«حرية عدالة.. مرسى وراه رجالة».. وضده «رجالة.. والميدان شاهد» - بوابة الشروق
الثلاثاء 10 يونيو 2025 11:16 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الزحف الإخوانى «يحتل» المنصة المعادية.. والمعارضة تنجح فى «حرب التحرير»

«حرية عدالة.. مرسى وراه رجالة».. وضده «رجالة.. والميدان شاهد»

الهجوم على منصة التيار الشعبى - تصوير : احمد عبد اللطيف
الهجوم على منصة التيار الشعبى - تصوير : احمد عبد اللطيف
إسماعيل الأشول
نشر في: الأحد 14 أكتوبر 2012 - 2:35 م | آخر تحديث: الأحد 14 أكتوبر 2012 - 2:42 م

«المصريين بيموّتوا فى بعض».. كلمات أخيرة قالها الكاتب الراحل جلال عامر، قبل أن يسلم الروح، عقب مشاركته فى مظاهرة بالإسكندرية، فى 12 فبراير الماضى، شهدت بعض الاشتباكات بين مؤيدى ومعارضى  المجلس العسكرى.

 

أمس الأول، تكرر المشهد فى غياب عامر والمجلس العسكرى، حيث عاد المصريون: يموتوا بعض»، حسب تعبير الكاتب الراحل، والذى ربما لو كان على قيد الحياة، لوصل إلى ذات النتيجة، وفاضت روحه حزنا وكمدا.

 

الاشتباكات هذه المرة، كانت فى ميدان التحرير ونطاقه، دون أن يكون الأمن طرفا هذه المرة، حيث بدا ميدان التحرير، مسرحا لواحدة من أقسى وقائعه قسوة وعنفا منذ مغادرة «العسكر» للسلطة، وقدوم محمد مرسى رئيسا للبلاد.

 

اشتباكات دامية.. هتافات غاضبة.. اتهامات متبادلة بالعمالة والخيانة، كانت تلك تفاصيل المشهد فى جمعة «كشف الحساب»، والتى انطلقت منذ الدخول الرسمى لوفود الإخوان المسلمين، تقلهم  سيارات «مينى باص» تقاطرت من اتجاهات عدة إلى ميدان عبدالمنعم رياض.

 

فى الساعات الأولى من يوم أمس الأول، بدأ تراشق لفظى بين مؤيدى مرسى من أعضاء جماعته وعدد من أعضاء التيارات الإسلامية، ومعارضيه، على خلفية هتافات تنادى بسقوط «حكم المرشد»، وعقب صلاة الجمعة مباشرة وبمجرد أن علت الهتافات من منصة التيار الشعبى ضد حكم المرشد، انطلق شباب الجماعة وأنصارهم فى اتجاه المنصة، واعتدوا على كل من عليها وطردوهم من الميدان إلى الشوارع المحيطة، وحطم بعضهم المنصة ثم احتفل الجميع باحتلالها هاتفين «الله أكبر ولله الحمد».

 

خطب احد أبناء الجماعة من على أطلال المنصة: «اللى هيهتف ضد الرئيس أو المرشد ملوش عندنا إلا الضرب»، فيما صاح  آخر: «اللى مش عاجبوا الإخوان ومرسى يسيب البلد»، بعدها انتشر أعضاء الجماعة فى أرجاء الميدان، منظمين ما وصف بأنه «محاكم تفتيش» ضد معارضيهم، حتى تم «تنظيف الميدان» من «العلمانيين اللى عايزين يخربوا البلد» على حد تعبير عضو بالجماعة.

 

ومع حلول الرابعة عصر الجمعة، بدأ الحشد الإخوانى فى شكله التقليدى يصل إلى الميدان إذ وصلت عشرات العربات من «المينى باص» و«الميكروباص» مداخل ميدان التحرير من عدة جهات، أبرزها منطقة ميدان عبدالمنعم رياض، حاملة الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، القادمين من عدة محافظات «للتظاهر دعما لقرار الرئيس مرسى بإقالة النائب العام».

 

كان لافتا تقدم شباب الجماعة على شيوخها ونسائها اللاتى حضرن مع أزواجهن، نحو الميدان الذى كان فى تلك اللحظة، تحت سيطرة معارضى الجماعة من الحركات الثورية المختلفة والتيار الشعبى وغيرهم من القوى المدنية. توجه شباب الإخوان، مفتوحى الصدر، باسمى الوجه، فى لباس رياضى ولياقة بدنية عالية، نحو المعارضين، وبعد دقائق قليلة بدأ الاشتباك بين الطرفين بالطوب الذى كان مصدره بعض أرصفة الميدان، ومع الضغط العددى من عناصر الإخوان، تراجع المعارضون إلى الشوارع الجانبية فى محمد محمود وطلعت حرب وباب اللوق. سيطر الإخوان إذن على الميدان، لكنهم لم يهنأوا بتلك السيطرة، إذ قاوم المعارضون لاسترداد سيطرتهم المفقودة، واستمرت الاشتباكات لساعتين من الرابعة وحتى السادسة، قبل أن يقرر الإخوان الانسحاب.

 

تركزت الاشتباكات بعيدا عن الميدان الفسيح، فاستغل الإخوان الأمر وراحوا ينظمون مسيرات ووقفات متفرقة، مرددين هتافات تدعم قرار مرسى بإقالة النائب العام، وأخرى تطالب الثوار (الذين يشتبكون معهم) أن يكونوا «إيد واحدة» قائلين «إيد واحدة زى زمان.. ضد الزند والنائب العام»، كان يقود هذا الهتاف أحد أعضاء الجماعة بمدخل شارع شامبليون، وعلى بعد أمتار قليلة وقفت عدة سيدات من نساء الجماعة يرددن الهتاف نفسه، لكن أعينهن الزائغة كانت تطرح سؤالا موضوعيا «كيف نكون إيد واحدة ودماء بعضنا تسيل بأيدى بعضنا الآخر؟».

 

أحد الشباب الملتحين يجرى نحو شارع قصر النيل هاربا من تراشق بالحجارة وهو يحمل لافتة «العنف ضعف» سألته ماذا يحدث؟ قال «الاشتراكيون الثوريون و6 أبريل ومجموعات أخرى يريدون إخراج الإخوان بالقوة من الميدان، إنهم يَسبّون الدين ويرددون هتافات قليلة الأدب، فيه ناس مش من مصلحتها الثورة تكتمل، الإخوان نازلين لدعم قرار إقالة النائب العام، أنا لست عضوا فى الجماعة، أنا محب فقط، الحل لما يجرى أن يُحكّم الناس العقل»، وهنا تدخل متظاهر آخر وقال: «هذه المظاهرة للتيار الشعبى والقوى الثورية، ومعلن عنها منذ شهر لمحاسبة مرسى على خطة المائة يوم، الإخوان نازلين يعملوا مشاكل»، وعلى بعد أمتار قليلة، وقف ثالث يقول بعبارة فصيحة لبعض من حوله «حسن البنا قال عنهم: ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، وفيما كان بعض شباب الإخوان جالسين على أحد الأرصفة، لملء فراغات الميدان، خاطبهم أحد المارة قائلا: «خليكوا فى الدعوة، انتوا بتخطبوا كويس، بس مبتفهموش فى السياسة» ولم يجبه أحد فقال له أحد مرافقيه «أنت بتكلم مين؟ دى أصنام».

 

الكرّ والفرّ مستمر، لا هتافات للثورة بالميدان، إما مع أو ضد الرئيس مرسى وجماعته، أما الثورة فقد خاصمت الميدان خلال ساعات الاشتباكات، التى خلّفت بين دقيقة وأخرى مصابا من أحد الفريقين، مصاب المعارضة كان يهرع به رفاقه عبر أحد الشوارع الجانبية لإسعافه أو على دراجة بخارية، فى مشهد أعاد للذاكرة صورة الدراجات البخارية وهى تنقل مصابى أحداث محمد محمود العام الماضى، أما مصاب الإخوان فكان رفاقه يحملونه لإسعافه بينهم، وسط غياب تام لعربات الإسعاف.

 

يقول محمد سليمان، عضو التيار الشعبى، الذى بدت على وجهه علامات الإجهاد «بهذه الطريقة لن يمر عام 2013 ومرسى فى السلطة»، يضيف: «حتى لو كانت هناك شعارات مستفزة كما قيل للإخوان، هل الحل هو الاعتداء وإسالة دماء المصريين».

 

أحد أعضاء الجماعة يحمل قطعا من الحجارة المنتزعة من أحد الأرصفة، ويتجه نحو شارع طلعت حرب، حيث المواجهات، يسأله عضو آخر من الجماعة «رايح فين ياعم»، يرد «يا إخوانا الناس بتموت هناك.. انتم واقفين وراء والناس بتموت هناك».

 

أذن مسجد عمر مكرم لصلاة المغرب، لم ينصرف إلا قليل من أعضاء الجماعة للصلاة، الحالة المرورية تختنق، والباعة الجائلون فى أماكنهم، يجتذبون الزبائن من الفريقين، ولا يعنيهم من المنتصر، فى النهاية هناك جائعون من الطرفين.

