«أنا باجى عند الأكاديمية لما بيكون فيه محاكمات مهمة وباقى الأسبوع بافضل فى التحرير»، تقولها سيدة وهى تفرش بضاعتها من السجائر والمشروبات الغازية والمياه على الرصيف الثانى لبوابة الدخول الرئيسية لأكاديمية الشرطة خلال عقد أولى جلسات محاكمة المتهمين فى أحداث بورسعيد أمس، والتى راح ضحيتها 74 مشجعا أهلاويا. «أنا عارفة إن الدنيا بتكون زحمة قدام الأكاديمية فى القضايا المهمة زى محاكمة مبارك والألتراس، فلازم أكون موجودة»، هكذا فسرت سيدة تواجدها أمام الأكاديمية رغم حرارة الشمس وبعد المكان عن قلب القاهرة. «باركب الأتوبيس من ميدان عبدالمنعم رياض وبانزل قدام الأكاديمية بعد مشوار مش أقل من ساعة ونص بس الرزق يحب الخفية». وترى سيدة أن المظاهرات والمحاكمات «خير لناس وشر لناس تانية»، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص فقدوا عملهم بسبب سوء الأحوال الاقتصادية التى مرت بها مصر بعد الثورة، لكنها فتحت أبواب رزق لآخرين.
«المظاهرات والمحاكمات وش خير عليا، طول الأسبوع قاعدة فى التحرير، ومظاهرات الجمعة بتأكلنى أنا وولادى الأسبوع كله، وباكون حريصة إنى اتواجد قدام الأكاديمية عشان أنصار المتهمين والمجنى عليهم بيكونوا كتير أوى».
وأشارت سيدة إلى أنها عندما تتواجد أمام الأكاديمية تترك «فرشة التحرير» لوالدتها لتحل محلها، «لو سبت المكان كام ساعة هارجع مش هلاقيه وهايتقطع رزقى، وأنا وجوزى على باب الله وبنشتغل باليومية عشان نربى بناتى التوءم، ووالدتى بتضطر تستحمل الشمس والحر عقبال ما أرجع من الأكاديمية».
وبصوت حزين تتمنى سيدة عدم انتهاء موسم المظاهرات والمحاكمات «لو خلصت مش هلاقى باب رزق ليا ولعيلتى، يا ريت الحكومة تعمل لنا أكشاك نبيع فيها شوية سجاير وحاجة سقعة بدل قعدتنا فى الشارع».