هل يمكن أن يتعرض المشروع النووي الإيراني لهجمات إسرائيلية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 2:27 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يمكن أن يتعرض المشروع النووي الإيراني لهجمات إسرائيلية؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 19 أبريل 2024 - 5:46 م | آخر تحديث: الجمعة 19 أبريل 2024 - 5:46 م

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالرد على إيران؛ بسبب الهجوم الجوي الذي وقع في الثالث عشر من أبريل.

وقال: "سوف نتخذ قراراتنا بأنفسنا، وسوف تفعل دولة إسرائيل كل ما هو مطلوب للدفاع عن نفسها".

شمل الهجوم الإيراني حوالي 170 طائرة بدون طيار، وأكثر من 30 صاروخ كروز وأكثر من 120 صاروخا باليستيا، كلها موجهة ضد إسرائيل ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وتم شن الهجوم ردًا على الغارة التي شنتها إسرائيل في 1 أبريل على السفارة الإيرانية في دمشق، سوريا، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري الإسلامي.

وفي هذه الأجواء، يتساءل السياسيون عن أشكال الرد الإسرائيلي، وهل منها ما قد يؤثر على المشروع النووي الإيراني.

يقول كريستوف بلوث، أستاذ العلاقات الدولية والأمن جامعة برافورد، "استهدفت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني من قبل، وقد اغتالت عدداً من العلماء النوويين على مر السنين، وشنت عدداً من الهجمات على المنشآت النووية في البلاد، واتخذت الهجمات الجسدية شكل ضربات بطائرات بدون طيار وغارات كوماندوز، ومنها هجوما في يناير 2018 على منشأة في طهران، حيث سرق عملاء الموساد عددًا كبيرًا من الوثائق السرية التي قال نتنياهو إنها تثبت أن إيران تسعى إلى تطوير برنامج للأسلحة النووية"، بحسب ذا كونفيرزيشن.

هجمات يُعتقد أنها إسرائيلية

في أبريل 2021، اتهمت إيران إسرائيل بتدبير انفجار في منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في مدينة نطنز، بأصفهان، مما أدى إلى أضرار جسيمة لأجهزة الطرد المركزي لديها، وهذا هو الحادث الثاني خلال عام والذي يتضمن انفجارًا غامضًا في الموقع، ولم تؤكد إسرائيل أو تنف تورطها في أي من الهجومين.

ويُعتقد أيضًا أن إسرائيل شنت عددًا من الهجمات الإلكترونية على البرنامج النووي الإيراني، وكان أبرزها في يونيو 2010 مع إدخال برنامج Stuxnet للكمبيوتر إلى المنشآت النووية الإيرانية، يُعتقد أنه تم إنشاؤه من خلال التعاون بين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وقد تم تصميم برنامج Stuxnet الضار لتعطيل عمليات الطرد المركزي بشدة في نطنز، ويرى بعض المتخصصين أنه أدى إلى تراجع برنامج الأسلحة النووية الإيراني لسنوات، وفقا لبلوث.

متى بدأ تاريخ الأسلحة النووية الإيراني

وفقا لبوث لا يزال وضع برنامج الأسلحة النووية الإيراني غير واضح، حيث طورت برنامجًا نوويًا مدنيًا في عهد الشاه الراحل، وفي عام 1970 صدقت على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، التي ألزمت البلاد بعدم امتلاك أو تطوير أسلحة نووية.

لكن في أواخر الثمانينيات، بدأت إيران برنامجًا سريًا لتخصيب اليورانيوم، وحصلت على المعدات والمواد الأساسية من باكستان والصين، خلال أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تابعت إيران مشروعًا سريًا لتطوير الأسلحة النووية، يُعرف باسم خطة آماد. ويعتقد أن العمل على هذه الخطة قد توقف في عام 2003، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق.

ولكن من المعتقد أنه بحلول ذلك الوقت، كانت إيران تمتلك القدرة على بناء جهاز نووي صغير وخام إلى حد ما.