 

كان من ضمن المشاهد الأكثر دلالة على ما وقع أمس الأول، المشادات التى وقعت بين الإخوان ومعارضيهم، حيث رصدت «الشروق» أحد أعضاء الجماعة ينهر شخصا يضع على قميصه دبوسا يحمل صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وقال له: «ياعبد عبدالناصر.. ياعبد عبدالناصر ابقى خليه ينفعك» وكاد يعتدى عليه لولا تدخل من حضروا الواقعة، كما واجه بعض عناصر الإخوان محاولات توصيل أدوات طبية لإسعاف المصابين من المعارضين بالمنع.

 

سألت أحد الواقفين فى إحدى حلقات أفراد الإخوان عن رأيه فيما يجرى، فأحالنى إلى الواقف بجواره، الذى أحالنى بدوره إلى ثالث هو «عبد العظيم عبدالله»، واعظ عام بالأزهر الشريف، قال: «لنا هدف واحد وهو إقالة النائب العام وإعادة محاكمة متهمى موقعة الجمل وتطهير القضاء، لو انت عندك وطنية اركن محاسبة المائة يوم الآن لحين النظر فى إعادة المحاكمات وبعدين نبقى نحاسب، لم نحاسب مبارك على 30 سنة، جايين نحاسب مرسى على مائة يوم، هناك ألفاظ مستفزة تصدر من المعارضة ولو كنا ناويين شر كنا ضربناهم لأن عددنا أكبر، وفيه ناس تعارض الرئيس مرسى منذ كان مرشحا ولا يريدونه مطلقا يعارضون للمعارضة مثلما تحدث فى احتفالات أكتوبر عن الذين يعارضون للمعارضة، وبعدين شعبية الرئيس زادت بموجب استطلاعات مركز «بصيرة» مؤخرا».

 

حوار بين إخوانى وشيوعى

 

عصام شعبان المتحدث الإعلامى بالحزب الشيوعى على كتفه علم حزبه الأحمر وقف يتحدث أمام مدخل شارع شامبليون مع أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين القادم من بورسعيد وهو حسام النجار.

 

قال عصام: «ما جرى اليوم أن القوى الثورية كانت دعت قبل أسابيع للتظاهر فى 12 أكتوبر بالميدان من أجل العدالة الاجتماعية والدستور ومحاسبة قتلة الثوار، وماذا تحقق فى هذه المسائل، الإخوان جاءوا بهدف إفساد المظاهرة، وتسببوا فى وقوع العديد من الإصابات شاهدت منها نحو عشرين حالة وهى إصابات أغلبها فى الوجه والرأس بالطوب، على الإخوان ألا يدفعوا باتجاه مواجهة المصريين وأن يحتملوا الصراع السياسى بشكل لائق، ما جرى كان محاولة من سلطة رأس المال للدفاع عن نفسها، الإخوان يقولون إنهم جاءوا للتظاهر، حسنا ضد من إذا كانوا هم فى السلطة؟ ما حدث فضيحة تؤكد أنه ليس هناك نظاما جديدا فى مصر وإنما سلطة جديدة تستخدم الاستبداد بالنص الدينى بعدما كان مبارك يستخدم الاستبداد بالنص القانونى».

 

أشار شعبان إلى «هدنة عقدت لعدة دقائق بين الطرفين، فى الرابعة عصرا، بين المعارضين للإخوان بطلعت حرب وأعضاء الجماعة بالميدان، إلا أنها فشلت بسبب الغاضبين من الطرفين» وأضاف، منع أى مواطن من التظاهر فى الميدان جريمة مهما كانت أراؤه وتوجهاته، والخطأ الأكبر دعوة الإخوان للتظاهر فى نفس يوم تظاهر المعارضة، هذا معناه أنهم كانوا يريدون «خناقة».

