قالت مصادر سلفية مطلعة إن الخلافات التى دبت مؤخرا فى أركان حزب النور، والأزمة التى اندلعت بين قادة الحزب ومرجعيات الدعوة السلفية «ترجع إلى تدخل عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، على رأسهم خيرت الشاطر، نائب المرشد فى ملف استعدادات النور للانتخابات البرلمانية المقبلة».
وأضافت المصادر ــ التى فضلت عدم كشف هويتها ــ أن «عددا من مشايخ الدعوة السلفية وعلى رأسهم د. ياسر برهامى، النائب الأول لمجلس إدارة الدعوة، يستشعرون بالخطر على الحزب والتيار السلفى من تدخلات الشاطر، ويحاولون تحجيم دوره، ووقف تدخلاته فى الشئون الداخلية للحزب».
وقالت المصادر: «قيادات الدعوة تتخوف من محاولة الإخوان تحجيم دورها، لاسيما أنها البديل الأكثر جدية أمام المواطن المصرى بعد وصول الجماعة للحكم، فضلا عن أن مدرسة الدعوة وحزبها السياسى النور، أكثر التيارات السلفية تنظيما وعددا، ويمثل أكبر تيار يمكنه الوقوف أمام الإخوان».
وأضافت: «الاتجاه السائد داخل حزب النور والدعوة السلفية هو خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقوائم منفردة، وهو ما يحاول الإخوان عرقلته، ويسعى عدد من قادة الجماعة وعلى رأسهم الشاطر إلى اقناع النور بتحالف انتخابى مع الحرية والعدالة».
وأكدت المصادر أن عددا كبيرا من قيادات النور: «ترفض الدخول فى تحالف انتخابى مع الإخوان، نظرا لعدم وفاء الشاطر وقيادات الحزب والجماعة بوعودهم لقيادات حزب النور والدعوة السلفية، والتى تطرقت لها اجتماعات مشتركة قبل خوض جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية».
ولفتت إلى أن برهامى «خشى محاولات الشاطر تحجيم دور التيار السلفى، واتجه بدافع الحرص إلى الدعوة إلى التدخل بشكل كبير فى إدارة الحزب، خوفا من محاولات التحجيم، وأطلق يد عدد من تلامذته وأتباعه المخلصين داخل الحزب والدعوة».
وأوضحت المصادر: «الشاطر عرض بطريق غير مباشر على الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب النور ومساعد الرئيس محمد مرسى للتواصل المجتمعى، الدخول فى تحالف انتخابى بين الحزبين خلال الانتخابات البرلمانية القادمة المقرر إجراؤها عقب وضع الدستور الجديد، على أن يحصل حزب النور على 20% من المقاعد ولكن عبدالغفور أصر على أن تكون النسبة أكثر من 30%».
وردا على ذلك قال د. ياسر برهامى فى تصريح مقتضب لـ«الشروق»:» ليس لدينا معلومات وبرهان على محاولات الشاطر تحجيم دور التيار السلفى».
فيما قال يونس مخيون عضو الهيئة العليا لحزب النور، لـ«الشروق»، إن «الاتصالات مستمرة مع عبدالغفور للوصول لحل وسط لهذه الخلافات»، نافيا ما يتردد عن تولى سعيد عبدالعظيم ملف الحزب، مشددا على أن الحزب «مستقل عن الدعوة السلفية وعبدالعظيم النائب الثانى لمجلس إدارة الدعوة وعضو مجلس الأمناء».
إلى هذا، كشفت مصادر من جبهة الإصلاح الداخلى بحزب النور عن ترتيب لقاء مع عبدالعظيم خلال يومين للتوصل لحل الأزمة الحالية، وكشفت المصادر عن وجود لائحتين للحزب الأول التى تم إرسالها للجنة شئون الأحزاب والثانية تم وضعها تباعا وليست مسجلة فى لجنة شئون الأحزاب.
وقال محمود عباس أحد مؤسسى جبهة الإصلاح لـ«الشروق»، إن الجبهة شكلت هيكلا إداريا للجبهة يتكون من العميد يحيى حسين مسئول لجنة الانتخابات البرلمانية الماضية رئيس للجبهة، ومحمود عباس مسئول إعلامى، ومحمد عبدالموجود مسئول الاتصالات، مضيفا أنه جارٍ تشكيل باقى الهيكل الإدارى للجبهة ويتم الإعلان عنه خلال ساعات.
وأعلن عباس عن لقاء جبهة الإصلاح ثلاثة من أعضاء مجلس أمناء الدعوة خلال الأيام القليلة الماضية لم يسمهم، مؤكدا على التواصل مع عبدالغفور بشأن الأزمة الحالية وإصرار الجبهة على إقالة الهيئة العليا للحزب.
واعتبر عباس ان نتائج الانتخابات الداخلية التى أعلنت جاءت مطابقة لما تم الإعلان عنه قبل إجراء الانتخابات، مشيرا إلى أن هذا يدخل فى إطار تزوير الإرادة لأعضاء الحزب.