بنيامين نتانياهو، بطل اليمين الإسرائيلي الذي وصفته مجلة «تايم» الأمريكية بـ"الملك بيبي"، وتمكن بعد جهود شاقة من تشكيل حكومة، يبقى متربعا على عرش إسرائيل رغم النكسة الانتخابية غير المتوقعة التي تعرض لها والمساومات التي تلتها.
وقبل الانتخابات التشريعية التي جرت في 22 يناير، بدا أن زعيم الليكود أكبر حزب لليمين القومي الإسرائيلي، سيكون رئيس الحكومة المقبلة.
وكتبت صحيفة «معاريف» هذا الأسبوع: إن "نتنياهو يعتبر أنه ضحى كثيرا، لم يكف عن الاستسلام متخليا (لشريكيه الحكوميين) يائير لابيد ونفتالي بينيت عن قلعة تلو الأخرى".
أما صحيفة «هآرتس»، فكتبت أنه بالنسبة لنتانياهو "يمثل يائير لابيد ونفتالي بينيت كل المخاطر: فهما شابان وعصريان ويتمتعان بالشعبية. هو يمثل الحرس القديم وهما يمثلان الشباب، إنه لا يستطيع شراءهما كما في التحالفات السابقة، بالتقديمات العائلية والهبات للمدارس الدينية".
ومع ذلك يستطيع «بيبي» البالغ من العمر 63 عاما، أن يعتز بتجربته الحكومية ووطنيته التي لا جدال فيها ومكانته الدولية.
فبقيادة هذا الليبرالي، يبدو الاقتصاد الإسرائيلي في وضع جيد بالمقارنة مع محيطه، وإن كان العجز في الميزانية يثير قلقا.
وفرض بنيامين نتنياهو، الذي يتمتع بقدرة كبيرة على الخطابة نفسه في الداخل كما في الخارج بعد ولاية أولى مثيرة للجدل (1996-1999)، حتى إنه تفوق على الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض في مايو 2011.
وقد نجح في الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط وإقامة علاقة سلسة مع الكونجرس الأمريكي، وإبعاد بلاده عن تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، وأصبح طرفا فاعلا لا يمكن تجاوزه على الساحة الدولية.
ويعارض نتانياهو، الذي يعد من الصقور انسحابا إسرائيليا من الضفة الغربية وتقسيما للقدس، كما يعارض قيام دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة، وإن كان لا يفصح أبدا عن نواياه علنا.
وشعاره الدائم، هو أن إسرائيل لن تتنازل أبدا لا بشأن "أمنها" ولا بشأن الإصرار على الاعتراف بها "كوطن قومي لليهود".