 

ودار حوار ساخن بين الشيوعى عصام شعبان والإخوانى القادم من بورسعيد حسام النجار، قال النجار لشعبان «الشيوعيون ملحدون» فرد عليه شعبان «حاسبنى فى السياسة مش فى الدين، وليس كل الشيوعيين ملحدين، أنا ممكن أقول لك انتوا عندكم على ونيس والبلكيمى»، فى إشارة للنائبين السلفيين اللذين أدينا فى أعمال مخلّة، تلا النجار آية من القرآن مخاطبا بها شعبان «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» قال شعبان «وليه بالكراهية، خليها بالحب، مش ربنا بيقول إنك لا تهدى من أحببت، وبعدين أنا بدافع عنك حتى لو مش معايا، أنا بدافع عن الفقير حتى لو كان إخوان» قال النجار: «ومن قال لك إننى فقير» سأله شعبان «هتقدر تجيب لولادك شقق يعنى» أجاب «قدر ربنا» فقال شعبان: «الإيمان بالرزق حاجة والسعى المنحاز حاجة تانية»، تطرق الحوار لفكرة أن الإخوان «قلة منظمة» قال النجار: «حتى لو قلة منظمة ده دليل نجاح مش دليل فشل، احنا على أقصى تقدير 750 ألف».

 

قال حسام النجار لـ«الشروق»: «أنا حضرت لأن الرئيس مرسى أقال النائب العام فمحتاج قوة شعبية تؤيده، رأيى أنه لم يكن جيدا أن يتظاهر الطرفان فى التحرير فى وقت واحد» بدا حسام يشعر بخطأ موقف جماعته لكنه لم يفصح عن ذلك وقال «الإخوان بدأوا يتركوا الميدان وهذا موقف جيد». 

 

بحلول الساعة السادسة مساء، انسحب الإخوان المسلمون بشكل جماعى، فلاحقتهم عناصر المعارضة، كان بين المنسحبين الشاب والرجل والشيخ وبعض السيدات، وما بين استعراض القوة قبل ساعتين، والانسحاب المرتبك بعدها بدا المشهد جامعا بين الضحك والبكاء على حال ميدان اتسع ثمانية عشر يوما، وليس يوما واحدا، لكل مصر وأهلها من أقصى اليمين لأقصى اليسار.

 

لاحق المعارضون، الإخوان واعتدوا على بعضهم، واستوقفوا شابا أمام المتحف المصرى، فردد: «أنا معاكو أنا معاكو» إلا أن إقراره بذلك لم ينجيه من «علقة ساخنة».

 

استغرق الانسحاب عدة دقائق، وساد صخب كبير مع إطلاق بعض المتظاهرين الشماريخ، بكثافة، من ناحية شارعى طلعت حرب ومحمد محمود، فلاذ الجميع  بالفرار من عدة شوارع كان منها شارع شامبليون. فى تلك اللحظات خيّم الحزن على أجواء الشوارع المحيطة بالميدان التى تستقبل الفارّين، شيخ ستينىّ كان فشل فى الوصول إلى المترو فسلك شارع شامبليون، وردد بصوت حزين، سمعه من كان بجواره «البلد بتخرب.. ربنا يستر ع البلد»، جوار الشيخ كان هناك طفل يحاول الاتصال بوالده والأخير لايرد، بكى الطفل، وحاول البعض طمأنته أنه لا محالة قادم فلا خرطوش ولا أمن سيعتقله، وبالتالى كل الاحتمالات تؤكد سلامته، أحدهم يقطع العشرين مترا الأولى من الشارع جيئة وذهابا يبحث عن نجله، ويحدث زوجته عبر الهاتف «مش لاقى ابنك ابن الكلب، المرة اللى فاتت رجع متصاب، ياترى المرة دى هيرجع ميت ولا إيه».

 

الساعة تتجاوز السادسة والنصف، لا يزال أعضاء الإخوان ينسحبون فرادى وجماعات من الميدان، وسط تساؤلات عن غياب أبناء قيادات الجماعة، وكوادرها المعروفة، بعض المعارضين يلاحقون شابا يعتقد أنه إخوانى ومحاولات لإرهابه برفع الصاعق الكهربائى فوق رأسه دون استخدامه ضده.

 

حركة شباب 6 أبريل الجبهة الديمقراطية، تحتفل بميدان عبدالمنعم رياض بمناسبة انسحاب الإخوان من التحرير، «ياللى بتسأل احنا مين.. احنا شباب 6 أبريل»، فى حين حمل أحد المتظاهرين إطار سيارة ودفع به أمامه نحو أحدى سيارات «المينى باص» التى كانت تقل الإخوان، وبعد دقائق، شوهد الدخان يتصاعد أعلى المتحف المصرى، السيارة تحترق، والبعض يراقب فى أسى، والبعض يحتفل.

 

أحد شهود العيان قال: «ما رأيناه كارثة، فى أيام الثورة الأولى، كان إذا وقع متظاهر إخوانى أو ليبرالى أو شيوعى، كان الجميع يحمله ويعالجه، الآن إذا وقع متظاهر معارض أمام آخر مؤيد فإن الأخير لن يساعده والعكس صحيح».

