المجد والمصحف والعفاسى وغيرها من قنوات تلاوة القرآن الكريم التى ظهرت فى الفترة الأخيرة، ترفع شعار «ابتغاء وجه الله» وأكد أصحابها أنهم لايريدون منها مكاسب مالية وهى مجموعة القنوات التى ابتعدت منذ البداية عن جدل المشايخ وغيرها من الأزمات المتعارف عليها فى القنوات الدينية، فأصبحت تدخل كل بيت فى مصر دون استثناء، خاصة وانها تقدم مجموعة كبيرة من الأصوات المتنوعة والجميلة وهى تتلو ايات الذكر الحكيم ولكن مؤخرا بدأت هذه القنوات تعرف طريق الإعلانات وخصصت اماكن على شاشتها للاعلانات التجارية وهو شىء أثار استياء البعض فى حين رأى البعض الآخر انه لا ضرر ولا ضرار فى وجود إعلانات، وبين هؤلاء وهؤلاء كان هذا التحقيق.
فى البداية يتحدث احمد جمال وكيل إعلانى لإحدى قنوات القرآن قائلا: الحقيقة اننى كوكيل اعلانى لإحدى قنوات القرآن رفضت رفضا تاما ان ننساق خلف هوجة الإعلانات المسيئة والغريبة التى ترونها فى قنوات القرآن، ورفضت عروضا كثيرة من شركات الأعشاب والملابس والادوات المنزلية التى تقوم بعرض منتجاتها على قنوات أخرى، واقتصرت على أن تكون الإعلانات خاصة بمؤسسات اسلامية ومستشفيات مثل 57357 وغيرها من المؤسسات الخيرية وفى حدود مساحة صغيرة على شاشة القناة اثناء تلاوة القرآن الكريم كما أننى رفضت أيضا اقتراحا من بعض الشركات بعمل فواصل إعلانية لشركات الاتصالات الإسلامية حفاظا على شكل ومضمون القناة التى لها اسم فى عالم الفضائيات الدينية والقرآن.
ويقول جمال: التواصل مع إدارة القناة بالسعودية وهم يتفهمون جيدا إصرارى على أن تكون الإعلانات غير طاغية على الجرافيك الخاص بشكل الشاشة وهو ربما لا يوفر الكثير من الأموال مقارنة بقنوات اخرى وهم متفهمون ذلك وأنا شخصيا من كثرة اقحام إعلانات تشوش على التلاوة فى بعض القنوات افكر فى ان يكون هناك راع واحد يقوم بدعم القناة مع وضع «اللوجو» الخاص به على شاشة القناة فقط، واقوم برفع سعر الشريحة الإعلانية حتى لا أكون مضطرا لقبول أى إعلان فأنا أسمع أن أسعار الشرائح الإعلانية فى بعض هذه القنوات ربما يصل إلى عشرة آلاف جنيه سنويا، وقد صادفت معلنين يريدون أن يدفعوا فى شرائح مماثلة مبالغ أقل أحدهم قال لى إننى أريد أن أحصل على البركة من خلال وجود إعلان لمنتجى فى قنوات القرآن ولذلك أقوم بعمل اعلان فى كل القنوات!
ويضيف: الحقيقة ان رد الفعل على الإعلانات فى هذه القنوات كبير وهو ما يجعل إدارة القنوات تفكر فى استغلال نسبة المشاهدة الكبيرة بوضع شرائح إعلانية لها رغم انتقادات البعض.
وكيل إحدى القنوات ــ رفض ذكر اسمه ــ قال لنا بغضب: انتم لا تريدون ان ترحموا ولا تريدون ان تنزل علينا رحمة ربنا، هذه القنوات لديها عدد كبير من الالتزامات المالية ولابد وأن تدفع رواتب موظفيها ولا مانع من وجود هامش ربح بسيط تدعم استمرار القناة وانا شخصيا اعمل وكيلا لاحدى القنوات العربية واعرف انها تنفق أموالا كثيرة وتدفع مبالغ كبيرة لشركات الإنتاج التى لديها مشايخ قراء القرآن، ولا أعتقد أن أحدا من هؤلاء يمانع لأنه يعلم جيدا أن الإعلانات مصدر ضرورى لهذه القنوات، ثم إن هناك قنوات إعلانية فقط تبث إعلاناتها على خلفية صوتية من القرآن وربما تجد صورا مبتذلة ومسفة فى الإعلان وبصفة خاصة إعلانات الضعف الجنسى وغيرها، ويضيف: هناك قنوات سعودية لديها راع بمليون دولار فى العام ولم يخرج أحد عليهم وقال لهم إنهم يستهزءون بالقرآن.