شهدت بورسعيد، أمس، بروفة للعصيان المدنى، شارك فيها آلاف الطلاب والموظفين، وأعضاء ألتراس المصرى، بينما انتظم آخرون فى أعمالهم، وسط حالة من الجدل حول مدى الاستجابة للدعوة، فبينما تؤكد الدوائر الرسمية فشل الدعوة، يقول المتظاهرون إن الكثيرين استجابوا لها.
وشابت فعاليات الدعوة سوء التخطيط، وعدم وضع تصور آليات للتنفيذ، وهو ما جعل الاستجابة متأرجحة، حيث انتظم عمال الترسانة البحرية بهيئة قناة السويس، وموظفو محكمة بورسعيد الابتدائية، ومكاتب البريد، والبنوك، والأحياء فى أعمالهم.
بينما استجاب بعض الطلاب وأهالى شهداء وضحايا الأحداث الأخيرة، والعمال، وأجبروا الموظفين والعاملين بمبنى ديوان عام المحافظة، على عدم الدخول إلى المبنى، وطالبوهم بمشاركتهم فاستجاب الموظفون، كما استجابت المحال بمنطقة السوق التجارية لدعوات العصيان، وأغلقت أبوابها.
ودعا ألتراس المصرى للعصيان للضغط على مؤسسة الرئاسة والحكومة، للاستجابة لمطالبهم، وأولها ندب قاض للتحقيق فى الأحداث الأخيرة، وإصدار قرار بضم الضحايا، إلى قائمة شهداء الثورة، على أن يحصل ذووهم على المزايا المادية والمعنوية، مثل ضحايا النادى الأهلى، والمطالبة بسرعة إصدار تقارير الطب الشرعى للشهداء، ومحاكمة قيادات الداخلية، وإقالة وزيرها.
وتجمع أعضاء الألتراس ومعهم المئات بساحة الشهداء، وشاركهم طلاب المدارس الثانوية، ثم توجهوا إلى بابى 20، و21 بالجمرك، وحاولوا إغلاق الميناء، ونشبت بعض الاشتباكات، انتهت بقرار اللواء أحمد شرف، رئيس هيئة موانئ بورسعيد بصرف الموظفين والعاملين، وانضمام بعضهم للمتظاهرين، ثم توجهوا إلى المنطقة العامة للاستثمار، واقتحموا البوابة الخلفية، وأرغموا الموظفين على الخروج، وفعلوا ذلك أيضا مع حى الضواحى، وقد انضم إليهم الكثير من العمال والموظفين, وقد استمرت حركة عبور المعديات بين ضفتى مدينة بورسعيد وبورفؤاد.
وفيما نظم المتظاهرون مسيرة ضد سياسات الرئيس محمد مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين، فى شارع الثلاثينى، سمع صوت طائرات هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة، تحيط بالمكان، لرصد ومتابعة الموقف, وقال محمود يوسف، عضو بالتيار الشعبى، إن مقدار الاستجابة للدعوة للعصيان المدنى، مبشرة، وتؤكد أنه سينجح لو استمر عدة أيام.
وأوضح محمود صقر، الناشط السياسى أن الدعوة حققت نجاحا، بتضامن نحو 50% من أهالى بورسعيد، مشيرا إلى أن 60 % من المحال التجارية أوقفت نشاطها وتوقفت حالة البيع والشراء.
وأوضح صفوت عبدالحميد، نقيب المحامين بمحافظة بورسعيد، رفضه المشاركة حتى لا يضار الموكلون فى قضاياهم، مؤكدا سير العمل فى المحاكم بصورة طبيعية.
وانتشرت قوات الأمن بشكل مكثف، بالإضافة إلى جنود القوات المسلحة التى تمركزت أمام المنشآت الحيوية ومبانى المصالح الحكومية, وأكد الدكتور عماد عبدالجليل، رئيس جامعة بورسعيد، أن الدراسة انتظمت، وأدى الطلاب امتحان اليوم الثانى للترم الأول بجميع الكليات، بينما فضل معظم أولياء الأمور بالمدارس عدم ذهاب أولادهم للمدارس خوفا من تعرضهم لأية مخاطر, وأكد الدكتور محمد الغندور، عميد كلية الهندسة جامعة بورسعيد أن نسبة حضور طلاب الجامعة ارتفعت لليوم الثانى على التوالى لأداء امتحاناتهم المؤجلة.
وأضاف الغندور لـ«الشروق» أن قوات الأمن والجيش كثفت من وجودها على الجامعة والمدينة الجامعية لتلافى وقوع أية اشتباكات.
وقال المهندس حسن زكريا رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، أمس، «إن حركة قطارات السكك الحديدية بالخط الفرعى القاهرة / بورسعيد بالوجه البحرى عادت إلى طبيعتها بعد أن قام الألتراس بفض وقفتهم الاحتجاجية».