قبل أيام من مرور عام على الثورة المصرية جدد المخرج محمد خان رفضه لما أسماه بسينما الثورة مؤكدا فى مقال منشور أن من يصنع أفلاما عن الثورة الآن مخطئ ومتاجر بأحداثها وهو الشىء الذى أغضب عددا من السينمائيين الذين شرعوا بالفعل فى تقديم أفلام عن الثورة، الشروق ناقشت وجهة نظر خان التى يروج لها عدد كبير من صناع ونقاد السينما ــ مع هؤلاء الذين يقدمون أفلاما عن الثورة فى هذا التقرير.
بداية يؤكد المخرج مجدى أحمد على مدير المركز القومى للسينما أنه يتفق مع خان فى بعض هذه النقاط التى يطرحها لكنه يرفض إطلاق الأحكام على عنانها فهو مثلا سعيد بأن الظروف الإنتاجية عطلت فيلمه الذى كان يقدمه عن الثورة فلو كان قدم مشهد النهاية التى كان يرغب فيها ألا وهو تنحى المخلوع مبارك لكانت نهاية متأخرة وخصوصا مع تلاحق أحداث الثورة التى لم يكن أحد يتوقع أنه ــ وبرغم سقوط رأس النظام ــ سيستمر باقى النظام يقاتل بهذه الشراسة أو أن يكون المجلس العسكرى حاميا لهذا النظام ولكن يشير مجدى أحمد إلى أنه فى بعض الأوقات يكون الانفعال الفنى مطلوبا وقد يعطينا فيلما قويا وهو ما يجب عدم الاستهانة به أبدا وحول منطق وجود سبوبة للثورة فيرى أن هناك بعض الأسماء التى لا يمكن اتهامها بالاتجار أو باتخاذها الثورة كسبوبة مثل يسرى نصر الله لكن هناك أسماء أخرى معروفة بعينها قد استغلت الثورة لتحقيق مكسب لها وما زالت وللآن تستغل الاهتمام العالمى بمصر فى الحصول على تمويل لأعمال تتحدث عن الثورة بلا رؤية.
أما المخرج أحمد عبد الله فيشير إلى أن الفيلم هو وسيلة تعبير والفنان مثله مثل الصحفى ومثل المطربين الذين قدموا أغانى عن الثورة ولم يهاجمهم أحد ولماذا تحللونه للصحفى وللمدون وللمغنى وهو شىء بالنسبة لى به خلط غريب وغير مفهوم من حقنا أن نختلف أو نتفق على الموضوعات التى تم تقديمها لكن ليس من حق أحد حرمان مبدع من التعبير عن وجهة نظره. ومن يتحدث بمثل هذه الأمور فليفهمنى إياها وأنا ومع محبتى وتقديرى لخان فما يحدث هو شىء طبيعى وحتى الآن لدينا كتب عن الثورة البلشفية بعد 100 عام ولا يمكن اعتباره موضوعا وانتهى والتاريخ يتغير ونستطيع الحديث عنه ونتناوله.
وحول ما يطلقه البعض حول سبوبة الثورة فلو كان الفيلم دون المستوى فاللوم على المهرجانات وهو يحدث مع تونس ومصر وكوريا وهو شىء لا تستطيع لوم الصناع فيه لكن نلوم المهرجان الذى يصنع موضات وهى نوعيات لكننا سنستمر فى تقديم أفلامنا ونحن نلجأ للمهرجانات للتسويق الدولى لها.
المخرج إبراهيم البطوط يقول: أنا أتفق مع محمد خان فى أننا يجب ألا نقدم افلاما عن الثورة الآن ولكن يمكننا صنع أفلام متأثرة بالثورة وليست عن الثورة لأنها لم تنته، وخصوصا أن الثورة أثرت فى أناس كثيرين جدا ولو قدمنا فيلما قصيرا عن أحداث ماسبيرو مثلا فهذا شىء طبيعى وأنا فيلمى «الشتا اللى فات» عن أحداث فى الثورة من خلال شخصياته سواء المذيعة أو ضابط أمن الدولة أو الناشط السياسى لكنها فى النهاية عن حدث معين أثر فى حياة شخص وتعريفى لفيلم عن الثورة أنه هو فيلم يحلل حقائقها.
ويرفض بطوط منطق وجود ما يسمى بسبوبة الثورة من أجل الذهاب إلى المهرجانات ويقول: بالتأكيد لا يوجد مهرجان كبير يقبل فيلما دون المستوى ونحن يجب أن ننشغل أكثر بما يحدث فى مصر وكل شخص حر فى تقديم أعماله ولدينا أحداث أهم وعموما صرخة نملة مثلا هو فيلم شارك فى كان ولم نسمع عنه شيئا بعدها، المهم الجودة ومن حق كل شخص التعبير وفقا لما يراه.