تويتر العين الساهرة للمواطن العادي في السعودية - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 8:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تويتر العين الساهرة للمواطن العادي في السعودية


نشر في: الأربعاء 19 أكتوبر 2011 - 4:25 م | آخر تحديث: الأربعاء 19 أكتوبر 2011 - 4:39 م

جدة / السعودية – الفرنسية

 

يستخدم جيل من السعوديين والسعوديات مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا "تويتر"، منبرا حرا للتعبير عن آرائهم وعينا ساهرة تفرض نفسها "سلطة رابعة" تراقب الأحداث يوميا لانتقاد المسؤولين.

 

ويرى أكاديميون وإعلاميون بان "تويتر" أصبح يمثل "صحافة المواطن" في المملكة بعيدا عن سلطة الرقيب المتعارف عليها في الصحافة المحلية التي تتمتع باستقلالية ولكنها لا تذهب في غالب الأحيان بعيدا في النقد والرقابة.

 

وتؤسس المنابر الافتراضية الجديدة لجيل جديد منفتح معتاد على تقبل مختلف الآراء، بحسب المراقبين.

 

وقال سعود كاتب، أستاذ الإعلام الجديد في جامعة الملك عبد العزيز "إنها مدرسة نتعلم فيها الاختلاف في الرأي والانفتاح على الآخر وهو أمر ايجابي في تغيير ثقافة الشعوب نحو الأفضل".

 

وأضاف لوكالة فرانس برس ان "تويتر أصبح وسيلة إعلام بكل معنى الكلمة، انه صحافة المواطن التي جعلت السلطة الرابعة في يده أصبح الشباب اليوم ينتقدون تصرفات يرونها غير مقبولة سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية وحتى ثقافية وفكرية".

 

الا ان الكثير من الرسائل التي يقوم الشباب يتدوينها تتعلق بأمور حياتية وخدماتية مثل حركة المرور وقانون العمل أو الكوارث الطبيعية مثل فيضانات جدة التي أودت في نوفمبر 2009 بحياة العشرات.

 

وقال كاتب "هنالك العديد من الماثلة، كقضية أمين مدينة عسير الذي طرد مواطنا من مكتبه، وكارثة سيول جدة، ولولا صحافة المواطن لما التفت اليها احد بنفس الدرجة من الاهتمام".

 

ولفت إلى ان "الكثيرين يفكرون (اليوم) ألف مرة قبل الإقدام على أمور غير محسوبة". من جانبه، يرى المستشار الاقتصادي لاحم الناصر ان "تويتر عوض النقص لدى المجتمع السعودي الحاصل جراء تقصير الصحافة الورقية".

 

وقال "يمكننا تسميته بمجلس شورى افتراضي يحاكم فيه الأشخاص على تصرفاتهم"، معتبرا ان "الواقع الافتراضي الذي لا تحكمه رقابة من أي احد استطاع أن يغير الكثير ويكون رأيا عاما قويا فيما فقدت الكثير من النخب مكانتها وظهرت نخب جديدة شابة استطاعت إثبات نفسها" في هذا العالم الافتراض.

 

فبعض الناشطين على التويتر يتابعهم عشرات الآلاف من المشتركين لحظة بلحظة، مع أن أحدا لن يتعرف عليهم شخصيا إذا التقى بهم.

 

وأكد الناصر أن "تويتر استطاع خلق جو من الانفتاح على الرأي الآخر وتغيير الأفكار وتقبل للجانب الآخر بلغة راقية في مجملها".

 

وأشار إلى أن "هناك مشايخ يناقشون نساء غير محجبات مثلا، وهو نمط في التغير الفكري الذي أحدثه تويتر ودليل على اندماج المجتمع".

 

إلى ذلك، أوضح خالد السهيل مدير تحرير صحيفة "الاقتصادية" الالكترونية أن "تويتر أصبح يمثل مصدرا لقياس نبض الشارع بشان قضية ما والتعرف على الرأي العام".

 

ويرى السهيل بانه "رغم الجرأة في الطرح لا يوجد احد تعرض للمساءلة لما يطرح بخلاف دول مجاورة تعرض فيها البعض لذلك". وتعرض ناشطون في دول خليجية اخرى لملاحقة بسبب كتابات على تويتر.

 

وأشار السهيل إلى انه "من غير المستغرب أن يكون لمواقع التواصل الاجتماعي هذا التأثير القوي إذا علمنا أن 60% من السعوديين الشبان يتعاملون بالانترنت ولا يحفلون بالصحافة الورقية".

 

وكان وزير الإعلام عبد العزيز خوجة علق على مقطع فيديو نشره احد المواطنين شاكيا من خطف اولاده في المغرب قبل 15 عاما، موجها التهم للوزير الذي كان في حينه سفيرا للمملكة لدى الرباط.

 

وقال خوجة على تويتر "انتشر مقطع في اليوتيوب حول مواطن يشكو من خطف أولاده في المغرب اتهمني عدة اتهامات، انفيها تماما والبينة على من ادعى".

 

وتعرض فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينة المنورة لنقد لاذع عبر تويتر بعد ان قام رجاله باعتقال امرأة مع خالها ظنا منهم انه ليس محرما لها.

 

وعند اكتشافهم خطأهم دفعوا لها مبلغ 500 ريال (133 دولار) وحزمة من النعناع الذي تشتهر به المدينة، ما فتح الباب أمام آلاف التعليقات عبر تويتر، وباتت القضية التي كانت تحصل في الماضي دون ان يعلم احد مسألة رأي عام كبرى.

 

كما تعرض الكاتب ثامر الميمان في صحيفة "اليوم" لانتقادات قاسية بعد مقارنته النساء الروسيات بالسعوديات من حيث القوام وبياض البشرة، قائلا إن "الشعب يريد تغيير المدام".

 

كما ان عددا من الصحفيين باتوا من المدونين عبر تويتر في مسعى منهم للتواصل مع جمهور شاب عريض قد يكون هجر الصحافة الورقية، وللتمتع بهامش أوسع للتعبير عن رأيهم الشخصي دون قيود سياسة المؤسسة الإعلامية.

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك