حى على الثورة فى الجامع الأزهر - بوابة الشروق
الثلاثاء 3 يونيو 2025 2:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

من مواجهة جنود بونابرت إلى جنود العادلى

حى على الثورة فى الجامع الأزهر

كتب ــ خالد موسى:
نشر في: السبت 21 يوليه 2012 - 11:25 ص | آخر تحديث: السبت 21 يوليه 2012 - 11:33 ص

من ثورة القاهرة الأولى ضد الجيوش الفرنسية الغازية، فى نهاية القرن الـ18، إلى ثورة 25 يناير فى بداية القرن الـ21، كان الجامع الأزهر حاضرا، وبطلا، ومحركا، فالجموع الغفيرة التى انطلقت منه فى جمعة الغضب، يوم 28 يناير، والمعركة التى خاضتها، فى الطريق إلى قلب ميدان الثورة «التحرير»، ساهمت فى قلب «موازين القوى».

 

قبل ثورة 25 يناير، كان الجامع الأزهر مركزا لمظاهرات عدد من القوى السياسية، مثل حزب العمل وحركة 6 إبريل وكفاية، رغم القوة الأمنية الباطشة، التى سيطرت على معظم المنابر بطول البلاد وعرضها، وهى قوة اعتادت على قمع القوى السياسية، واعتقال رموزها، حتى لو كانوا داخل حرم الجامع الأزهر.

 

«الشروق» فى محاولتها لتوثيق دور المساجد الكبرى فى ثورة 25 يناير، كان عليها البدء بأعرق مساجد «الثورة» فى تاريخ مصر، وحسبما يقول إمام الجامع، ورئيس اتحاد الأئمة المصريين، الشيخ صلاح نصار، فإنه «خلال الـ18 يوما الأولى للثورة، خاصة فى يوم جمعة الغضب، لم تكن الصورة واضحة، أو يظهر ما إذا كان هل المظاهرات والاحتجاجات تحولت إلى ثورة حقيقية، ضد النظام السابق، لكنها اتضحت بعد تنحى الرئيس السابق».

 

ويوضح نصار أنه كان يركز فى خطب الجمعة، خاصة فى الأيام الأولى للثورة، على الدعوة لتوحيد الكلمة، وعدم الفرقة، والبعد عن العنف بأى شكل من الأشكال، مؤكدا أنه لم يخص فئة معينة فى كلمته، «كانت دعوتنا تنطلق لجميع القوى السياسية، وهى دعوة إلى العمل دون تناحر أو فرقة».

 

وحتى بعد تنحى مبارك، وتوالى أحداث الثورة، على مدى الأشهر الـ19 شهرا الماضية، استمر دور الأزهر فى دعم الثورة، وحتى تقديم شهداء من أبنائه، كان أبرزهم الشيخ عماد عفت، الذى قتل غدرا فى أحداث مجلس الوزراء، وخرجت جنازته من الجامع الأزهر، بعد أن وقفت كل الأطياف والقوى السياسية لتؤدى صلاة الجنازة على روحه، وسط هتافات لم تنقطع للمطالبة بالقصاص له ولكل شهداء الثورة.

 

كان الشيخ عماد عفت يقول عن ميدان التحرير «أرى الشهادة هناك»، ومع اختلافه فى الموقف السياسى لمفتى الجمهورية، على جمعة، حول المشاركة فى الثورة، والأحداث التى أعقبتها، اختار الشهادة فى الميدان وسط الثوار، بدلا من البقاء على الحياد، ليذكره تاريخ الثورة المصرية، مع شهداء آخرين للأزهر، طوال فترات الاستعمار، والثورات المصرية، وأبرزها ثورة القاهرة الأولى ضد الحملة الفرنسية، التى دخل فيها جنود بونابرت الجامع الأزهر بخيولهم.

 

وفى رسالة شكر خاصة إلى دور الأزهر فى الثورة المصرية، اختار أور رئيس جمهورية منتخب بعد الثورة، محمد مرسى، أن تكون صلاة الجمعة الأولى له بعد تنصيبه رئيسا، فى الجامع الأزهر، ليتوجه بعدها إلى ميدان التحرير، ليلقى خطبته الثانية.

 

وسبق مرسى إلى اللجوء للجامع الأزهر، الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى وقف على منبره فى أعقاب العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956، مثلما وقف أيضا الشيوخ والقساوسة ليحرضوا المصريين على المشاركة فى ثورة 1919.

 

الجامع الأزهر أحد أهم المساجد التاريخية فى مصر، حيث بدأ كجامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، ورغم أنه أنشئ بغرض نشر المذهب الشيعى فى مصر، عندما فتحها جوهر الصقلى، قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمى، مؤسس الدولة الفاطمية، فإن الأزهر أصبح قلعة المذهب السنى فى العالم الإسلامى.

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك