الشهيد عمر «بائع البطاطا».. مقتل «الطفولة» فى زمن «النهضة» - بوابة الشروق
الإثنين 14 يوليه 2025 9:34 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

مصور الفيديو الذى سبـق مقتل الطفل: عمر اتجه إلى جاردن سيتى ليحتمى بالعساكر لأنه «قليل الحيلة»

الشهيد عمر «بائع البطاطا».. مقتل «الطفولة» فى زمن «النهضة»

الطفل عمر بائع البطاطا بعد مقتلة بطلقتين فى الرأس والصدر
الطفل عمر بائع البطاطا بعد مقتلة بطلقتين فى الرأس والصدر
إسماعيل الأشول
نشر في: الجمعة 15 فبراير 2013 - 10:20 ص | آخر تحديث: الجمعة 15 فبراير 2013 - 12:52 م

بسواعد أنهكها الفقر، عاش الطفل الشهيد عمر صلاح، بائعاً متجولاً فى شوارع مصر، يدفع بصدره، عربة صغيرة، فوقها حبّات «البطاطا» يبيعها للناس، بحثاً عن قروش قليلة، ليسد بها جوع أسرته المكونة من والدته وثلاثة أطفال، بعدما فارق والده الحياة، قبل عام، فورث عنه الطفل، مهنته وتحمل مسئولياته.

 

الصبى الذى فارق حياتنا، وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، صرعته رصاصتان طائشتان، خرجتا، بحسب عدة روايات تداولها النشطاء، من فوهة سلاح «ميرى»، واستقرت إحداهما فى الصدر، والأخرى فى الرأس، فى الثالث من فبراير الجارى، بمحيط السفارة الأمريكية، ناحية شارع كورنيش النيل، حيث كانت تدور الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين مؤخراً.

 

«عاوز أشوف أكل عيشى».. «مش من حقى أحلم يا أستاذ».. عبارتان موجعتان، قالهما عمر، قبل وفاته، لمصوّره، أحمد رمضان، حينما سأله عن حاجاته وأحلامه، بعدما سجّل معه مقطع فيديو قصير، حين كان متجها لمسرح مقتله، بوسط القاهرة، ليبيع سلعته للناس على مقربة من جنود الأمن المركزى ليحتمى بهم من بطش «البلطجية»، فوافته المنيّة بيد من استجار بهم.

 

لم يكتف مصور الفيديو، أحمد رمضان، وهو أحد أعضاء حملة «صناع الحياة»، بما صوّره، وإنما أرفق مع الفيديو عبارات قال فيها: «عمر هو طفل لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، يرتدى (ترنج) أزرق وشبشبا مقطعا، وشعر (كنيش) يبدوا أنه لم يسرحه منذ شهور.. أثناء خروجى من الأوبرا فى التحرير وجدت عمر وهو يحاول أن يدفع عربة البطاطا متوجهاً نحو قصر النيل.. عرفت منه أنه يسكن فى بشتيل وأنه لا يعرف القراءة والكتابة، وأنه متجه الى جاردن سيتى، قاصدا هناك العساكر ليحتمى بهم لأنه قليل الحيلة، ففى يوم هجم عليه أحد البلطجية وأخذ منه كل فلوسه، عمر قُتل يوم 3 فبراير 2013 برصاصة فى القلب والثانية فى الرأس على أيدى من كان يتحامى فيهم، مجندى الأمن.. فى الجنة يا عمر».

 

ولم تكن شهادة رمضان، هى الوحيدة بشأن الطفل، إذ كتب عدد من النشطاء عن وقائع مقتل «بائع البطاطا برصاص الداخلية»، وروى كل من، احمد عبدالرحمن، ورشا عزب، ونازلى حسين، ومى سعد، شهاداتهم، بشأن الوفاة، وجميعها تتحدث عن قتله برصاصات الأمن.

 

عيون الشهيد وهو جثة فى ثياب رثة، وملامح وجهه الذى جمع بين البراءة والشقاء، أثارت موجة من الغضب الواسع فى أوساط النشطاء ضد المتهمين بقتله، وكتب أحدهم، عبر حسابه على الفيس بوك: «نعيش وقائع مقتل الطفولة فى زمن النهضة»، وبادر آخرون بالدعوة إلى تنظيم جنازة رمزية للشهيد من ميدان التحرير، اليوم، الجمعة، قائلين، إنه لو كان جثة لشخصية مشهورة لانتفضت أجهزة الدولة عن بكرة أبيها، لتبحث وتحقق فى ملابسات وفاته والمسئولين عن ذلك.

 

الجدل الواسع الذى صاحب مقتل عمر، لم يخل من استدعاء كلمات كتبها الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، قبل عدة عقود، وجاءت فى السطور الأخيرة من قصيدة له بعنوان «الظل والصليب»، ونقلها أحد النشطاء، تعليقاً على الحادث، وقال فيها عبد الصبور: «هذا زمن الحق الضائع .. لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله .. ورؤوس الناس على جثث الحيوانات .. ورؤوس الحيوانات على جثث الناس .. فتحسس رأسك .. فتحسس رأسك».

 

أطفال في مرمى النيران



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك