مصراتة تريد إرساء معايير للانتخابات في ليبيا بعد شهور من القتال - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 يونيو 2025 10:15 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

مصراتة تريد إرساء معايير للانتخابات في ليبيا بعد شهور من القتال

مصراتة (ليبيا) – رويترز
نشر في: الجمعة 17 فبراير 2012 - 12:30 م | آخر تحديث: الجمعة 17 فبراير 2012 - 2:04 م

انتشرت في الأسابيع القليلة الماضية في مدينة مصراتة، ثالث أكبر مدينة ليبية، الملصقات الانتخابية على مبان بها آثار رصاص في مشهد لم يألفه المواطنون من قبل.


  تقول بعض اللافتات: "كما كنت حاضرًا على جبهة القتال كن حاضرًا في الانتخابات".

 

  وحملت لافتات أخرى، علقت على واجهات المتاجر عبارات مثل: "إذا لم تصوت أنت.. من سيصوت؟".

 

  وتتذوق مصراتة، المدينة الليبية التي شهدت أكبر وأعنف المعارك في الانتفاضة التي استمرت ثمانية أشهر، وأطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي طعم الديمقراطية لأول مرة.

 

  ويدلي مواطنو مصراتة بأصواتهم، يوم الاثنين لانتخاب 28 عضوًا في مجلس مصراتة المحلي، الذي سيتولى مهمة شاقة تتمثل في إعادة إعمار المدينة التي يعيش فيها 300 ألف شخص والتي تعرضت لقصف شديد خلال الحرب.

 

  وقال رجل أعمال يدعى محمد مفتاح، ويبلغ من العمر 56 عاما: "هذه أول انتخابات منذ أكثر من 40 عامًا.. سنختار الناس الجيدين فقط". وعلى طول شارع طرابلس الرئيسي بالمدينة تبدو متاجر ومكاتب حكومية ومبان سكنية نسفت في الصراع.

 

  وقال مصطفى علي شنب، البالغ من العمر 32 عامًا: "من الضروري أن تكون هناك انتخابات لإيضاح الأمور أمام الناس، بشأن ما يفعل وما لا يفعل.. ولا يمكن بالطبع أن تختار أي شخص.. يجب أن يتمتع بالقدرات والمسؤولية، ويجب أن يهتم بالطبع بأمر مصراتة.. نحن متشوقون للغاية."

 

  وتشكلت لجنة انتخابية، خاصة بالمدينة الساحلية الشهر الماضي لتنظيم الانتخابات، وترغب المدينة أن تصبح مثالا لباقي ليبيا، بينما تقود الحكومة الانتقالية الوطنية البلاد المنتجة للنفط في أول انتخابات حرة لانتخاب جمعية وطنية ستوكل إليها مهمة كتابة الدستور.

 

  وقال محمد بروين، رئيس اللجنة الانتخابية التي ستنظم العملية الانتخابية في مصراتة: إن المدينة بحاجة إلى تقديم نموذج، ليس فقط لباقي الليبيين وإنما للعالم أجمع، يثبت أن الليبيين يمكنهم حكم أنفسهم وأن الديمقراطية يمكن أن تنجح إذا سمح للناس أن تختار. وأضاف أن اللجنة تريد أن تشجع الناس على المشاركة في الانتخابات.

 

  وبروين أستاذ في السياسة بجامعة في ولاية تكساس الأمريكية، وعاد إلى مصراتة قبل شهرين بعد أكثر من 33 عامًا عاشها في الخارج.

 

  ومن المهام الأولى لبروين: تشجيع الناخبين الذين يحق لهم التصويت على تسجيل أسمائهم. وقال بروين: إن نحو مئة ألف شخص سجلوا أسماءهم في غضون عشرة أيام. ويعمل فريق بروين المكون من ثمانية أشخاص، بالإضافة إلى المتطوعين لوقت متأخر من الليل لإعداد كتيب إرشادات انتخابية وأوراق تصويت، ويحاولون توفير سيارات عليها مكبرات صوت للترويج للانتخابات.

 

  وقال بروين: إنه يحس بشعور غامر، لأنهم بدأوا من لا شيء، وأضاف أنه يأمل أن تكون نسبة الإقبال على التصويت كبيرة.وتم الانتهاء من وضع قائمة تضم نحو 245 مرشحًا، وسيختار الناخبون مرشحين لتمثيل منطقتهم.