 

سيدة عجوز تدعى أم طارق تجلس على أحد أرصفة الميدان تحمل ورقة مكتوب عليها هتاف «اصحوا وفوءوا ياناس.. خدوا الدعم ادوه لحماس» مرددة بصوتها بعض الهتافات النابية بحق الرئيس مرسى، قالت أم طارق لـ«الشروق» الإخوان هما اللى بدأوا الضرب، عشان عايزين يسيطروا على البلد وعلينا، إزاى نقفل المحلات الساعة عشرة يعنى، أنا عندى محل فى حدائق القبة ومش هقفل الساعة عشرة»، فى إشارة لقرار الحكومة بإغلاق المحلات التجارية فى العاشرة مساء.

 

 القادم أسوأ

 

الدكتور جمال زهران عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، والأمين العام المساعد للجمعية الوطنية للتغيير الداعية للمظاهرات قال: «ما حدث جريمة وحشية وهمجية ارتكبها الإخوان فى حق القوى الثورية، فقد كانوا متربصين بالمظاهرة منذ الإعلان عنها قبل أسابيع، فوجئنا بعد ظهر الجمعة بوجودهم وهدم منصة التيار الشعبى، والاعتداء بالحجارة والمولوتوف على شباب القوى الثورية، ما أسفر عن إصابات كثيرة، سلوك الإخوان يظهر أنهم غير راغبين فى التعايش ولو تمكنوا من المجتمع سيطيحوا بنا فى السجون، أصبح الإخوان غير مأمومنى العواقب، بعدما كنا شركاء أصبحنا فرقاء، ووصل وضعهم إلى أنهم أصبحوا عدوانيين وهمجيين ضد القوى المدنية مما يؤكد أن القادم على يد الإخوان أسوأ، هاتفت بعض قيادات الإخوان واتفقوا معى على أن ما حدث غير مقبول، الثوار صمدوا أمام الهجمة الوحشية، والإخوان حققوا خسارة فادحة يسأل عنها مرسى والمرشد والحرية والعدالة ووزير الداخلية الذى تواطأ ليترك المتظاهرين دون غطاء أمنى، أحمل رئيس الجمهورية المسئولين ولابد أن نسمع رأيه فيما حدث».

 

أحمد عبدالرحمن أخو الشهيد عادل عبدالرحمن الذى استشهد فى أحداث مجلس الوزراء العام الماضى، قال: «الشعب نزل للقصاص وضد حكم براءة القتلة، والمنصة كانت للتيار الشعبى، كان واجبا على الإخوان ألا يتدخلوا، نطالب مرسى أن يقتص لشهدائنا، الدم لو هما مش هيجيبوه احنا هنجيبه بنفسنا» أضاف: «للأسف لم يتم تكريم الشهداء ولا أسرهم، لازلنا منذ أربع شهور ننتظر إطلاق اسم أخى على إحدى مدارس إدارة مصر القديمة التعليمية ولم يحدث ذلك».

 

 

 

«يامرسى يا منجة»

 

بدءا من الثامنة والنصف وحتى الساعات الأولى من صباح السبت، استمر احتفال المتظاهرين بميدان التحرير والشوارع المحيطة به، وردد المشاركون هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين كان منها «يسقط يسقط حكم المرشد.. تسقط تأسيسية التهجير والتكفير» ورفع بعضهم لافتات تقول: «جهزوا قنابل الغاز.. ثورة الجياع قادمة لا محالة يا إخوان» «حسنة قليلة مطلوب مليون مخالفة مرور.. لإنقاذ مشروع النهضة من الفشل» و«كيلو الطماطم بـ10 جنيه وأنبوبة الغاز بـ40 جنيه.. ومفيش سولار يا مرسى يامنجة».

 

ودوت هتافات المتظاهرين داخل شارع محمد محمود «علّى وعلّى وعلّى كمان.. اشهد اشهد ياميدان.. احنا اللى ضربنا الإخوان» و«ادى براءة للسفاح مش هنسيب حق اللى راح» «والله زمان وبعودة.. ليلة أبوكو ليلة سودة» «يلا يا مرسى قوم م النوم.. النهاردة آخر يوم»، وساد هرج لفترات متقطعة بالميدان، كلما وقع اشتباك جانبى بين بعض الأشخاص، فكان يظنه الناس تجددا لما وقع نهارا، مما أسفر عن تدافع لثلاث مرات فى النصف الساعة الأخيرة قبل تمام التاسعة مساء.

 

 

التحرير.. الحلم الجميل الذى «دنسته» السياسة

 

 

 

 

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك