(هلأ لوين).. انتصار للمرأة.. للمواطنة.. للدولة المدنية.. للحياة - بوابة الشروق
الأربعاء 25 يونيو 2025 8:50 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

(هلأ لوين).. انتصار للمرأة.. للمواطنة.. للدولة المدنية.. للحياة

مشهد من فيلم هلا لوين
مشهد من فيلم هلا لوين
محمد عدوى
نشر في: الخميس 19 يناير 2012 - 12:45 م | آخر تحديث: الخميس 19 يناير 2012 - 12:45 م

قليلة هى الأفلام السينمائية التى تخرج من دور العرض بعد مشاهدتها وقد مست بداخلك شيئا ما، «وهلأ لوين؟» آخر أفلام المخرجة اللبنانية نادين لبكى رغم بساطته إلا أنك وأنت تخرج من صالات العرض سوف توقن أن هناك شيئا ما أصابك ربما روح نادين أو دعوتها لحب الحياة.

 

الفيلم رغم أنه بدأ وانتهى بمشهد جنائزى إلا أنك تشعر وأنت تشاهد تفاصيله أنه انتصار للحياة ولكل القيم الجميلة التى تحلم بها، تشعر أن نادين اللبنانية وهى تقدم بطلاتها «المخلصات» تتحدث عن حرائر التحرير وصمودهن وإصرارهن ونضالهم من أجل غد يرونه أفضل، النساء فى هلأ لوين هن الحصن الأخير للحفاظ على الحياة، هن اللاتى يصنعن الأمل ويرونه ويضللون عليه حتى يكبر ويصبح واقعا، النساء فى فيلم نادين لبكى ليسوا مجرد نساء ولكنهن طيور سلام وحائط صد ضد أى رعونة يمكن أن تصدر، كائنات عانت كثيرا وقررت ألا تعانى مجددا مستخدمة كل الممكن والمتاح من أجل العيش بكرامة وحرية وتسامح.

 

هلأ لوين ينتصر للمرأة وينتصر للمواطنة، لوطن لا تمييز فيه بين اثنين يعيشان فى مكان واحد على أساس دينى أو عرقى، وطن يرفض المتشددين وقد ضاقت بهم أنفسهم وغالوا فى الأمر كثيرا، وطن منفتح على المحبة والإخاء، وطن يمكن أن يغض فيه الشيخ والقسيس البصر لثوان حتى تسير مركب السلام، وطن الغاية فيه أهم من الوسيلة «وطن ليس ميكافيلليا ولكن لديه هدف نبيل، وطن تحلم به لبنان ونحلم نحن به أيضا، وطن يعلى من شأن الدولة المدنية التى نريدها، وهلأ لوين ينتصر لكل المعانى الجميلة بخفة دم وذكاء من مخرجته، مشاهده أغلبها متقن وأبطالها عليهم نضارة، من اهم مشاهد الفيلم من وجهة نظرى ذلك المشهد.

 

الذى كانت تركب فيه امرأة مسلمة واخرى مسيحية وهما يركبان دراجة بخارية فأطار الهواء حجاب المسلمة حتى صرت وانت تنظر من جديد لا تعرف من هى المسلمة ومن هى المسيحية، مشهد بسيط لا يحتاج إلى شعارات كثيرة، وهكذا هو الحال حتى مشهد النهاية الذى قررت فيه نساء القرية أن يتحولن فى مشهد كوميدى من النقيض الى النقيض من مسيحيات إلى مسلمات، وهو المشهد الذى جعل رجال القرية يعودون إلى صوابهم ــ مؤقتا ــ وحتى مشهد دفن الشاب الذى قتل برصاص من خارج القرية، بناء درامى محكم وتمكن إخراجى وسيناريو شديد العزوبة، وهلأ لوين فيلم تدور أحداثه فى قرية منعزلة فى لبنان لكنه يتحدث عمَّا يحدث فى مصر ولذلك لن تقف اللهجة عائقا وأنت تشاهده وسوف تشعر أن الهم واحد وأن نادين لبكى مصرية أكثر من مصريين كثيرين موجودين بيننا..

 

فتحية لمخرجته ولكل العاملين بالفيلم الذى تسعد وأنت تشاهده.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك