ثلاثة أشهر ونصف كانت كفيلة بالإطاحة بمحمد رشاد أحمد المتيني، من حكومة الدكتور هشام قنديل، فعهد أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة، شهد أكثر من 10 حوادث قطارات، أبرزها اصطدام قطارى الفيوم وجها لوجه، وكارثة أسيوط التي أودت بحياة 53 طفلا، اليوم السبت، فضلا عن الشلل التام الذي أصاب مترو الأنفاق منذ أيام، بسبب الإضراب الكلي للعاملين بوسيلة النقل الأهم في القاهرة الكبرى.
استقالة «المتيني» من وزارة النقل لم تكن الأولى بسبب كوارث السكك الحديدية في مصر، فقد سبقه في 2002، إبراهيم الدميري، وزير النقل في حكومة عاطف عبيد، والذي قبل الرئيس المخلوع حسني مبارك استقالته حينها، بعد كارثة «قطار الصعيد»، التي راح ضحيتها 363 شخصا، قبل أيام من إجازة عيد الأضحى.
لم تنته كوارث القطارات في مصر باستقالة الدميري، فالقائمة الطويلة من حوادث السكك الحديدية، التي ترصدها «بوابة الشروق» في تقرير آخر استمرت، حتى بلغت مداها بـ«كارثة قطار العياط» في أكتوبر 2009، والتي أطاحت بمحمد لطفي منصور، وزير النقل في حكومة أحمد نظيف.
لكن المتيني يحتفظ بلقب أسرع الوزراء استقالة بعد وقوع الكوارث، فقد أعلن عن تحمله المسئولية بعد الحادث بساعات، بينما استقال الدميري بعد 3 أيام من «كارثة العياط الأولى»، وهي نفس المدة التي استغرقها لطفي منصور قبل التفكير في تحمل المسئولية السياسية عن «كارثة العياط الثانية»، بعد يوم واحد من تبرئه منها، وتجديد مجلس الشعب حينها الثقة فيه كوزير للنقل، وبعد 3 سنوات من كارثة أشد في قليوب، راح ضحيتها 66 شخصا على الأقل وأصيب 144 في اصطدام قطارين كانا يسيران على السكة نفسها، لم يقنعوا جميعا الوزير بأن عليه الرحيل.
جدير بالذكر، أن المتيني يواجه دعوى قضائية أمام القضاء الإداري لإلزام الرئيس محمد مرسي بإقالته، على خلفية حادثي قطار البدرشين في يوليو الماضي، والفيوم قبل أسبوع، لكن استقالته اليوم سبقت قرار القضاء الإداري، الذي مازال ينظر الدعوى.