 

  وكانت مدن ليبية كثيرة تسرع في تشكيل مجالسها المحلية أثناء الصراع بدون تنظيم ،ويقول مسؤولو مصراتة الآن: إنه حان الوقت ليختار الناس.

 

  وقال خليفة عبد الله الزواوي، الرئيس الحالي للمجلس المحلي لمصراتة المكون من 20 عضوًا: إن "ثورة 17 فبراير في ليبيا" جاءت لتحقيق الديمقراطية، والخطوة الأولى للديمقراطية بالطبع هي انتخاب المسؤولين من خلال صناديق الاقتراع.

 

  وأضاف أن مصراتة ضربت مثالًا أثناء الحرب، وأنه يريد أن تكون أيضًا التجربة الانتخابية الأولى التي تطبق المعايير الدولية في هذه المدينة.

 

  وأجريت انتخابات محلية في بلدة زوارة الليبية الصغيرة العام الماضي لكن سكان مصراتة يقولون: إن الانتخابات في مدينتهم هي أول انتخابات تجرى في مدينة رئيسية في ليبيا.

 

  وكانت قوات القذافي قد حاصرت مصراتة لشهور، وقصفتها بقذائف المورتر والصواريخ، وصمدت المدينة، ومضى مقاتلوها ليساعدوا في السيطرة على العاصمة طرابلس.

 

  وعلى الرغم من الدمار الرهيب الذي لحق بمصراتة أصبحت المدينة نقطة نظام نادرة في ليبيا بعد الانتفاضة؛ فالحكومة المحلية فعالة نسبيًا وتطبق القواعد كما يسري شعور بأن ناسها يعملون معا.

 

  والوضع في مصراتة على طرف النقيض من طرابلس، حيث توجد ميليشيات مختلفة وجماعات مصالح تتصادم مع بعضها البعض في أجواء من الفوضى والعنف في بعض الأحيان، بينما تبدو الحكومة الوطنية الضعيفة عاجزة عن التدخل.

 

  ولا تسير الاستعدادات للانتخابات الوطنية في ليبيا، والمقررة في يونيو بسلاسة، وتشكلت عشرات الأحزاب لكن صورة الانتخابات يشوبها غياب الأمن وخلاف حول طريقة إدارة العملية.

 

  وقال محمود جبريل، رئيس الوزراء خلال الحرب: إن الليبيين قد يعزفون عن انتخابات يونيو ما لم يبذل المزيد من الجهد لزيادة وعيهم بشأنها.

 

  وفي غضون ذلك تتعلم مصراتة كيفية إدارة الانتخابات، واختار المرشحون رموزًا انتخابية من بينها: أسد وهاتف وغزال ومظلة وطفاية حريق وحمامة ومسدس.

 

  ويخوض كل المرشحين الانتخابات كمستقلين وليس بالنظام النسبي. ومن بين المرشحين في مصراتة أربع نساء، إحداهن معلمة تدعى نعيمة محمد عبيد. وتقول نعيمة: إنها ستخوض الانتخابات نيابة عن الزوجات والأمهات اللاتي عانين أثناء الصراع.

 

  وقالت: إن النساء لعبن دورًا رئيسيًا أثناء الانتفاضة الليبية، لذا فإنها لا تمثل نفسها فقط وإنما كل النساء، وأضافت أنها حتى إذا لم تفز فستكون على الأقل قد خاضت التجربة، وأن المهم هو أن تخوض المرأة غمار المنافسة.

 

  وتقول نعيمة، وهي أم لستة أبناء وتبلغ من العمر 45 عامًا: إنها واجهت معارضة من رجال لترشحها، لكن ذلك لم يثنها عن الترشح.

 

  وتابعت أن مصراتة لديها الكثير من الاحتياجات، وواجهت العديد من الصعوبات النفسية أثناء الحرب، وقالت: إن جهود الإغاثة هي أهم ما تحتاجه المدينة في رأيها. وفي شوارع مصراتة يتباهى السكان بالسماح لهم بالتصويت للمرة الأولى.

 

  وقال ساكن يدعى حسين شرفاد: "نريد أن ننتخب القادرين ومن يمكنهم خدمة البلد، نريد اختيار الشخص المناسب للمنصب المناسب".

 

  وأضاف: "هذه هي أول تجربة انتخابية لنا؛ لأننا أيام نظام الطاغية لم يكن يسمح لنا حتى بالحديث عن الانتخابات، الجميع سعداء بسبب الانتخابات، والكل يريد أن يذهب ويدلي بصوته".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك