تزيد رقعة الاحتجاجات الاجتماعية فى محافظات مصر، يوما بعد الآخر، وكأن انفجارا للمطالب الاجتماعية المؤجلة، والتى تعب أصحابها من التأجيل، فى ظل الظروف والضغوط الاجتماعية والاقتصادية، قد انفجرت، لتقابل الرئيس محمد مرسى، الذى أنهى «خمس» مهلة المائة يوم دون اتخاذ خطوات أوقرارات ترضى هؤلاء الغاضبين، فى كل مصر، حسب ما يرى المراقبون والمحللون السياسيون.
وشهدت مصر يوم أمس، عدة حوادث قطع طرق، لأسباب مختلفة أغلبها مطالب اجتماعية بتحقيق خدمات مفقودة، أو تحسين مستوى معيشة، أو بسبب غياب الأمن، ففى الغربية لم يخلُ مركز من مراكز المحافظة من تظاهرات غاضبة وقطع طرق، وفيما أصيبت مدينة المحلة الكبرى بالشلل نتيجة إضراب عمال شركة الغزل، وانضمام عمال الوبريات والصباغة إليهم، امتنع موظفو الشهر العقارى عن العمل، مطالبين بزيادة الحوافز، مما أصاب الحياة بالشلل، وجعل بعض المواطنين يقدمون بلاغات ضدهم لتعطيل مصالحهم.
وخرج أهالى قرى «كفر سليمان»، و«الناصرية»، و«صان الحجر» بمركز بسيون، لقطع الطريق الزراعى، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائى عنهم منذ يومين متواصلين.
الأمر نفسه حدث بمركز المحلة الكبرى، حيث تظاهر المئات من قرى وعزب «الجمل» و«محمد لطفى» و«حنا شلبى» أمام ديوان عام المحافظة أمس، وقطعوا الطريق، احتجاجا على انقطاع الكهرباء والمياه عنهم بصفة شبه مستمرة على مدار ثلاثة أشهر كاملة، على حد قولهم.
وقال المتظاهرون إنهم «ضجوا بالشكوى لكل من له صلة بالأمر ومن ليس له صلة وحرروا محاضر رسمية بمركز شرطة المحلة بذلك، إلا أن ذلك كله لم يحل المشكلة».
وقطع أيضا أهالى أحد القتلى فى مشاجرة الطريق الرئيسى بطنطا، والذى يقع فيه ديوان عام المحافظة، ومستشفى طنطا الجامعى، بسبب تأخر صدور تصريح الدفن لعدم وجود طبيب شرعى.
وفى القليوبية.. قطع أهالى قرية «طحانوب»، بمدينة شبين القناطر، طريق القاهرة ــ شبين القناطر، وخط السكة الحديد بسبب قيام عدد من المسجلين خطر باختطاف أحد أبناء القرية وإخفائه فى مكان مجهول، حيث تجمهر الأهالى وأشعلوا النيران على الطريق، وأغلقوه بالحجارة، مطالبين بسرعة ضبط المتهمين.
وانتقلت قيادات مديرية الأمن، وتمكنت من التفاوض مع الأهالى وإقناعهم بفض التجمهر وتولت النيابة التحقيق.
وامتد قطع الطرق إلى البحيرة، حيث قطع أهالى جزيرة الرحمانية بمركز الرحمانية، مساء أمس الأول، طريق دسوق دمنهور، ووقف حركة المرور على الكوبرى العلوى الذى يفصل البحيرة وكفر الشيخ، على النيل ــ فرع رشيد ــ وافترشوا الطريق، ثم أشعلوا النيران فى إطارات السيارات، احتجاجا على انقطاع المياه والكهرباء عن الجزيرة منذ أيام.
وعندما حاولت قوات الأمن فتح الطريق، اشتبك معها الأهالى، ما أدى إلى إصابة البعض وتحطيم سيارتى شرطة.
وفى المنوفية.. تظاهر المئات من أهالى قرية ساحل الجوابر، بالمنوفية أمام محطة مياه القرية، بسبب انقطاع المياه المستمر، مطالبين المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية بالتدخل لحل مشكلتهم.
