البابا يرقد بسلام في الدير الذي أحبه - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:15 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البابا استقبل في هذا الدير نبأ اختياره بطريركًا.. وأعد فيه مزاره قبل وفاته

البابا يرقد بسلام في الدير الذي أحبه

دير الأنبا بيشوي
دير الأنبا بيشوي
جيهان محروس
نشر في: الثلاثاء 20 مارس 2012 - 3:20 م | آخر تحديث: الثلاثاء 20 مارس 2012 - 3:42 م

هنا يُدفن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقيسة، في مزاره الخاص خلف المائدة الأثرية القديمة، داخل أسوار دير القديس العظيم، الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حسب وصيته الأخيرة..

 

 

تاريخ الدير

 

ويُعد دير الأنبا بيشوي، أحد أهم الأديرة القبطية في مصر؛ حيث يعد أكبر الأديرة العامرة بوادي النطرون، الواقع غرب دلتا النيل، والذي يترأسه حاليًا الأنبا صرابامون.

 

ينسب هذا الدير إلى الأنبا بيشوي  تلميذ الأنبا مقار، وقد تم إنشاؤه في أواخر القرن الرابع الميلادي، بمشاركة مجموعة من الرهبان، وقد كانت آنذاك مساحته ضئيلة عبارة عن مجموعة قلالي للرهبان به وكنيسة في الوسط ،تحيط بالمغارة الصخرية التي عاش فيها الأنبا بيشوي، وذلك دون بناء أسوار، أما الآن فقد باتت مساحته حوالي فدانين و16 قيراطًا.

 

 

 وقد دُمرت هذه الكنيسة مرتان؛ الأولى في القرن الخامس الميلادي بسبب غارة على الأديرة من الليبيين البدو عام 407 م وتم بناؤها بعد ذاك ..إلا أنها دُمرت مرة أخرى في الغارتين التاليتين عامي 434 و444 م.... وفي نهاية القرن السادس الميلادي تعرض الدير للتخريب أثناء غارة رابعة للبربر على التجمعات الرهبانية بوادي النطرون، وقد أعيد بناؤهما في عهد البابا بنيامين الأول عام 645 م.

 

 

 ويحوى دير الأنبا بيشوي بداخله خمس كنائس؛ أهمها وأكبرها  "كنيسة الأنبا بيشوي" وهي أكبر كنائس أديرة وادي النطرون، كما يحوي مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة الدير والمائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من القلالي التي يقطن بها الرهبان.

 

 

وفي عام 817 م تخرب الدير مرة أخرى أثناء غارة البربر الخامسة، ولكن تم تعميره وإصلاحه في عهد البابا يعقوب الأول، وأكمل تعميره البابا يوساب الأول، وأعاد أجساد القديسين الأنبا بيشوي والأنبا بولا الطموهي إلى الدير، كما أعاد بناء الكنيسة والدير بصفة عامة.. لذا فإن المبنى الرئيسي لكنيسة (الدير الرئيسية الحالية) يرجع إلى عام 840 م.

 

 

وفي عام 1069 م تعرض الدير لغزو البربر ليعاد ترميمه في عهد البابا بنيامين الثاني والذي دفن في الجهة القبلية بالكنيسة الكبرى بالدير.... وقد زار الدير عدد من الرحالة والمؤرخين الذين كتبوا عنه، أمثال المقريزي في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد قال عنه إنه: كبير جدًا، ولكن لا يوجد شيء على حالته.

 

 

البابا شنودة يعمر الدير

 

وفي عهد البابا شنودة الثالث، تمت حركة تجديد واسعة للدير؛ فقد أمر بتجديد القلالي، وأعاد ترميم بئر الماء الذي غسل فيه البربر سيوفهم بعد أن قتلوا شيوخ شهيت التسعة والأربعين، كما أضاف للدير قرابة 300 فدان من الصحراء المحيطة به لأجل استصلاحها، بالإضافة إلى القلاية البطريركية الخاصة به، وأمر كذلك بإدخال الكهرباء للدير.

 

 

وقد شهد دير الأنبا بيشوي حدثُا جللا في تاريخ الكنيسة، تم في عهد البابا شنودة الراحل؛ حيث تم عمل وإعداد زيت الميرون المقدس في الدير خمس مرات وهي في أعوام 1981، 1987، 1990، 1995، 2008 م وهذا الزيت يوزع على الكنائس القبطية في مصر وخارجها لنيل البركة منه واستخدامه فى الطقوس الكنسية.

 

 

البابا يعتكف ويحتج

 

ومن المعروف أن البابا شنودة الثالث، كان يلجأ إلى هذا الدير كل فترة للاعتكاف .. كما أن البابا كان يذهب إليه للاحتجاج على أمر ما يرفضه.

 

 

وتقودنا سيرة الاعتكاف إلى أهم حدث سياسي أخرج من داخله بداية الاحتقانات الطائفية التي عاشتها مصر في عهد السادات في نوفمبر عام 1972 وهو حادث «الخانكة» أو ما يُعرف بـ«حادث الزاوية الحمراء» والذي ترتبت عليه الصراعات بين السادات والبابا شنودة والتي انتهت  بإصدار السادات قرارًا جمهوريًّا في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة .. شمل أيضًا قرارًا بعزل البابا وتحديد إقامته في دير الأنبا بيشوي، واعتقال ثمانية أساقفة، وشخصيات مسيحية علمانية، وإيقاف مجلة الكرازة وصحيفة "وطني".. ليشهد الدير بذلك أول اعتكاف للبابا داخل أسواره تجاوزت مدته العامين.

 

ربما يظن الكثيرون أن هذا الاعتكاف كان الأول والأخير للبابا داخل الدير، لكن الذي ينظر إلى فترة رئاسة البابا للكنيسة الأرثوذكسية، والتي تخطت الـ 40 عامًا سيجد أن البابا أعلن احتجاجه داخل دير الأنبا بيشوي (هذا الدير الأحب إلى قلبه لما له من ذكريات خاصة لديه ) وكانت هذه الاحتجاجات يلجأ إليها البابا اعتراضًا منه على تباطؤ القيادات السياسية في عهد الرئيس مبارك، عن حل مشكلات الأقباط والكنيسة.

 

 

وصية البابا الأخيرة

 

ولشدة ارتباط البابا شنودة بالدير الذي طالما أحبه وفيه تم إخباره بنبأ انتخابه بطريركًا للكنيسة القبطية في نوفمبر1971، فقد أوصى قبل وفاته أن يُدفن جسده هناك؛ حيث أعد هناك مزارًا ليحوي جسده الطاهر، ويحوي جميع مقتنياته الخاصة حتى يتمكن شعب الكنيسة الأرثوذكسية من زيارته، ونوال البركة منه.. ويقع هذا المزار خلف المائدة الأثرية القديمة بالدير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك