنبة»، فاض به الكيل من حالة الاضطراب التي تعيشها البلاد منذ سنتين، مما دفعه إلى حمل كنبة رمزية ولافتة كتب عليها «حزب الكنبة خلاص قرر ينزل الميدان».
يقول فرج: «فاض بنا الكيل من عدم الاستقرار الذي يدمر حياتنا، ولم تتحقق مطالب الثورة، وزاد عليها "ميليشات جماعة الإخوان"، التي نزلت لضرب الثوار عند قصر الاتحادية».. ويواصل: «لن أعود إلى كنبتي لحين تحقق الاستقرار في البلاد، وتوقف الإخوان عن أفعالهم التي تقسم بها البلاد وتقودها إلى حرب أهلية، حينها فقط سأعود إلى موقع المراقب للأحداث من منزلي، لكننا لن نقبل بما يحدث من تقسيم متعمد لمصر».