قدم الكاتب مصطفى سليم في مسرحيته "سلطان الغلابة"، المأخوذة من تراث "ألف ليلة وليلة"؛ قصة الملك معروف الذي ملأ الأرض عدلا قبل أن تطبق عليه حاشيته، لدفعه إلى الفساد، لكنه بعد أن استكان لهم أبى إلا أن يتخلى عن عرشه ويعود إلى الشعب.
وتروي مسرحية "سلطان الغلابة" -التي أخرجها محمد متولي، ويقوم بالبطولة فيها الفنانان أحمد راتب وحنان سليمان- قصة معروف الاسكافي الذي أصبح السلطان معروف الأول، لكنه قطع على نفسه عهدا بألا يجور على شعبه، وأمر وزراءه بأن يعيشوا عيشة العوام، وصادر ممتلكاتهم لتوزيعها على رعيته.
لكن "العدل" الذي حلم به معروف الأول لم يكن حلما سهل المنال، إذ ظلت المؤامرات تحاك ضده بمساعدة أقرب الناس إليه؛ زوجته، من أجل دفعه إلى الفساد، حتى أن بعضا من شعبه حلم بتولي مناصب في الدولة من أجل إفسادها أسوة بسلفه.
ولم يجد السلطان معروف بدا من النزول عند إرادة حاشيته، بعد أن ضاق الخناق عليه، لكنه فجأة تذكر شعبه فعاد إليه وتنازل عن العرش. وقد سبق للمسرح المصري أن قدم حكاية "معروف الاسكافي" على خشبته عدة مرات، ابتداء من الستينيات حتى الثمانينيات من القرن الماضي، كان آخرها مسرحية من خلال نص مسرحية "الملك هو الملك" للكاتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس وإخراج مراد منير.
والعرض المسرحي "سلطان الغلابة" من إنتاج الفرقة القومية للعروض التراثية، تأليف وأشعار مصطفى سليم، إخراج محمد متولي، بطولة أحمد راتب، حنان سليمان، شريف عواد، شريهان شرابي، محمد عابدين، أحمد الشريف، موسيقى وألحان باهر الحريري، ديكور ناصر عبد الحافظ.
وكان رئيس البيت الفني للمسرح الكاتب السيد محمد علي، قد أقام حفل تكريم لأبطال العرض، إذ منح راتب وسليمان ومتولي شهادات تقدير، تكريما لهم على هذا العمل.
وقال حمدي أبو العلا رئيس الفرقة القومية للعروض التراثية، إن أعضاء فريق مسرحية "سلطان الغلابة" أظهروا جدية عالية، وكانوا مثالا يحتذى به في الالتزام والانضباط، مشيدا بدعم ومساندة السيد محمد علي الفرقة، مشيرا إلى أنه لم يبخل على العرض بأي دعم مادي أو معنوي.
وأوضح أبو العلا أن عرض "سلطان الغلابة" حقق أعلى إيرادات لمسرح الغد منذ إنشائه في التسعينيات.