قال الدكتور محمد حبيب، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين ونائب المرشد السابق إن ما نشر مؤخرا عبر موقع وكيليكس عن إبداء خيرت الشاطر موافقته على صفقة مقترحة للإفراج عن الرئيس الأسبق حسني مبارك أيام حكم المجلس العسكري مقابل تلقي مصر 10 مليار دولار من دول الخليج هو أمر من الصعب تصديقه وربما يكون مستحيلا.
وأوضح حبيب في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، اليوم السبت، أن جماعة الاخوان المسلمين في هذا التوقيت الذي تزامن مع اندلاع ثورة 25 يناير أدركوا جيدا بأنهم تصدروا المشهد وطفوا على السطح السياسي بعد عقود طويلة من مطاردتهم من قبل الأجهزة الأمنية واختبائهم تحت الأرض وبالتالي لم يكن في صالحهم على الإطلاق أن يشتركوا في صفقة للإفراج عن مبارك قائلا "كانوا عارفين أن الدنيا هاتولع".
وأضاف نائب الارشاد الأسبق أن هذا ليس معناه أن قيادات الإخوان كانت بمنأى عن الشبهات والصفقات السياسية المليئة بالألغاز فجميعنا نعلم الصفقات التي عقدها الإخوان مع المجلس العسكري السابق للإفراج عن خيرت الشاطر ورجل الأعمال حسن مالك في وجود كلا من الرئيس الأسبق محمد مرسي وكذلك محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب الأسبق بعد أن تركوا رفاق الثورة والقوى السياسية في ميدان التحرير وخانوهم كذلك صمتهم على أحداث ماسبيرو والانتهاكات التي حدثت بعد ذلك تمهيدا لوصولهم إلى الحكم.
وأشار الدكتور محمد حبيب إلى أن المجلس العسكري السابق وكذلك الإخوان المسلمين في أعقاب ثورة يناير كانوا في أمس الحاجة إلى بعضهما فكل طرف يرى في الآخر إنه كيان منظم ومنضبط ولا تسير الأمور فيهما بشكل عشوائي وإنما بناء على تعليمات صارمة ومنضبطة.. مضيفا أن الإخوان حاولوا التهدئة مع المجلس العسكري حتى يضمنوا عدم وجود عراقيل في وصولهم إلى سدة الحكم بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في مصر وانسحاب الجيش من المشهد السياسي.
وقال الدكتور محمد حبيب "مسألة وجود أذيال لنظام الحزب الوطني البائد وإن كان من ضمنها الإفراج عن حسني مبارك كان أمرا مرفوضا من جميع القوى السياسية بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين لأن الجميع يعلم أنها كارثة فالشباب والقوى السياسية ثارت في 25 يناير للإطاحة برأس النظام وهو حسني مبارك وبالتالي ليس في صالح الإخوان القيام بهذه الصفقة لأنها من المؤكد كانت سوف تضر بشعبيتهم وتنهي مستقبلهم السياسي في تلك الفترة من تاريخ مصر".
وختم نائب مكتب الارشاد الأسبق حديثه قائلا "الكثير من الشعب المصري صوت للمرشح الرئاسي محمد مرسي على الرغم من عدم حبهم له أو للإخوان بصفة عامة ولكنهم لم يريدون وصول الفريق أحمد شفيق إلى الحكم لأنه امتداد لمبارك عندما أشار إلى أنه مثله الأعلى في إحدى التصريحات وما كانت سوف تشهده البلاد من عواقب وخيمة في حالة وصول رئيس الوزراء الأسبق إلى منصب رئاسة الجمهورية".
وكانت وثائق منسوبة لوزارة الخارجية السعودية، نشرها موقع «ويكيليكس»، مساء الجمعة، نقلت عن مسؤول مصري- لم يتم الكشف عن هويته- أن خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وافق على صفقة كانت مقترحة للإفراج عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك مقابل تلقي مصر 10 مليارات دولار من دول الخليج، خلال فترة حكم المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير.
اقرأ أيضا:
وثائق «ويكيليكس»: «الشاطر» وافق على الإفراج عن «مبارك» مقابل مليارات خليجية
ويكيليكس: «مبارك» تعهد بإحباط المبادرات القطرية.. ووصفها بـ«الدولة الصغيرة حديثة النعمة»
«ويكيليكس» تكشف تخلي «مرسي» عن «إيران والعوا» وتطلعه لدخول السعودية كـ«زعيم سياسي»