أكد رئيس الجمهورية، المستشار عدلى منصور، أن الموقف الدولى تجاه 30 يونيو تحسن كثيرا، وأن عددا من الدول التى كان لها موقف سلبى مما حدث صارت مع مصر الآن، أو على الأقل صارت محايدة، مشددا على أن المضى فى اتجاه خارطة الطريق- ومن بين ملامحها الرئيسية- وضع الدستور، سيمنح مصر مصداقية عالمية.
وأضاف رئيس الجمهورية، فى حواره مع «الشروق»، خلال وجوده بالكويت للمشاركة فى أعمال القمة العربية الأفريقية، أن الدول العربية تدرك تماما حجم الأزمة التى نعيشها، وتدرك أن استقرار مصر يعنى استقرار المنطقة بأكملها، مشيرا إلى أن المساعدات وحدها لن تكون كافية لتجاوز الأزمة الاقتصادية، ما لم تهدأ الأوضاع والبدء فى عمل جاد.
ونفى الرئيس تماما تدخل وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، فى صلاحياته ولم يطلب منه القيام بفعل أو الامتناع عن شىء، لكنه أكد أن المؤسسة العسكرية والفريق السيسى، حميا مصر من حرب أهلية وحميا المعارضين من الاعتقال.
وأشار منصور إلى أن المصالحة لا يمكن أن تتم مع من أدين بالعنف أو التحريض عليه، مقسما جماعة الإخوان إلى 3 تقسيمات، الأولى تضم من قرر التمادى فى العنف، والثانية من راجع موقفه وقرر نبذ العنف، أما الثالثة فتضم الذين يرفضون العنف لكنهم عاجزون عن التراجع.. وإلى نص الحوار.
• ماذا قصدتم من اقتراح الشبكة الموحدة للتنمية فى إفريقيا؟
ــ الهدف هو تنسيق الجهود بين صناديق التنمية المختلفة، حتى لا تتبعثر جهودها ويكون العائد أفضل.
• هل انتم راضون عن مشاركتكم فى القمة العربية الافريقية؟
ــ راض جدا، وعلى سبيل المثال التقيت يوم الثلاثاء الماضى اثنى عشر زعيما ومسئولا من المشاركين فى القمة.
• حدثنا عن اللقاء الأهم مع رئيس الوزراء الإثيوبى ديسالين هيلا ماريام؟
ــ كان لقاء جيدا جدا، مع ملاحظة أن الملف حساس ويجب أن يدار بطريقة بالغة الدقة.
• الشروق: تقصد عدم العودة للتعامل على الهواء مباشرة كما حدث أيام مرسى؟
ــ «شبعنا هوا. وأديكم شفتم الهوا ودانا فين. الإثيوبيون لسه شايلين من هذا الموضوع حتى الآن».
• هل لمستم تغييرا عند الإثيوبيين؟
ــ هم لديهم قابلية للتفاهم، ونحن لن نتنازل عن حقوقنا كما أننا لن نصل لحقوقنا «بالعافية»، ولابد أن أشعر الطرف الآخر اننى اتفهم حقوقه، والهدف هو أن نحقق مصلحتنا ومصلحة أفريقيا. نحن نحاول إفهام الاثيوبيين أن المسألة ليست نزاعا، بل السعى نحو الاتفاق، وفيما يتعلق بقضية الخبراء فالأمر لا يزال مبكرا.
• هل عرضتم على الاثيوبيين المشاركة فى بناء سد النهضة؟.
ــ نعم حدث هذا، وهم يرون أن الأمر يحتاج وقتا حتى يمكن الحديث فى الأمر.
• الشروق: هل صحيح أن نسبة الانجاز فى بناء السد وصلت إلى ٢٥%؟
ــ ليست ٢٥% من الأعمال الإنشائية، ربما يقصدون أمورا أخرى مثل تعويض من نزعت ملكياتهم فى الأرض، وعمليات التحويل والحفر.
• الشروق: هل الإثيوبيون يكسبون وقتا وينتظرون حكومة مستمرة فى مصر وليست انتقالية؟
ــ لم يتحدثوا معنا عن ذلك بالمرة، ولم نشعر نحن بذلك، المشكلة أن هذا الملف يتحدث فيه الآن من يعرف ومن لا يعرف، وأريد أن أخبركم أن من يجلس على مقعد الحكم ليس أقل وطنية من أى شخص.
• ماذا نملك من أوراق لحفظ حقوقنا المائية؟.
ــ نحن نبحث عن حلول ولن أقل لكم ماذا سنفعل، لكن هل تتصورون أن مصر يمكن أن تتنازل او تتسامح بشأن المياه؟. ماء النيل هو الوجود بالنسبة لنا فهل يمكن أن نفرط فى وجودنا؟!، وللموضوعية فإنه لم يكن لأى أحد، بمن فيهم من سبقونا فى الحكم، أن يتنازل فى هذا الملف.
• الشروق: هل صار بناء سد النهضة أمرا واقعا؟
ــ نعم بناء السد صار أمرا واقعا، لكن السؤال بهذا الشكل منقوص، وعلينا أن نسأل: أى سد وما هى مواصفاته الفنية وما هو حجمه وهل سيؤثر على حصتنا من المياه أم لا؟.
• قابلتم خلال قمة الكويت رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميرديت. فهل من جديد فى اللقاء؟
ــ جنوب السودان مهم لمصر جدا، وإسرائيل وصلت إلى هناك، وتحاول أن تلف حولنا. واللقاء كان مهما وايجابيا جدا وقد وعدنا أن نقدم لهم مساعدات كثيرة فى مجالات متنوعة.
• ألم تخش من وجود محاولة لإحراج مصر خلال قمة الكويت؟
ــ كنت متأكدا من عدم حدوث شىء فى الكويت، لكن حين تشككت فى إمكانية حدوث مثل هذا الأمر فى الأمم المتحدة، لم أذهب إلى نيويورك فى سبتمبر الماضى.
وتقديرى أن المسألة هدأت كثيرا على المستوى الدولى. وبعض من كان له موقف سلبى ضدنا صار معنا أو على الأقل صار محايدا، وبوضوح فإنه إذا لم نساعد أنفسنا، فى الدستور الجديد، وإذا لم نضع أقدامنا على الطريق الصحيح فلن يصدق العالم أى شىء نقوله.
• هل انت راض عن أداء لجنة الخمسين؟
ــ لم أتدخل فى عمل اللجنة، أو حتى تنظيم عملها، وأنا راض عن الحوار حول مستقبل مصر لأنه محاولة لرسم الخريطة، وعموما فإنه من الصعب إرضاء كل الأطراف. نحن خلقنا متفاوتين، ولابد من أن نتحدث ونتناقش ونختلف لأننا نرسم خريطة لطريق الوطن.
• هل أنت مع إلغاء الـ50% للعمال والفلاحين؟
ــ لن أقول رأيى الآن، لأنى سأعود يوما إلى منصة المحكمة الدستورية، لكن علينا أن نسأل أنفسنا، ما هو الهدف من هذه النسبة، فإذا كان حماية العمال والفلاحين فعلينا أن نبحث عن طرق ووسائل عملية لحمايتهم وضمان حقوقهم.
• وماذا عن الخلافات بين الهيئات القضائية خصوصا النيابة الإدارية ومجلس الدولة والذى انتهى بانتصار وجهة نظر الأخير؟
ــ ليس هناك انتصار لطرف على آخر، والذى حدث أن البعض اقترح فى البداية أن تكون هناك هيئة تأديبية تتبع النيابة الإدارية، ثم تعامل بعض أعضاء لجنة الخمسين مع الاقتراح وكأنه قد حسم وصار حقيقة، رغم أنه اختصاص أصيل لمجلس الدولة منذ عام ١٩٤٦.
والمهم هو أن على الإعلام أن يوضح للناس أنه لا يمكن لأى فئة أو طائفة فى المجتمع، سواء كانوا عمالا وفلاحين أو قضاة أو أقباطا أو امرأة، أن يحصلوا من الدستور على مائة فى المائة مما يريدون، ولا يحصل آخرون على شىء، لأنه من المستحيل أن نلبى المصالح الكاملة للجميع والأفضل أن نتوافق بصورة تضمن رضاء الجميع.
• زرت الكويت مرتين ماذا كان المردود؟
ــ فى المرة الأولى جئت فقط كى أشكر الأمير والشعب على ما قدم من دعم للشعب المصرى. واستمعت منهم إلى بعض المشكلات التى تواجه المستثمرين الكويتيين فى مصر، ووعدناهم بأننا سوف نذلل كل الصعوبات، أما الزيارة الحالية واللقاء الأخير فقط فكان طيبا للغاية، وهم يعرفون ويعلمون قيمة مصر جيدا، حتى وهى فى شدتها.
