منعت رقابة التليفزيون المصري، الأحد الماضي، عرض مسلسل "البحر والعطشانة" الذي يصور فساد النظام السابق وزواج السلطة ورأس المال، بعدما منعت قبل أيام عرض مسلسل يصور حياة الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، لأنه لا يتناسب مع شهر رمضان المعظم.
وقال كاتب سيناريو "البحر والعطشانة"، محمد الغيطي: "إن رقابة التليفزيون قامت بشكل مفاجئ بسحب المسلسل من خريطة مسلسلات التليفزيون المصري، بعدما كان مقررا عرضه على قناتي نايل لايف ونايل دراما".
والمسلسل من إخراج وائل فهمي عبد الحميد، وبطولة رجاء الجداوي، ويكشف فساد النظام السابق عبر تناول زواج السلطة ورأس المال الذي أفسد الحياة السياسية على مختلف الأصعدة، كما يتناول تزوير الانتخابات، وما تلاه من أزمات، وصولا إلى ثورة 25 يناير.
وبحسب الغيطي، فإن الرقابة كتبت تقريرا غير معلن، جاء فيه أن "هذا المسلسل ربما يستفز البعض، لأنه يعرض من بين شخصياته نموذجا لرجل دين عضو في البرلمان يطلق ذقنه ويرتدي جلبابا أبيض، ويصل إلى موقعه بالرشاوى والضحك على البسطاء".
وأشار إلى أنه "رغم اعتراضنا، لم يرد أحد من المسؤولين علينا، ونخشى وضع الخريطة دون عرض المسلسل، لأن هذا يمثل قمعا فكريا لن نصمت عليه، بالإضافة إلى أن عدم عرض المسلسل سيكون إهدارا صريحا للمال العام".
تحية كاريوكا
وكانت الرقابة في التليفزيون المصري قد منعت قبل أيام عرض مسلسل "تحية كاريوكا" خلال شهر رمضان حسب تصريحات المنتج محمد العدل، على اعتبار أن عرض مسلسل عن حياة راقصة لا يتناسب وقيمة الشهر الفضيل.
ويتناول المسلسل السيرة الذاتية للفنانة الراحلة تحية كاريوكا ومشوارها الفني، مستعرضا حياتها الشخصية، وهو من تأليف فتحي الجندي، وإخراج عمر الشيخ، وإنتاج محمد سعيد عبد الله، وبطولة الممثلة وفاء عامر وفادية عبد الغني وعزت أبو عوف ومحمد رمضان وأحمد رفعت.
واستنكر العدل منع عرض المسلسل، مشيرا إلى أن تحية كاريوكا، التي توفيت عام 1999 عن 84 عاما بعدما قدمت عددا كبيرا من الأفلام البارزة، لم تكن راقصة وممثلة فحسب، بل كانت مناضلة سياسية ونقابية مهمة، والمسلسل لا يتعرض لرقصاتها، بل لحياتها كفنانة مبدعة وسياسية مناضلة.