الناقد طارق الشناوى يرى أن «نابليون والمحروسة» هو أهم الأعمال على شاشة رمضان، وقال إن استخدام الفرنسية إلى جانب العربية فى لغة الحوار محكمة، واشتراك فنانين عرب إلى جانب ممثلين فرنسيين والاهتمام بالتفاصيل أمور لها دلالة كبيرة، فهو على المستوى الفنى عمل جيد، وأشار إلى دور المخرج شوقى الماجرى فى خروج هذا العمل الضخم بتلك الصورة، كما أشاد إلى دقة التوثيق عند الكاتبة عزة شلبى، وأداء أروى جودة وفرح يوسف فى هذا العمل.
كما يضع الشناوى مسلسل الخواجة عبدالقادر فى مرتبة متقدمة بين قائمة الدراما الرمضانية، ويؤكد أنه عمل مهم جدا بفضل فكرته التى تتبع مراحل دخول الخواجة للإسلام ووصوله للإيمان عبر رحلة مع الموسيقى والشعر والإنشاد الدينى، وحالة صوفية تظهر سماحة الإسلام، الذى قدم نصا فى غاية الصعوبة بتمكن شديد.
وعلق على أداء يحيى الفخرانى بأنه كان متميزا للغاية، وقدم فى هذا المسلسل واحدا من أصعب أدواره، ولو كان فى هذا الدور أى ممثل آخر غير الفخرانى لما خرج بهذه الصورة، فهو ممثل له دور إيجابى فى توصيل رسالة العمل.
أشار الشناوى لمسلسل «طرف ثالث» الذى قال عنه إنه يمثل حالة إبداعية سواء أداء أبطاله أمير كرارة وعمرو يوسف ومحمود عبدالمعنى ونبيل عيسى، أو على مستوى الكتابة للسيناريست هشام هلال والإخراج لمحمد بكير، وكذلك مسلسل «رقم مجهول» بطولة يوسف الشريف وتأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج أحمد نادر جلال، والذى قال عنه إنه يحمل قدرا كبيرا من الطزاجة وتدفق فى الإبداع.
وعن تقيمه لمسلسل «عمر» قال: «يحسب تحطيمه للتابوه المفروض على ظهور بعض الشخصيات الإسلامية، لكن كان الطموح كبير فى هذا العمل، ورغم الإجادة المهمة فى تفاصيل الصورة فإننا وجدناه أحيانا يقترب من معالجات قديمة، وفى مناطق أخرى كان يتجاوز ويحلق فى عالم إبداعى».
ويشير الشناوى لعدد من الظواهر التى كست الشاشة فى موسم العرض الرمضانى، ومنها انكسار فكرة تقديم أعمال بدون فنانين عرب، وهو ما يراه أمرا فى صالح الدراما، وكانت أصوات قد تعالت فى الفترة الماضية ضد ظهور مبدعين عرب فى الدراما المصرية.
فيما انتقد زيادة مساحات التوريث، ومنها ظهور محمد نجل عادل إمام إلى جوار والده أمام الكاميرا شقيقه رامى خلفها، وإصرار إلهام شاهين على وجود شقيقها أمير، وكذلك استعانة الفخرانى بابنه شادى مخرجا لعمل مهم لا يتاح لمخرج لأول مرة إلا فى ظل وجود والده.
فيما أكد أهمية ظهور عنصر الموسيقى التصويرية كأحد أدوار البطولة، كما حدث مع رعد خلف فى مسلسل «نابليون والمحروسة»، وعمر خيرت فى مسلسل «الخواجة عبدالقادر».
وكذلك أشار إلى ظاهرة النجوم القادمين من السينما، والتى وصفها بالظاهرة التجارية، والتى لم تضف الكثير لصناعة الفيديو رغم أنهم لم يقدموا أعمالا ضعيفة، حيث نقل نجوم السينما أعمالهم من الشاشة الكبيرة إلى التليفزيون، لكنه أعرب عن قلقة من انتقال مشاكل صناعة السينما إلى صناعة الفيديو زحف النجوم بنفس مفرداتهم التى خلقت أزمة السينما.
فيما حذر الشناوى من خطورة تلك الأعمال التى تناولت الصراع العربى ــ الإسرائيلى، والتى قد تمرر مفردات ومصطلحات بحيث تصبح معتادة فى الشارع العربى، فهناك أسئلة لم تطرح إجابتاها بشكل قاطع، وكانت الردود عليها بعبارات ترضى جميع الأطراف.
كذلك أشار إلى حضور بعض النجوم بشكل أكبر من حضور العمل نفسه، وهو ما يعد خطأ كبيرا فى بناء العمل الفنى، وضرب مثلا بدور محفوظ زلطة فى مسلسل «باب الخلق»، والذى بدى كما لوكان العمل قد تم تصنيعه ليحمل محمود عبدالعزيز للشاشة من جديد.