في ختام زيارته لأديس أبابا، حرص الرئيس محمد مرسي، على لقاء الجالية المصرية بإثيوبيا، والتي تضم ٢٥٠ من رجال الأعمال والموظفين في المفوضية الإفريقية، والعاملين في مصر للطيران، والمقاولون العرب، والسويدي، وأسرهم، بمنزل محمد إدريس، سفير مصر هناك، والمندوب المصري الدائم لدى الاتحاد الإفريقي.
وفي بداية اللقاء، ألقى الرئيس محمد مرسي، كلمة، أشار فيها إلى أهمية اللقاء مع نخبة تمثل كافة أطياف المجتمع المصري، وانتماءاتهم لكافة محافظات مصر، وقال إنه حرص على هذا اللقاء، من أجل التواصل في مصر الجديدة .. مصر الغد، موجها «تحية من القلب» للجالية المصرية في إثيوبيا، معتبرا أن هذه اللقاءات الهادئة هادفة، لأن في مثل هذا المكان يكون دائماً الناتج، الذي نتمنى أن يكون إيجابيا.
وقال الرئيس: «إننا ننظر إلى الأمام، وإلى أهداف نتمنى أن تتحقق في مصر، بأن تكون مستقرة، والعمل علي تنمية مواردها، وأن توظف لصالح أبناءها، لتنهض شعبا ودولة».
وأضاف الرئيس، أن ما يجري في مصر من تحرك وتنمية واستقرار يؤثر في محيطها العربي، ـو ما يسمي بمنطقة الشرق الأوسط، وعندما تتأخر مصر يتأثر جوارها، معربا عن أمله في تحقيق الاستقرار في مصر في أقرب وقت، سواء كان أمنيا واقتصاديا وجغرافيا وسياسيا، وأن تستشعر مصر طعم الحرية، بعد عصور قهر وضغط، وقال: «حتى المستفيدين من النظام القديم أعتقد أن الحال كان لا يعجبهم».
وأضاف الرئيس: «قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر بين الشعب أو في المؤسسات، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، ولكن نتفق علي أن الهدف واحد، ولو استطعنا أن نؤسس لهذه الثقافة، ستتقلص المشكلات، وما يحدث في مصر الآن مجرد دخان، ولكنه يعطل، وسيزول، لأننا نعيش في وطن واحد، والهم واحد أيضا».
وقال: «إن ما يهمنا الآن هو توفير وسائل حياة كريمة، في مجالات الصحة والتعليم، بعد إهدار مواردنا في السابق، عن طريق مواردنا، وعن طريق وحدتنا سيتحقق ما نصبو إليه، وأنا علي يقين تام أن الجميع نواياه حسنة، وكلنا نشعر بنفس الألم».
وأوضح الرئيس: «تأجيل تشكيل الحكومة ليس بسبب أن لدينا رفاهية مضيعة الوقت، ولكني رأيت تأجيل التشكيل بعض الوقت، لأرفع التوجس والخطأ، لأن ضيق الصدور يؤدي إلى ضيق الرؤية»، وبين أن الإنتاج والعمل من أجل نهضة المجتمع يحتاج إلى تكاتف الجميع والعمل معا.
وأضاف: «لن نشهد أي تراجع للخلف، وأنا أؤيد حق التظاهر السلمي، بشرط ألا يعطل، مشيرا إلى أهمية العمل، «لأن العالم لا يرحم الضعفاء، فعالم اليوم هو عالم القوة السياسية والاقتصادية، وهي متوفرة لدينا عن طريق إمكانياتنا، ولن نضيع على مصر فرصة الاتجاه إلى الأمام».
وطالب الرئيس أصحاب الأعمال في إثيوبيا، بأن يتعاهدوا مع الله ومعه، في أن يستقدم كل منهم مائة شاب من مصر للعمل معه، ليكونوا بعد ذلك أصحاب أعمال».
وحرص الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، على إشاعة جو من الحميمية، خلال لقائه مع الجالية المصرية بأثيوبيا، للخروج باللقاء من الأطر الرسمية المعتادة، من خلال تبادله الدعابات مع الحاضرين، وكان أبرزها عندما اختتم طه العربي، رئيس مجلس الأعمال المصري الإثيوبي سؤاله للرئيس، بالتأكيد علي أنه لم ينتخب الدكتور مرسي، ولكنه ندم علي ذلك، فأجابه ضاحكا: «متندمش.. نحن الآن في مرحلة جديدة، وأنا رئيس للجميع».
