احتفلت الأمم المتحدة أمس باليوم العالمى للمراحيض لأول مرة فى التاريخ، وهذا بعد أن اعتمدت الدول الأعضاء فى الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) فى يوليو الماضى، قرارا بمبادرة من سنغافورة يقضى بإعلان يوم 19 نوفمبر من كل سنة «اليوم العالمى للمراحيض»، وهذا لجذب انتباه الجمهور، والتركيز على تحديات الصرف الصحى والمراحيض، حيث يعيش 2.5 مليار شخص حول العالم بدون مراحيض.
وفى الوقت الذى تحتفل به منظمة المرحاض العالمية بهذا اليوم فى سنغافورة، ويتم تنصيب تمثال ضخم فى لندن لرجل فى وضعية الجلوس على مرحاض فى حديقة «بوترز فيلد بارك» التى تقع بين «تاور بريدج» و«سيتى هول»، يعيش 46.7% من المصريين بعيدا عن شبكة الصرف الصحى الحكومية، ويعيش 2.8 مليون شخص فى مصر بدون أى اتصال بأى وسيلة لصرف مخلفاتهم، بدون شبكة صرف أهلية أو ترانشات، وهذا وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
ورغم أن المراحيض رسمت على جدران المعابد المصرية القديمة، إلا أنه لا يوجد اهتمام واضح من الحكومة المصرية بهذه القضية.
«مشكلة المسئولين المصريين أنهم يقومون بافتتاح مشاريع جديدة للصرف الصحى، دون أن يستكملوا المشاريع القديمة، هذا بالإضافة لاعتمادهم على مشاريع صرف صحى ذات تكلفة عالية، يمكن تخفيضها»، كان هذا تعليق يحيى شوكت، مسئول ملف الإسكان والمرافق فى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، على انخفاض نسبة المصريين المرتبطين بشبكة الصرف الصحى.
ووفقا لخطة التحفيز الاقتصادى العاجلة فإن الحكومة ملتزمة بإنهاء 120 مشروع صرف صحى قبل نهاية يونيو 2014، وهى المشروعات التى تم تنفيذ 80% من اعمالها، «وما تم تنفيذ أقل من 80% منه، هل نعتبرها فلوس اترمت فى الارض»، يتساءل شوكت.
ويقول شوكت إن الحكومة المصرية تعتمد على المحطات الكبيرة ذات التكلفة المرتفعة «المحطة تُنشأ فى فترة من 7 إلى 10 سنوات والتكلفة تساوى 2000 جنيه لكل أسرة مستفيدة من المحطة، بينما لو تم الاعتماد على المحطات الصغيرة ستكون التكلفة من 200 إلى 300 جنيه للأسرة المستفيدة من المحطة».
كان عبدالقوى خليفة، وزير المرافق العامة فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى قد صرح أن مصر تحتاج إلى 80 مليار جنيه لربط جميع المصريين بشبكة الصرف الصحى.
ولا تعتبر مشكلة عدم وصول الصرف الصحى للمصريين هى المشكلة الوحيدة، بل يشير شوكت إلى مشكلة أخرى وهى سوء التنفيذ أو سوء الإدارة، ففى عام 2012/2013 رصدت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عدة حوادث لانهيار أحد مكونات مرفق الصرف الصحى (بيارة، خزان، ماسورة، مصرف) نتجت عنها غرق 168 منزلا تسكنهما 214 أسرة. جدير بالذكر أن غالبية هذه الحوادث كانت فى الصعيد.
ومنذ عام 1990 تم توفير مرافق صرف صحى محسنة لـ 1.8 مليار نسمة حول العالم، وانخفض عدد الأشخاص الذين يمارسون التغوط فى العراء بمعدل 272 مليون شخصا، ومع ذلك، «فالحقيقة المحزنة هى أن مليار شخص لا يزالون يتغوطون فى العراء فى حين لا يزال هناك 2.5 مليار شخص محروم من مرافق الصرف الصحى الملائمة»، على حد قول كريس وليامز، المدير التنفيذى لإمدادات المياه بالمجلس التعاونى للصرف الصحى.
ويبلغ متوسط تردد الفرد على المرحاض ٢٥٠٠ مرة فى العام وذلك يعنى أنه يقضى نحو ثلاث سنوات من حياته فى المرحاض.
