عامل مزلقان بنى قرة: العمال أكثر المظلومين وأول المتهمين - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 8:56 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف يتخيل المسئولون أن يعمل شخص 12 ساعة دون أن يقضى حاجته؟

عامل مزلقان بنى قرة: العمال أكثر المظلومين وأول المتهمين

عامل المزلقان
عامل المزلقان
عاطف محمود ومحمد نبيل حلمى
نشر في: الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 - 9:35 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 - 9:35 ص

على مسافة 20 كيلومترا من موقع الحادث الذى مزق قلب مصر على مزلقان المندرة، وراح ضحيته 53 طالبا، وقف عبدالعزيز فتحى، عامل مزلقان بنى قرة، التابعة لمركز القوصية بأسيوط، بعدما سمع عن توجيه الاتهام لزميله عامل المندرة، وهو يفكر فى احتمالية أن يكون متهما فى حادثة مثل هذه، ثم يقول لنفسه «وهو العامل ذنبه إيه يا ناس».

 

الظروف متشابهة وربما يكون مستخدمو مزلقان بنى قرة أكثر بكثير من مستخدمى مزلقان المندرة، واحتمال تكرار الكارثة ــ لا قدر الله ــ وارد وبقوة.

 

عم عبدالعزيز، الذى كشف مشاكله ومعاناته لـ«الشروق»، أبدى انزعاجه من أن المتهم الأول فى هذه الحوادث يكون عامل المزلقان، فى حين أن أحدا لا يلتفت إليهم ليعرف حقيقة ظروف عملهم وما يعانونه.

 

اصطحبنا الرجل إلى ما يشبه الغرفة حيث لا مقعد ولا مسند ولا حتى شربة ماء، وأشار بيديه إلى آلة قديمة تشبه التليفون، وقال «التليفون بيشتغل على بطارية وسلكه مرمى فى الشمس ولو حصل وعطل أو البطاريات خلصت تحصل كارثة».

 

وبأسرع من المتوقع كان تليفون التحويلة يصدر جرسا منخفض الصوت لا يتجوز الثانيتين المعدودتين ليفزع الرجل، ويقول «الجرس رن رنة واحدة، عشان اللى قبلك يحملك مسئوليتك ويسيبك لوحدك مع الوضع فى الاعتبار إننا بنشتغل 12 ساعة كاملة، ولا توجد وسيلة تنبيه أخرى سوى هذا التليفون».

 

أمسك الرجل بتحويلته وأنزل الحاجز الذى يمنع مرور السيارات، ثم عاد ليقول «ياريت الموضوع على التليفون والجرس وبس، ده مفيش حتى وصلة كهرباء تنورلنا فى الليل والعقارب والتعابين بتسرح فى الأرض».

 

 ولخص فتحى وجهة نظره فى أن الاهتمام بالخدمات عموما يكون فى القاهرة، ثم الأقرب فالأقرب حتى يصل ما تبقى إلى الصعيد وفى السكك الحديد، فإن الخدمات تكون للمحطات الرئيسية ثم الفرعية فالهامشية، على الرغم من أن الأخيرة هى التى تشهد الكوارث.

 

الرجل الذى لم تتوقف معاناته عند حدود الوسائل المساعدة له فى عمله، يتطرق إلى مشكلة أخرى بقوله «كيف يتصور أى مسئول أن يعمل عامل المزلقان لمدة 12 ساعة دون قضاء حاجته فى الظروف العادية، فضلا عن المرضية؟». وأضاف معظم العمال يغلق المزلقان احتياطيا ويذهب لقضاء حاجته ثم يعود بعدما يكون الزحام قد بلغ مداه.

 

واضاف فتحى أن «عمال المزلقان أكثر المظلومين وأول المتهمين فى الوقت نفسه، لأن الجميع لا يجد من هم أقل منهم ليحملوهم المسئولية».

 

واختتم الرجل كلامه بقوله إن مشاكل العمال لا تتوقف عند حدود الهيئة وإدارة العمل بل تصل إلى الشتائم التى يتلقونها من عابرى المزلقان، إذا طالت فترة إغلاقه لتأخر القطار وهو ما اعتبره عقابا على ذنب لم يفعله كما هو الحال معهم دائما.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك