على مدى 15 شهرا كان شبان يمنيون مسلحون يدينون بالولاء لجماعة «أنصار الشريعة» يجوبون أنحاء بلدة جعار في جنوب اليمن، وكانوا يوقظون السكان لأداء صلاة الفجر، ويقطعون أيدي اللصوص باسم الشريعة، لكن شعور السكان بالارتياح إزاء إخراج القوات الحكومية حلفاء القاعدة من البلدة في الأسبوع الماضي، شابه القلق مع إقدام لصوص على نهب منازل مهجورة.
وفي بلدة جعار، التي تقع على خط الجبهة في الحرب المدعومة من الولايات المتحدة على تنظيم القاعدة، تساءل البعض، عما إذا كانت الدولة التي كان إهمالها للمنطقة نقطة رئيسية استغلها الإسلاميون في خطابهم، ستتمكن الآن من إدارة شئون هذا الجزء من البلاد.
وعلى الرغم من أن بعض سكان جعار، البالغ عددهم 100 ألف شخص، يعتبرون الحكم الإسلامي كابوسا، فإنهم يقرّون بأن هذه الفترة كانت بمثابة استراحة من الفوضى التي شاعت في اليمن خلال الانتفاضة التي أجبرت الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي في نهاية الأمر.
وقال محمد محسن بكر، وهو بائع متجول: "شعر الناس بالأمن والأمان (خلال سيطرة القاعدة)، كانوا يتركون متاجرهم مفتوحة عندما يريدون الصلاة، وعندما نعود نجد البضائع كما هي"، وأضاف، أنه قبل سيطرة الإسلاميين على جعار كان الباعة أمثاله مجبرين على دفع "إتاوات" منتظمة لمجرمين في المنطقة، لمواصلة أعمالهم، وأنه مع فرار الإسلاميين استؤنفت عمليات الابتزاز، وكانت مثل تلك الجرائم متفشية في أجزاء أخرى من جنوب اليمن بما في ذلك عدن.
وقال علي با علي، وهو من سكان جعار: "أدخل أعضاء القاعدة في نفوسنا شعورا بالأمان، كانوا يقطعون أيدي اللصوص، هذا جزء من الشريعة، من يسرق تقطع يده."