وأثناء إشارة الرئيس إلى ما يعكسه التنوع الجغرافي للحاضرين من أبناء الجالية اللذين ينتمون إلى كافة محافظات الجمهورية، ضاربا المثال بالقاهرة والصعيد، فمازحه أحد الحاضرين: «ومن ههيا أيضا»، فما كان من الرئيس إلا أن قال له: «متخليناش نتكلم قدام الناس»، وأثناء توجيه التهنئة للحاضرين بشهر رمضان الكريم، توجه للمواطن "بلدياته: قائلا: «مش عايز أقولك نفطر سوا في ههيا أول يوم رمضان».
وكان السفير المصري في أديس أبابا استهل اللقاء بكلمة أوضح فيها أن مصر بعد انتخابها للرئيس أصبحت حرة عزيزة مرفوعة الرأس، بعد المخاض الصعب، وتحقق ما كان يحلم به الأجيال التي لم تر الحلم، وقد تحقق بانتخاب رئيس بإرادة حرة.
واستمع الرئيس خلال اللقاء للعقبات التي تواجه رجال الأعمال في إثيوبيا؛ من البيروقراطية لدي مؤسسات العمل المختلفة في مصر، وإعاقتها الاستثمار في إثيوبيا، بالرغم من المزايا التي تمنحها الحكومة الإثيوبية للمستثمر المصري، إلى جانب العقبات التي تضعها وزارة الزراعة علي استيراد اللحوم الإثيوبية لمصر، من ارتفاع تكلفة الأطباء البيطريين القادمين إلى إثيوبيا، للتحقق من خلو المواشي الحية والمبردة من الأمراض.
وطالب أفراد الجالية بمد مجال القمر الصناعي المصري نايل سات إلى الفضاء الإثيوبي، ليتمكنوا من متابعة الإعلام المصري.
وطالب البعض بتحسين مناخ الاستثمار بين مصر وإثيوبيا، والموافقة علي توريد التكنولوجيا للمنطقة الصناعية المصرية المتواجدة في أديس أبابا، وتشجيعها من قبل الحكومة المصرية.
ووعد مرسي رجال الأعمال بوضع حجر أساس المنطقة الصناعية، أو ينوب عنه، في اقرب وقت، مطالبا بوضع كافة المقترحات من أبناء الجالية في مذكرة، وإرسالها إلى رئاسة الجمهورية، للاستفادة منها، كما استمع الرئيس إلى مطالب أبناء الجالية بضرورة تعيين وزير يختص بالشأن الإفريقي، لتنشيط التعاون بين مصر وإفريقيا.
فيما طالب الأب سيدراك، ممثل الكنيسة المصرية في إثيوبيا، الرئيس بان يشمل بيت العائلة الذي اقترحه شيخ الأزهر بالتعاون مع الكنيسة كل الفئات المتعلمة من المجتمع، مسيحيين ومسلمين، وأن يكون له فروع في كافة أنحاء الدولة، لدرء الفتن والمشاكل قبل ظهورها.
وكان الرئيس مرسي التقي بأسقف الكنيسة الإثيوبية، الأنبا باولوس، وعدد من الرهبان، بمنزل السفير المصري بأديس أبابا، وطلب منه الصلاة له والدعاء.
وحول الشأن السوري، قال الدكتور محمد مرسي: "إن مصر تشعر بمعاناة الشعب السوري الكبيرة"، مضيفا: «استمرار هذا الوضع في سوريا يسيء إلينا جميعا»، وقال ردا على انتقادات وجهها أحد أعضاء الجالية المصرية، إنه تحدث مع قيادات عربية رفيعة المستوى، على رأسها خادم الحرمين الشريفين وأمير الكويت، حول ضرورة إنهاء هذه المأساة الإنسانية، وأوضح مرسي، أن موقف مصر يتصاعد تجاه الأزمة، وأنه ملتزم بالعمل العربي المشترك، تحت مظلة الجامعة العربية.