رفض مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين فى اجتماعه الطارئ، مساء أمس الأول، بحضور أعضاء المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، سحب محمد مرسى مرشح الجماعة من جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، بعد أن صوت معظم أعضاء المكتب على الاستمرار فى السباق الرئاسى.
وبحسب بيان صادر عن المرشد العام للجماعة، محمد بديع فإن الاجتماع اتخذ قرارا بأغلبية قريبة من الإجماع بالاستمرار فى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بمرشح الحزب والجماعة د. محمد مرسى، وذلك بدافع الحفاظ على ثورة شعب مصر المباركة ورفض إعادة النظام السابق رفضا قاطعا، حسبما قال.
وناشد البيان كل رجال ونساء وشباب مصر الذين قاموا بالثورة وبذلوا الدماء وقدموا الشهداء وعاهدوا ربهم وشعبهم على حمايتها وتحقيق أهدافها بالنزول جميعا إلى الانتخابات، ودفع جموع الشعب المصرى الحر للمشاركة؛ لمنع والتصدى لأى صورة من صور تزوير الإرادة.
شهد الاجتماع مناقشات مستفيضة حول انسحاب مرسى أو استكمال جولة الإعادة، وعرض سيناريوهات ومسارات العمل الثورى ومستقبل الجماعة فى حال اعتماد أحد الخيارين الانسحاب أو الاستكمال، بحسب مصادر إخوانية، كشفت أن محمد البلتاجى وأسامة ياسين وعصام العريان قادوا معسكر رفض خوض جولة الإعادة، لكن التصويت حسم الجدل بقرار خوض الانتخابات.
وكشف الباحث والكاتب عمار على حسن أن وفدا من الشخصيات العامة وأساتذة العلوم السياسية، اجتمعت بوفد من جماعة الإخوان المسلمين ضم عصام العريان، ومحمد البلتاجى وأسامة ياسين، قبيل اجتماع «الإرشاد» لمناقشة سبل الخروج من المأزق الراهن، تم فيه طرح ثلاثة مسارات، الأول دعم مرسى، بعد حل البرلمان، أو اعتصام نواب البرلمان مع إعلان مرسى الانسحاب، لمواجهة الانقلاب العسكرى المقنع، أو تنظيم التيار الثورى لصفوفه بقيادة موسعة، لاسيما بعد ظهور رموز وطنية لها ثقلها فى الشارع مثل محمد البرادعى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وحمدين صباحى، وذلك وفق برنامج عمل وتنظيم شعبى وتوفير قدرات مادية، لمقاومة فساد السلطة واستبدادها، وطرح بديل أمام الشعب، على قاعدة الثورة مستمرة.
وفى اجتماع آخر فشل وفد من شباب الثورة فى إقناع قيادات حزب الحرية والعدالة بسحب محمد مرسى ورفض استكمال جولة الإعادة حتى لا يضفوا شرعية على الانتخابات التى تم تزويرها بشكل مسبق، حسبما قيل فى الاجتماع.
وكشف عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة محمد القصاص عن دعوتهم لعدد من قيادات حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بسحب مرشحهم محمد مرسى من جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة، التى ستبدأ اليوم السبت وتستمر إلى الغد، وتشكيل جبهة ثورية موحدة للتصدى لما سماه بمحاولات المجلس العسكرى الانقلاب على الثورة والبقاء فى السلطة، على حد تعبيره.
وقال القصاص، لـ«الشروق»: «التقيت و3 من النشطاء الشباب هم خالد عبدالحميد وأحمد إمام وشادى الغزالى حرب بـ3 من قيادات الحزب هم محمد البلتاجى وأسامة ياسين وسعد الحسينى، فى الثانية من فجر أمس، الجمعة، بمقر الحزب بالمنيل، لمطالبتهم بالانسحاب من جولة الإعادة لإسقاط الشرعية عن الانتخابات الرئاسية وسط توقعات بفوز المرشح المحسوب على النظام السابق أحمد شفيق».
ووصف القصاص موقف الإخوان بأنه «نوع من المكابرة، فهم لا يستطيعون تقدير حساسية وخطورة الموقف بدقة».
وتشهد الجماعة حالة من الغليان والارتباك بين أعضائها وقواعدها، فى الوقت الذى تتخوف فيه بعض القيادات من فوز مرسى، باعتبار أن خسارته أهون من مكسبه فى الوقت الراهن، اقتناعا منهم أن الدولة العميقة ستدخل فى مواجهات مع مرسى، لن تجد فيها الجماعة ظهيرا شعبيا بعد ابتعادها عن الشارع والجماهير خلال عام ونصف العام من تنحى مبارك عن سدة الحكم.
فيما قالت مصادر إخوانية إن الجماعة ستعمل فى مسارين الأول هو خوض جولة الإعادة كأمر محتوم لا مفر منه، والثانى أن تكون الجماعة جزءا من العمل الثورى والسياسى، فى الميادين والشوارع، ضمانا لعدم الانفصال مع الشارع مرة أخرى.
إلى ذلك وجهت حملة الدكتور محمد مرسى رئيسا، دعوة للشعب المصرى للنزول فى مليونيات لحماية الصناديق الانتخابية اليوم وغدا، وحتى انتهاء الفرز، ووفقا لبيان صادر عن الحملة أكدت فيه استمرار مرسى فى جولة الإعادة بـ«كل قوة» خاصة أن فرصه عالية فى حسم الاستحقاق الانتخابى لصالحه واستكمال الثورة والقصاص للشهداء. وطالبت الحملة القوى الوطنية والثورية، بالاصطفاف حول مرشح الثورة المصرية، باعتباره مرشحا لكل المصريين والتوحد فى هذه «اللحظة التاريخية».