ومن وجه بحرى إلى الصعيد، حيث قطع العاملون والإداريون فى جامعة سوهاج، لليوم الثانى على التوالى، كوبرى أخميم، الرابط بين شطرى المدينة، والذى يفصل بين شرقها وغربها، احتجاجا على عدم مساواتهم بالحافز المادى الذى تقرر مؤخرا لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، مما أدى لشلل مرورى بشوارع المدينة.
وفى المحافظة نفسها.. قطع أهالى قرية الشوش بمركز سوهاج الطريق، أثناء تظاهرهم أمام شبكة الكهرباء ببندر سوهاج، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائى بصفة يومية عن القرية والقرى المجاورة.
وأدى قطع الطريق الذى استمر لأكثر من 3 ساعات، إلى توقف حركة السير والمرور.
ودخل نحو 4 آلاف عامل و إدارى بجامعة الفيوم إضرابا عن العمل بكل الكليات، ومؤسسات الجامعة، احتجاجا على ما وصفوه بـ«تجاهل وزير التعليم العالى ورؤساء الجامعات لمطالبهم المشروعة»، حيث يطالبون بالمشاركة فى انتخاب القيادات الجامعية، وأن يتم إدراج الإداريين فى قانون تنظيم الجامعات كمعاونين لأعضاء هيئة التدريس، ورفع الحوافز إلى 400%، والمساواة فى الرعاية الطبية مع أعضاء هيئة التدريس، وكذلك المشاركة فى صرف حافز الجودة التى تقع أعباؤها على الإداريين ورفع مكافأة الامتحانات.
وتسبب الإضراب فى توقف امتحانات التعليم المفتوح صباح أمس، وتعطل العمل داخل مستشفى الجامعة، بعد أن منع العاملون المضربون كل أعضاء هيئة التدريس من دخول الحرم الجامعى، بمن فيهم الدكتور عبدالحميد عبدالتواب رئيس الجامعة.
وفى أسوان.. أقدم مساء أمس الأول أهالى قرية الكاجوج بمدينة كوم أمبو على قطع الطريق أمام حركة القطارات، وطريق مصر ــ أسوان الزراعى السريع، احتجاجا على تكرار انقطاع الكهرباء.
انتقل الامن إلى الأهالى، وأجرى معهم مفاوضات، تم فتح الطريق بعدها على وعد بعدم انقطاع التيار الكهربائى عن القرية مرة أخرى.
وجاء ذلك بعد 3 ساعات فقط من نجاح محافظ أسوان، مصطفى السيد والأجهزة الأمنية، فى فتح طريق السكة الحديد وتيسير حركة القطارات، بعد قطعها من قبل عمال شركة الفوسفات، المحتجين على عدم تحرير عقود عمل لهم، بعد فسخ الشركة عقدها مع هيئة التعدين.
وفى بنى سويف.. هدد أهالى قرى مراكز محافظة بنى سويف السبع بعدم دفع فاتورة الكهرباء وقطع الطرق بسبب الانقطاع المتكرر للتيار، متهمين المسئولين فى المحافظة بقطع الكهرباء عن القرى والنجوع فقط، وعدم قطعها عن المدن لأن المسئولين يقطنون بها.
وأكد مصدر مسئول بكهرباء بنى سويف أن «تعليمات تصلنا من الوزارة بقطع التيار لعدة ساعات نهارا ومثلها ليلا على القرى والتوابع فقط، دون المساس بكهرباء المدن والمناطق الصناعية».
الأزمات نفسها تواجهها محافظة شمال سيناء التى تعانى من نقص حاد فى الوقود ومياه الشرب والكهرباء، دون أى خطوة من الدولة لتخفيف المعاناة عنهم، خاصة مع قدوم شهر رمضان.
وما زالت مدن شمال سيناء، خاصة المدن الشرقية، تعانى من تكدس طوابير السيارات أمام محطات الوقود، وتكرار انقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى انقطاع مياه الشرب.
ولم تعد حجج ومبررات المسئولين للأزمات كافية لإقناع المواطنين بتحمل الأزمة فاتجهوا للاحتجاجات المباشرة فى الشيخ زويد، والعريش، ورفح دون تحقيق تقدم.