• البعض يقول إن مصر لا تفعل شيئا سوى أنها «تتسول» الأموال من الخليج؟
ــ نحن لا نتسول أو نستجدى، لكن أنتم لا تعرفون ماذا حدث للاقتصاد المصرى فى السنة التى حكم فيها مرسى والإخوان. ومرة أخرى الأشقاء العرب يعرفون أننا فى أزمة ويدركون أن استقرار مصر من استقرار المنطقة بأكملها وبالمناسبة نحن نتفاوض مع الأطراف العربية على حزمة ثانية من المساعدات. لكننا نعلم أن المساعدات فقط لن تحل مشاكلنا، لذلك علينا وعلى الجميع أن يتحدث إلى الشعب وإخباره بالصورة الحقيقية، وبأن حل مشكلاتنا يكون بالعمل الجاد المستمر. فهل يتصور أحد أن نظل ثلاث سنوات فى حالة ثورة ومظاهرات؟، لو لم نهدأ فلن نتحرك للأمام، وطالما استمر عدم الاستقرار فلن يأتى أى مستثمر أو سائح لمصر.
• لكن الاستقرار مهمة الأمن؟
ــ هذا صحيح، لكن الأمن يبذل جهدا جبارا، ونحن نحمله فوق طاقته ولو جعلناه يتفرغ لمهمته الأساسية وهى الأمن الجنائى فسوف يحقق الاستقرار فى وقت سريع.
• هل صحيح أن الأداء السياسى لبعض القوى السياسية بعد ٣٠ يونيو لم يكن على المستوى المطلوب؟
ــ المشكلة أننا نتحدث الآن عن الأوضاع بعد أن هدأت، أرجوكم ارجعوا للوراء قليلا وانظروا كيف كان حال البلد قبل ٣٠ يونيو. عندما أصدرت الإعلان الدستورى التزمت بما تم الاتفاق عليه ولم اخترع شيئا. نحن الآن فى ظرف استثنائى لكن بعض السياسيين يتعاملون وكأننا فى ظرف عادى.
• هل سيتم تغيير الحكومة قريبا كما تكهن البعض؟
ــ ليس واردا ذلك الآن.
• إذن هى مستمرة حتى نهاية المرحلة الانتقالية؟
ــ الله أعلم كل شىء وارد بطبيعة الحال.
• لكن البعض يتهمك بأنك لا تمارس صلاحياتك، وهى كثيرة؟
ــ ليس صحيحا، ما حدث هو أننى حاولت ألا أنفرد بكل شىء، فالناس كانت تشكو تركز السلطات فى يد الرئيس، وسمعت يوسف والى، وزير الزراعة فى عهد مبارك، بأذنى، على الهواء، يقول «نحن الوزراء مجرد سكرتارية للرئيس». أنا اعطيت للدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء، صلاحيات كثيرة ليمارسها بمبدأ تلازم السلطة والمسئولية.
• الشروق: قلت إن الحكومة بذلت جهودا كثيرة فما السلبيات التى وقعت فيها؟
ــ لا تنس أن هذه الوزارة ورثت تركة ثقيلة، ولا تنس الظروف التى تعمل فيها. مجرد دراسة الملفات الاقتصادية يحتاج وحده إلى شهرين.
• الشروق: ما هى طبيعة علاقتك بالفريق أول عبدالفتاح السيسي؟
ــ هو نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، الرجل لديه ملف القوات المسلحة ومشارك فى ملف الأمن الداخلى، وبعض الصحفيين يقولون كلاما غير صحيح فى هذا الصدد، وأقسم بالله أن الرجل لم يطلب منى فعل شيء أو الامتناع عن فعل شىء. وأقسم بالله أيضا، غير حانث، أننى أمارس حقوقى الدستورية بمنتهى الحرية. لكن علينا ألا ننسى الدور العظيم والاستثنائى الذى فعله هذا الرجل، والمؤسسة العسكرية، لمصلحة مصر. لولا السيسى لكانت مصر تعيش حربا أهلية ولكان كل المعارضين فى السجون الآن.
• قلت للتليفزيون الكويتى أنك لن تترشح للرئاسة. لماذا؟
ــ أنا لا أرغب فى الترشح، مصر بلد كبير وحكم بلد بهذا الحجم والقيمة ليس لعبة أو نزهة، وأنا أفخر وأعتز بمنصب رئيس المحكمة الدستورية العليا، وأراه أهم من أى منصب، وأريد أن أعيش حياتى بهدوء.
