«أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن نفس حجم المعونة الأمريكية المقررة لمصر فى الموازنة الجديدة، وهذا يعنى عدم عزمه تخفيضها أو وقفها، ولكن لايزال يجب اعتماد هذه الموازنة من الكونجرس، وهذا لا يضمنه الرئيس الأمريكى، ومما لا شك فيه أن قضية منظمات المجتمع المدنى لها تأثير سلبى على موقف الكونجرس»، هذا ما جاء على لسان ليونيل جونسون، نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى الولايات المتحدة، فى مؤتمر صحفى أمس.
وأضاف جونسون: الولايات المتحدة تعطى اهتماما خاصا لعلاقاتنا الثنائية الاقتصادية مع مصر فى هذه المرحلة، وتسعى إلى مساندتها لمعاودة النمو، وكأى علاقة تنشب خلافات، ولكن سرعان ما يجب حلها حتى لا تؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وحكومتى البلدين على دراية جيدة بذلك»، مشيرا إلى أن زيارة السيناتور الأمريكى جون ماكين، إلى مصر الأسبوع الحالى، وحضوره لمؤتمر «فرص الشراكة بين الشركات المصرية والأمريكية فى مجال التوريدات التجارية» اليوم، تحمل هذه الرسالة.
وتأكيدا لموقف الولايات المتحدة، يشير جونسون إلى أنها دعت، من خلال موقعها الريادى فى العالم، الدول الأخرى إلى ضرورة تخفيف عبء الدين على مصر فى الوقت الحالى، مما يسمح لها بتعويض تراجع احتياطى النقد الأجنبى، ودفع عجلة اقتصادها مرة أخرى، لتتمكن من عبور المرحلة الانتقالية.
ويعقد اليوم مؤتمر، بحضور 6 من كبرى الشركات الأمريكية العالمية، مثل جنرال الكتريك، وبروكتل أند جامبل، وبيبسى كو، وكوكاكولا، لتعريف الشركات المصرية على المواصفات اللازمة لمنتجاتها للانضمام لشبكة الموردين الأمريكية، ومن ثم توريد الاحتياجات والمستلزمات الأساسية للمشاريع الكبرى التى تنفذها الشركات الأمريكية. «توقيت انعقاد المؤتمر وتلازمه مع أحداث قضية منظمات المجتمع المدنى ليس إلا مجرد مصادفة، فالمؤتمر تم الإعداد له منذ فترة طويلة»، بحسب محمد أبو على، نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية فى مصر.
ومن جانبه، لم ينف جونسون تأثير قضية منظمات المجتمع المدنى على رجال الأعمال والقطاع الخاص قائلا: «الجميع يترقب ويراقب الأحداث».
وأكد جونسون، ردا على سؤال لـ«الشروق» حول إمكانية توقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأمريكية، أن «الوقت الحالى، قبل حتى انتخاب الرئيس الجديد، هو الأنسب لبدء مفاوضات جادة لمنطقة التجارة الحرة الأمريكية، حتى وإن كان ليس من المتوقع توقيعها قبل عامين من الآن، فالمفاوضات المتعلقة بالتفاصيل التكنولوجية، والإجرائية، وغيرها تحتاج إلى فترة إعداد من الجانب المصرى»، بحسب قوله، نافيا وجود أى تحفظات أمريكية على الأوضاع السياسية والاجتماعية الحالية. «الأوضاع فى تحسن مستمر ولكن إتمام المرحلة الانتقالية يحتاج إلى وقت».