«من يعرف الاستاذ حسنين هيكل عن قرب، يدرك كم كان هذا الرجل عملاقا فى ميدانه وقدرته على التحليل، وتوظيف مفاجآته من منظار علمى، اقرب إلى الدقة والموضوعية ذات الطابع العروبى الوطنى»، بتلك العبارة استهلت صحيفة «رأى اليوم» التى يرأس تحريرها الكاتب الصحفى عبدالبارى عطوان افتتاحيتها، أمس، فى وداع الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل.
وقالت الصحيفة إن «كثيرين اختلفوا معه (هيكل)، حسدا وغيرة أحيانا، ومن منطلقات عقائدية فى معظم الاحيان، ولكنهم كانوا يهاجمونه، ويحترمونه، ويعترفون بقامته العليا سياسيا وصحفيا».
وتابعت الصحيفة أن «الراحل هيكل لم يكن مدرسة، وإنما جامعة تخرج فى مدرجاتها عشرات، إن لم يكن مئات الآلاف، وأثرى المكتبة العربية بالعديد من الكتب السياسية التى تؤرخ لمرحلة من أهم مراحل النهوض العربى نحو القوة والحداثة والتعايش».
وأكدت الصحيفة أن «تلاميذه تعلموا منه كيفية البحث عن المعلومة وتوثيقها، والكتابة بلغة يفهمها العامة قبل النخبة المثقفة، وترتكز إلى موقف سياسى واخلاقى قوى، لا يساوم ولا ينحنى»، وتابعت: «نعتز فى هذه الصحيفة (رأى اليوم) ونفتخر بأننا من خريجى مدرسة الراحل هيكل الإعلامية وإن اختلفنا مع بعض مواقفه السياسية، وسيظل قامة كبيرة بالنسبة الينا، لأنه ترك إرثا صحفيا وسياسيا سيظل نبراسا للكثيرين من أبناء الأجيال الحالية والقادمة».
وفى صحيفة الدستور الأردنية، جاء مقال للكاتب الصحفى جمال العلوى تحت عنوان «رحيل أستاذ الأجيال»، قال فيه إن أستاذ الاجيال محمد حسنين هيكل غادر الدنيا والزمن العربى يعيش أسوأ مفاصله التاريخية، زمن التشرذم والطائفية والخيانة والغدر».
وأضاف أن «هيكل القامة السياسية والعربية، الذى رحل عن عمر يقترب من 93 عاما كان شاهدا على العصر... مرت حياته السياسية ومواقفه بتحولات مهمة فى زمن عبدالناصر»، مشيرا إلى أن «زاويته الشهيرة فى يومية الأهرام بصراحة التى كان ينتظرها القراء فى مصر والعالم العربى وتنتظرها دوائر الاستخبارات والسفارات لتعرف بماذا يفكر عبدالناصر».