• هل انتهت الأبهة والوجاهة من منصب رئيس الجمهورية؟
ــ أحمد المسلمانى، (المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية) أجاب عن هذا السؤال بصورة جيدة فى حواره الأخير مع الإعلامى عمرو أديب، حينما قال إن مبارك مضى ومعه كل أبهة الرئاسة.
• هل أنت شخص يقبل النقد وكيف ترى وقف برنامج باسم يوسف؟
ــ بالطبع أقبل النقد، لكن أنا رجل منضبط، والاعلاميون لن يجدوا مساحات واسعة من النقد والسخرية لأنى احاول دائما ألا ارتكب الاخطاء، ولا صلة لى بما حدث لبرنامج باسم يوسف من قريب أو بعيد.
• هل الكفاءات قلت من مؤسسة الرئاسة؟
ــ نعم للأسف، وأتذكر أن هذه المؤسسة فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كانت بها مكاتب متخصصة، وسأفكر فى إمكانية إعادة هذا الأمر مجددا.
• هناك لغط شديد يثار بين الحين والآخر عن الفريق الرئاسى وعدم التناغم بينه؟
ــ لا أعرف ما هو الدليل الذى يستند إليه من يقل هذا الكلام؟، والله العظيم لم أقابل أحمد المسلمانى من قبل، ولم أعرفه إلا من خلال برنامج الطبعة الأولى، كما لم أعرف أو اقابل الدكتور مصطفى حجازى (المستشار السياسى للرئيس) من قبل، وعرفته أيضا من خلال أحد البرامج الحوارية فى التليفزيون وأعجبنى منطقه. وبالنسبة للمستشار على عوض (المستشار الدستورى للرئيس) فلم يكن هناك من هو أكفأ منه فيما يتعلق بالدستور. أما سكينة فؤاد (مستشار الرئيس لشئون المرأة) فقد تابعت بإعجاب مقالاتها العظيمة عن الاكتفاء الذاتى من القمح فى الأهرام منذ سنوات طويلة، وأظن أن هذه المقالات كانت سببا فى توقف كتاباتها فيما بعد، أيضا الدكتور كمال الجنزورى لم اعرفه شخصيا ولم أقابله من قبل. ثم إننى الذى يحدد مهام المستشارين.
• هل الموافقة على الدستور بنسبة أقل من ٦٤% سيكون أمرا سيئا؟
ــ ولماذا يكون سيئا، علينا ألا نحسبها بهذا الشكل، لأن نسبة الـ٦٤% قد تكون من الـ٢٠ فى المائة فقط ممن يذهبون إلى التصويت. المهم أن يذهب غالبية المواطنين الى الاستفتاء.
• وكيف يقبل الناس على الصناديق بكثافة؟
ــ هذا هو دور الإعلام، قولوا للناس إن تقاعسهم عن حقوقهم، وجلوس بعضهم فى المنزل، سيعطى حجة ودورا لأصحاب نظرية الزيت والسكر. وإذا عاد الزيت والسكر فإن الإخوان سوف يعودون.
• كيف تنظر إلى موضوع المصالحة مع جماعة الإخوان؟
ــ أولا مصالحة مع من؟. هناك الشعب المصرى وهناك جماعة الإخوان، التى فعلت بالشعب ما فعلت. نحن لن نتصالح مع مجرم. فكل من تورط فى عنف أو حرض عليه، وتمت ادانته لن نتصالح معه. لكن سأتصالح مع أى مواطن يؤمن بأنه جزء من هذا الوطن، ويعرف قيمته ويعرف أنه مواطن فى بلد بحجم مصر. من أجرم لابد من معاقبته، لكننا لن نقصى كل الناس.
• كيف تنظر لجماعة الإخوان الآن؟
ــ جماعة الإخوان قبل ٣٠ يونيو ليست هى الموجودة الآن، فما حدث من زلزال أعاد ترتيب بعض الاولويات عند أفراد الجماعة، بعضهم لا يزال يؤمن بالعنف ولن يتخلى عنه، وبعضهم أعاد التفكير فى منهج وجدوى العنف، وانسحب من المشهد. وبعض ثالث أعاد التفكير وغير مقتنع بالعنف لكنه غير قادر على الانسحاب.
• كيف كان اتصالك الهاتفى مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين؟
ــ كان حديثا قويا جدا، والرجل أيد ما نفعله بصورة غير مشروطة، وعرض دعمنا فى كل المجالات، وقال لى إنه راض جدا عن التقرير الذى تلقاه من وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين، لافروف وشويجو، عقب انتهاء زيارتهما لمصر، وطلب أن تستمر الاتصالات بيننا ووجهت له الدعوة لزيارة مصر عندما تسمح ظروفه.
• السؤال التقليدى هل نحن نتقرب من الروس لنغيظ الأمريكان؟
ــ الناس تعتقد ذلك، والإجابة هى: لا قطعا، والتفكير فى زيارة الوزيرين الروسيين يسبق بكثير الموقف الأمريكى منا.
• هل يضيرك عدم اتصال الرئيس الأمريكى باراك أوباما بك؟.
ــ إطلاقا.
• هل تحصل على إجازات؟
ــ منذ توليت المنصب لم أحصل إلا على يومين إجازة، ذهبت فيهما إلى الإسكندرية.
• كم عدد التقارير التى تقرأها يوميا؟
ــ وصل الأمر إلى أننى أصاب بالصداع الدائم من كثرة التقارير، التى أقرأها كل يوم، وتأتى من مختلف أجهزة الدولة، مثلا اتلقى من وزارة الخارجية ما بين ١٥ الى ٢٠ تقريرا يوميا، واستفيد واتعلم الكثير منها، إضافة إلى أننى أتلقى بعض الشكاوى من المواطنين، وسر إصرارى على قراءة كل هذه التقارير أننى جئت من خلفية مختلفة، وبالتالى أريد أن أكون على بينة من كل شىء قبل أن اتخذ أى قرار.
هذا الحوار
هذا الحوار لم يكن مرتبا له وجاء بمحض الصدفة.. كنا خمسة صحفيين مصريين، وأثناء متابعتنا اعمال القمة العربية الأفريقية فى قصر بيان بالكويت بدعوة كريمة من الحكومة الكويتية، تحدثنا مع السفير إيهاب بدوى المتحدث الإعلامى باسم الرئاسة كى نلتقى الرئيس المستشار عدلى منصور. الرجل وافق على الفور، وتحدد الموعد فى الرابعة والنصف عصرا، غير أن المقابلات المتوالية مع الزعماء العرب والأفارقة، وطول مدة اللقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبى، ديسالين هيلا ماريام، الذى استغرق أربعين دقيقة ألغى اللقاء.
غادرنا القصر، وعدنا إلى الفندق، قبل أن أذهب بصحبة الصديق حمدى رزق إلى مقهى شعبى، كان غالبية رواده من المصريين، لمشاهدة مباراة مصر وغانا على أمل حدوث معجزة ــ لم تتحقق للأسف ــ بالصعود إلى كأس العالم فى البرازيل, قبيل هدف مصر الأول الذى احرزه عمرو زكى بقليل، تلقيت اتصالا من الزميل محمد حسن البنا، رئيس تحرير الأخبار، اخبرنى فيه أن الموعد مع الرئيس سيكون فى السابعة والنصف مساء، على عجل غادرنا المقهى فى اتجاه قصر بيان مرة أخرى، برفقة الأستاذين عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير الفجر، ومحمد مصطفى شردى، رئيس تحرير الوفد.
خمس وأربعون دقيقة قضيناها فى الدوران حول قصر بيان المترامى الاطراف، قبل أن نعثر على فيللا «وربة 2» حيث مكان إقامة الرئيس، وعلى مدى تجاوز الساعة ونصف الساعة، جلسنا مع الرئيس الذى رحب بنا بحرارة، مؤكدا أنه يتابع ما نكتبه بالتفصيل.
وقبل الاستغراق فى وقائع اللقاء، أشهد أن صدر الرجل كان متسعا لكل الأسئلة التى يعتقد البعض أنها محرمة، تعلو وجهه ابتسامة دائمة ــ على خلاف ما يعتقد البعض ــ يتحدث بهدوء وبطريقة منظمة.. يعرف ما يقول.. ليست لديه أوهام «دون كيشوتية».. لا يدعى بطولات زائفة، ويحلم باليوم الذى يعود فيه إلى عمله بالمحكمة الدستورية العليا, بقيت ملحوظة أساسية.. فالعناوين الرئيسية الواردة فى صدر هذا الحوار هى قوام الاسئلة التى وجهتها باسم جريدة «الشروق»، وحرصت على الاشارة إليها فى كل سؤال حفاظا على حقوق زملائى المشاركين فى اللقاء.
عماد الدين حسين