المطرب السورى صفوان بهلوان اختارته دار الأوبرا نجم حفلات الربيع لهذا العام، بعد أن غابت ليالى التليفزيون، وانطفأت أضواء المدينة، وكعادته قدم صفوان باقة من روائع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى ثلاث حفلات على مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، وفى حديث خاص له مع «الشروق» أكد بهلوان أن المصادفة وحدها هى التى قادته لبرنامج حفلات الربيع، التى أنهى بها فترة انقطاعه عن تقديم حفلات فى مصر، وقال إنه كان فى زيارة خاصة للقاهرة فى طريق عودته من رحلة عمل بالمغرب، وعندما علم بتولى الدكتورة إيناس عبدالدايم لمنصب رئيس دار الأوبرا، قام بزيارتها فى مكتبها لتهنئتها، بحكم الصداقة الممتدة بينهما لسنوات طويلة، ولكنها فاجأته بعرض المشاركة فى حفل الربيع خلال وجوده فى القاهرة، ورحب هو بالفكرة خاصة أنه لم يعتد من قبل رفض طلب من الأوبرا المصرية، وفى اليوم التالى فوجئ بالإعلان عن الحفل الأول الذى أقيم على المسرح الكبير، وبعدها تم الاتفاق على إعادة الحفل مرتين إحداهما بأوبرا دمنهور والثانية فى مسرح سيد درويش.
ونفى صفوان أن تكون هناك أسباب مادية وراء انقطاعه عن الظهور فى حفلات الأوبرا خلال الأعوام الثلاثة الاخيرة، وقال إنه يكن لدار الأوبرا المصرية احتراما كبيرا، ولا يضع الأجر إطلاقا فى حساباته عن الحديث عن عمل يقام فى إطار الأوبر، وأشار إلى مشاركته فى الحفل الأخير على المسرح الكبير دون مقابل عندما علم أن دخله سيخصص كاملا لصندوق العاملين بالأوبرا، وأعتبر أن أجره هو مساهمة بسيطة فى رفع الضغوط المادية التى يعانى منها العاملون بهذه المؤسسة الثقافية فى ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد فى أعقاب الثورة، وأعرب عن امتنانه بالحفاوة التى قوبل بها من الجميع، وتكريم وزير الثقافة د. شاكر عبدالحميد له ومنحه درع الأوبرا.
وعلق بأن العلاقات بين الناس وكذلك المؤسسات والشركات وحتى الدول تمر بها فترات فتور، وعدم انسجام، وهذا ما حدث مع إدارة الأوبرا فى الفترة الماضية، مؤكدا عدم وجود أية خلافات أو مشكلات من شأنها أن يرفض الحضور للقاهرة أو المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية، ولكنها ظروف تطرأ من آن لآخر، وهو كفنان يعى ذلك جيدا، ويطبق الحكمة القائلة من كان لى بالحب قاطعا فأنا له بالود واصلا.
وأكد أن غيابه عن الجمهور المصرى جعل هناك حالة من الشوق المتبادل والذى ساهم كثيرا فى نجاح حفلاته الثلاثة الأخيرة، وإيجاد حالة من التفاعل الكبير، ووصفها بأنها اللقاءات الأروع والأقوى بينه وبين جمهوره.
وعن ارتباطه بأغنيات عبدالوهاب التى كانت كلمة السر فى عبوره لقلوب جمهوره، قال إن انتماءه الأساسى هى الموسيقى الكلاسيكية، فهو بالمقام الأول قائد أوركسترا ومؤلف موسيقى له العديد من المؤلفات فى أوروبا، وأن تقديمه لأعمال عبدالوهاب هو عرض حصرى للجمهور المصرى، الذى يريد أن يراه فى هذا الإطار، وإنما جمهوره فى الشام يسمع مؤلفاته الموسيقية، وكذلك أغانيه الخاصة، ولكنه عاد ليؤكد سعادته بهذه الحالة خاصة أنه لا يقدم أغانى موسيقار الأجيال كما كان عبدالوهاب نفسه، وإنما يترك لنفسة مساحة للإبداع على الأداء، وهى مثل الاهتمام بسماع أعمال مؤلف موسيقى عالمى بصوت مغنٍ معين مثل العالمى الراحل بفاروتى الذى قام إبداعه على تقديم أعمال كبار المؤلفين الموسيقيين مثل فيردى وبوتشينى وغيرهم، وهنا يذهب الجمهور للفنان ولديه تصور لما سيتلقاه فى الحفل، ويكون على الفنان أن يفاجئه بالجديد فى كل حفل.
وأكد بهلوان أنه يقدم أغنيات عبدالوهاب فى كل حفل بطريقة تختلف عن ذى قبل، وأنه دائما عنده الجديد، وهو ما يجعل الجمهور يتعلق بحفلاته، وينتظر ماذا ستكون المفاجأة.
وأضاف أنه ربما يكون قد أخطأ بعدم الاستمرار فى مشروع تقديمه لبعض أعماله الخاصة فى حفلاته بمصر، وقال إن الجمهور غالبا ما يقبل على الأعمال التى يعرفها، ويحجم عما هو جديد، مؤكدا أنه كان عليه الحرص على تقديم أعماله حتى يعتاد عليها الجمهور.
وطالب صفوان بهلوان مهرجان الموسيقى العربية بتقديم تلك التجارب الفنية الجادة التى ترتكن إلى الجذور الأصيلة للموسيقى الشرقية. فيما أشار إلى ارتباط جمهوره بأعمال معينة من تراث عبدالوهاب، منها «كل دا كان ليه» التى يقدم فى كل حفلاته فى مصر، ويظل الجمهور يطالبه بها لو جعلها فى موضع متأخر من برنامج الحفل.