السيسي: تعاطف الشعب مع الدين أوصل الإخوان للحكم.. وبقاء مبارك في السلطة طويلاً أكبر أخطائه - بوابة الشروق
السبت 8 فبراير 2025 4:27 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

السيسي: تعاطف الشعب مع الدين أوصل الإخوان للحكم.. وبقاء مبارك في السلطة طويلاً أكبر أخطائه

صورة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» لحوار السيسي
صورة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» لحوار السيسي
لينة الشريف
نشر في: الأحد 22 مارس 2015 - 9:27 ص | آخر تحديث: الأحد 22 مارس 2015 - 9:28 ص

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن "مهمته الشخصية هي حماية مصر"، مؤكدًا أنه "لا ينوي أن يكون رئيسًا آخر لمدى الحياة، وأن أكبر خطأ ارتكبه مبارك هو بقائه في السلطة لفترة طويلة".

وأضاف الرئيس السيسي، في حوار مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن "هناك مفاهيم خاطئة عن الإسلام.. فما يحرس الدين هو روحه وجوهره وليس البشر، الذين يأخذون الجوهر فقط ويحرفونه يمينًا ويسارًا".

وبسؤاله إذا كان يعني أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين مسلمون غير صالحين، أجاب السيسي: "إنها الأيديولوجية.. إنها الأفكار"، موضحا أن "الدين الإسلامي الحقيقي يمنح الحرية المطلقة للجميع للإيمان أو عدم الإيمان، ولم يأمر بقتل الآخرين لأنهم لا يؤمنون بالإسلام".

وتابع: "لم يأمر الإسلام نهائيًا بأن المسلمين لديهم الحق في إملاء معتقداتهم على العالم بأكمله. ولم يقل الإسلام نهائيًا إن المسلمين فقط سيدخلون الجنة والآخرين سيذهبون إلى الجحيم"، مؤكدًا: "لسنا آلة على الأرض، ولا نمتلك الحق في التصرف باسم الله".

وعن الولايات المتحدة، قال السيسي: "أمريكا كانت مجتمعًا يعيش في سلام وأمن، وقبل أحداث 11 سبتمبر 2001 كانت القواعد العسكرية مفتوحة"، مشيرًا إلى أنه "لم يكن هناك اختلافًا بين الحياة المدنية والحياة على قاعدة عسكرية، بحلول 2005 كان بإمكاني الشعور بالتضييق".

واستطرد: "مصر لن تكون مؤذية في علاقتها الثنائية مع أمريكا.. لن نتعامل بحماقة إطلاقًا".

وبسؤاله عن وقف طائرات «إف 16» الأمريكية إلى القاهرة، قال: "لا يمكننا نهائيًا تقليل علاقاتنا مع الولايات المتحدة بسبب أنظمة الأسلحة".

وأضاف السيسي: "نحن حريصون على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة فوق كل شيء آخر، ولن ندير ظهورنا عنكم إطلاقًا حتى لو أدرتم أنتم ظهوركم عنا".

"رسالتي إلى الليبراليين هي أنني حريص للغاية على تحقيق توقعاتهم، ولكن مصر تمر بأوضاع طاغية"، معربًا عن أسفه لواقعة احتجاز مراسلي قناة الجزيرة في قضية «خلية الماريوت»، وأشار إلى أن الحادثة "دمرت سمعة مصر حتى مع عمل آلاف المراسلين الدولين بحرية شديدة في البلاد"، بحسب السيسي.

وبسؤاله عن الاقتصاد المصري، قال الرئيس إنه في السنوات الأربعة الماضية تضاعف الدين الداخلي إلى 300 مليار دولار، مضيفا: "لا تفصل إجابتي عن السؤال المتعلق بالليبراليين المحبطين، إن بلادهم في حاجة إلى النجاة".

وأكمل حديثه قائلا: "ليس لدينا رفاهية القتال والعداء، واستهلاك كامل وقتنا في مناقشة قضايا مثل هذه القضايا. البلاد في حاجة إلى الأمن والنظام لبقائها. إذا كان بإمكان العالم توفير الدعم سأجعل الناس تتظاهر في الشوارع نهارًا وليلًا"، مشيرا إلى أنه إذا فُرضت المعايير الأمريكية على مصر لن تقدم أي نفع لبلاده.

وقال السيسي إنه يتحدث عن القيم الأمريكية للديمقراطية والحرية، وإنه يجب تكريمها، ولكنها تحتاج مناخًا يمكن رعايتها فيه، موضحًا: "إذا كان بإمكاننا تحقيق الازدهار سيمكننا حماية هذه القيم ليس بالكلمات فقط".

وأكد أنه "لن يضع الأقدام المصرية على الأرض لمحاربة تنظيم داعش في العراق"، وهو الأمر الذي يقول إنه مهمة الشعب العراقي بمساعدة أمريكية.

وأشار المحاور إلى أن السيسي كان حذرًا في تجنب ذكر طموحات إيران الإقليمية، ولكنه أعرب عن دعمه للمفاوضات الإيرانية النووية، وأضاف: "أتفهم مخاوف الإسرائيليين".

ولكن يقول السيسي إن هناك حاجة إلى القوة الجديدة "للحفاظ على ما تبقى" من العالم العربي المستقر، مشددًا على أنه "لا ينبغي أن يكون هناك أي ترتيبات على حساب دول الخليج، إن أمن الدول الخليجية ضروري من أجل أمن مصر".

كما انتقد العادة الغربية بالتدخل عسكريًا ثم الفشل في الأخذ في الاعتبار العواقب، موضحًا: "أنظر، كان لدى الناتو مهمة في ليبيا ولم يتم إنجازها"، مضيفا أن "الأمم المتحدة مستمرة في فرض حظر الأسلحة المفروض على ليبيا وهو ما يؤثر سلبًا على الحكومة الشرعية ومقرها في طبرق، بينما تحصل الميليشيات المسلحة على تدفق لا يمكن وقفها من الأسلحة والذخائر".

وأشار إلى أن "مخاطر التطرف والإرهاب لم تكن واضحة في العقول الأمريكية والأوروبية.. إنه أمر خطير إذا فقدت الدول السيطرة؛ لأن المتطرفين سيتسببون لهم بمشاكل خارجة عن خيالهم"، موضحًا أن الدرس نفسه ينطبق على الغزو الأمريكي للعراق.

ورأى السيسي، أن "الولايات المتحدة تمتلك القوة والتي يأتي معها المسؤولية "لهذا السبب هي ملتزمة ولديها مسؤوليات تجاه العالم بأكمله. فليس مقبولا أنه مع كل هذه القوة لن تكون الولايات المتحدة ملتزمة أو لديها مسؤوليات تجاه الشرق الأوسط".

وذكر أن "الشرق الأوسط يمر بأكثر الأوقات الصعبة والحرجة، وهذا سيترتب عليه المزيد من المشاركة".

ووصف الرئيس السيسي فلسفته الاقتصادية بأنها "الحاجة إلى تشجيع مجتمع الأعمال ليأتي هنا ويستثمر"، مