تعتبر استوديوهات هوليوود إلى وقت قريب أرضا للبذخ والرفاهية، ولكن الأوضاع الاقتصادية التى تسود الولايات المتحدة والعالم كله الأن، أضطرت أرض البذخ والنعيم إلى إعادة النظر فى نفقاتها وميزانياتها، وبدأ المنفذون يفكرون جيدا فيما سوف ينفقونه لتمويل أفلام جديدة.
وفى ظل هذه الأوضاع الاقتصادية غير المواتية، بدأت استوديوهات هوليود فى التقليل من نفقات تمويل الأفلام الجديدة والتدقيق جيدا فى مشاريع الأفلام التى تتطلب ميزانيات كبيرة، وكذلك الأفكار الروائية المكلفة أو الضعيفة، والتي كانت فيما مضى تحظى بالموافقة على الانتاج.
أما الأفلام الجارى تنفيذها فيلجأ المنتجون الآن إلى الإقلال من المؤثرات الخاصة فيها والاستعانة بممثلين أقل أجرأ، واختيار مواقع للتصوير أقل تكلفة.
وكانت استوديوهات هوليوود قللت فى السنوات الخمس الماضية من عدد الأفلام التى تنتجها إلى حوالى الثلث للإقلال من النفقات وتجنب عواقب المنافسة بين الأفلام الكبيرة فى أسابيع الافتتاح.
اضطرت شركة "ولت ديزنى" فى يوليو الماضي ، إلي وقف تصوير فيلم "حارس الغابة الوحيد"، بطولة جوني دب، بعدما كان تصوير الفيلم قد وصل إلى المنتصف، وكان تنفيذ البلاتوهات قد قارب على الاكتمال فى المكسيك، بسبب الميزانية الثقيلة للفيلم، التي قاربت 250 مليون دولار.
وقال الرئيس التنفيذى للشركة "بوب إيجار" إن تحليلات الشركة لإنتاجها فى شهر يوليو اتسم بنظرة ثاقبة لتكاليف الأفلام والعمل على "إخضاعها للمستوى الذى يرضينا"، وأضاف أنه من الأفضل لشركته أن تقلل من حجم إنتاجها بدلا من إنتاج أفلام كبيرة وأكثر مخاطرة. وفى شهر يوليو الماضي أيضا انسحبت شركة "يونيفرسال" من إنتاج فيلم "البرج المظلم"، وثلاثة أفلام أخري، ومسلسلين تلفزيونين كبيرين، مبنيين على قصص لستيفين كينج، بعدما زادت تكاليف انتاجها عن الحد المقدر.