يقول بوث: "قدر كبير مما نعرفه عن تطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني ينبع من هجوم الموساد عام 2018، وكشف هذا أن العمل على تطوير الأسلحة لم يتوقف بالكامل، وأن إيران واصلت العمل على تحسين قدراتها في مجال الأسلحة النووية".

واستجابت الولايات المتحدة على مر السنين من خلال فرض عقوبات صارمة على نحو متزايد تهدف إلى ردع إيران عن مواصلة برنامجها، وفي الوقت نفسه، استمرت المفاوضات عبر القنوات الخلفية، مما أدى إلى التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) التي وقعتها إيران ومجموعة 5+1 (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ــ الصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ــ بالإضافة إلى ألمانيا).

وافقت إيران على خفض برنامجها لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى غير كاف لصنع رؤوس حربية نووية في مقابل تخفيف العقوبات، واقتصر الأمر على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3.67%، وهو مستوى مناسب للطاقة النووية المدنية والبحث العلمي، كما خضعت جميع المنشآت للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي مايو 2018، تخلت إدارة ترامب عن خطة العمل الشاملة المشتركة، وردت إيران بإعادة تنشيط برنامجها للأسلحة، وتشير كثير من الأبحاث وفقا لبوث، أن البلاد قد تجاوزت الحد المتفق عليه لمخزونها من اليورانيوم بمعامل قدرة 18 مرة، ورفعت عمليات التخصيب إلى 60%.

واستأنفت إيران عملياتها في المنشآت النووية المحظورة سابقًا بموجب شروط الاتفاقية، ومنذ فبراير 2021، منعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مراقبة مواقعها النووية بشكل فعال.

هل يمكن منع "القنبلة" الإيرانية؟

ووفقاً لتقرير صادر عن جمعية الحد من الأسلحة في واشنطن، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن متقدماً للغاية ومنتشر على نطاق واسع بحيث لا يمكن إبطاله فعلياً عن طريق العمل العسكري، وقال بوث هناك عدة أسباب لذلك:

-تمتلك إيران الخبرة اللازمة لتطوير الأسلحة النووية، والتي لا يمكن القضاء عليها من خلال الغارات الجوية، وفي حين أن استهداف المنشآت الإيرانية من شأنه أن يعيق البرنامج مؤقتاً، ولكن لن يتوقف.

-تدمير المنشآت النووية الإيرانية في نطنز سيكون أمراً ضرورياً، لكن الوصول إلى هذه المرافق سوف يستلزم عدداً كبيراً من الضربات الجوية التي تخترق عمق الأراضي الإيرانية، مع التحايل على أنظمة الدفاع الجوي أو التغلب عليها.

-في السنوات الأخيرة، قامت إيران بتحصين منشأتها في نطنز، حيث قامت ببناء أنفاق عميقة لمنع أي هجوم جوي، وحتى لو تعرضت هذه المنشأة لأضرار، فمن المعتقد أن إيران سوف تكون قادرة على إعادة تشكيلها بسرعة، خاصة وأن عناصر مختلفة منها أجهزة الطرد المركزي لليورانيوم، ربما تكون قد نقلت بالفعل إلى مواقع غير معروفة.

-أي محاولة لتدمير البرنامج النووي الإيراني سوف تتطلب هجوماً عسكرياً واسع النطاق، ومن المؤكد أن هذا سيؤدي إلى رد فعل عسكري من جانب طهران، وهو ما يؤخذ في الحسبان.

ولكل هذه الأسباب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت ـ وهو منتقد منتظم لنتنياهو ـمؤخراً-: "إن إسرائيل تستطيع أن تفعل الكثير لإلحاق الضرر بالبنية التحتية الإيرانية، ولكن إسرائيل لا تملك الوسائل التي تمكنها من تدمير البرنامج النووي الإيراني".

 

 

 

 

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك