فجرت أسرة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش، مفاجأة أصابت الأوساط الثقافية بصدمة، وذلك بعد أن كشفت عن قرار إزالة لمتحفه بمنطقة سقارة في إطار عمليات توسيعات الطريق الدائري بالجيزة.

وقال المهندس خالد درويش، نجل الفنان الراحل، إن قسم شرطة أبو النمرس تسلم خطابا بشأن تنفيذ قرار الإخلاء والهدم للمتحف.

فيما نشرت الأسرة عبر صفحة المتحف، صورة للمكاتبات الرسمية التي تسلمتها مؤخرا، والتي تفيد بضرورة إخلاء متحف ومنزل الفنان الراحل تمهيدًا لهدمه خلال الأيام القليلة المقبلة.

كما نشرت الأسرة استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ناشدت فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، التدخل لوقف هدم المنزل والمتحف للفنان الراحل نبيل درويش، خاصة وأن عمليات تطوير الطريق الدائري قد تمت بالفعل. فيما اشتبكت النائبة البرلمانية منال هلال عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، مع أزمة متحف درويش الفني، وتقدمت بطلب إحاطة للدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني بشأن قرار هدم المتحف؛ لذا من المنتظر أن تعقد جلسة عاجلة للجنة الثقافة والسياحة والإعلام خلال أيام لمناقشة الأمر، وهي الجلسة التي تعتبرها أسرة درويش طوق النجاة الأخير حسب وصف خالد درويش.

وتأتي أهمية المتحف من أهمية صاحبه الفنان التشكيلي نبيل درويش (1936- 2002)، والذي يعد واحداً من أهم فناني الخزف في مصر، حيث قدم تجارب فنية متميزة، وله العديد من المشاركات في كثير من الفعاليات الفنية بجميع أنحاء العالم، وحصل على كثير من جوائز، وعمل كأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان وحتى رحيله.

فيما أنشأ درويش المتحف في عام 1983، بمنطقة طريق سقارة في المكان نفسه الذي يضم منزله ـ تقيم فيه زوجته حاليا، وكذا ورشته التي تضم أدواته وأفران حرق الخزف، حيث عمل وأنتج إبداعاته الفنية ليصبح المتحف الوحيد من نوعه في مصر، فضلًا عن أنه يضم نحو 4000 قطعة فنية من أعماله الخزفية، والتي تحتويها قاعات العرض المتحفية.

بدوره شدد خالد درويش، على أن المتحف مفتوح لطلاب الفنون والباحثين والدارسين والمهتمين بالفنون مجانا، تنفيذا لرؤية والده، مؤكدا أنه لا يتوجد تذاكر دخول أو بيع أعمال، حسب ما أوصى به الفنان الراحل، الذي اسس متحفه ليكون مركزا ثقافيا مجانيا.

وأشار "خالد"، إلى أن الأسرة ترفض كل عروض لبيع بعض من أعماله، ولكنها تهدي أعمال الفنان الراحل مجانا للمتاحف، وآخرها قطعة تم إهدائها لمتحف الفن المصري الحديث بناءً على طلب من القائمين عليه، وكذلك 11 عملًا يتم حاليا إهدائها لمتحف الحضارة دون أي مقابل.

وكانت أزمة المتحف قد بدأت بعد زيارة شهدها لعدد من موظفي هيئة المساحة نهاية عام 2022، حيث قاموا برفع أبعاده ووضعت علامة على جداره تعني أنه ستتم إزالته لتعارض موقعه مع مشروع لتوسعة كوبري يمر في المنطقة، وهو ما وجد حالة واسعة من الرفض في الأوساط الثقافية، وصدرت بيانات من عدد من المؤسسات تطالب بوقف هدم المتحف، بينما لزمت وزارة الثقافة الحياد خاصة وأن المتحف يعتبر ملكية خاصة لورثة الفنان الراحل، ولا يخضع لإشراف أيًا من قطاعات الوزارة.

وعاد شبح الهدم يطارد المتحف من جديد بعد تلقى أسرة درويش للخطاب سالف الذكر، والذي صدر بناءً على مخاطبة تلقاها اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، من جانب اللواء مهندس حسام الدين مصطفى، رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري، مؤرخ في 5 مارس الماضي، يطالب فيه المحافظ بضرورة إخلاء متحف «نبيل درويش»، والذي هو في الأساس منزله، وذلك لتعارضه مع توسعة الطريق الدائري بنطاق منطقة أبو النمرس، كما طالبه أيضًا بسرعة إخلاء العقار وفقًا للشروط والإجراءات المعتمدة في المحافظة.

وبالفعل أرسل مدير عام مكتب المحافظ خطابًا لرئيس مركز ومدينة أبو النمرس بتاريخ 10 مارس الماضي، يطالب فيه بسرعة إخلاء متحف ومعرض نبيل درويش المتعارضين مع توسعة الطريق الدائري.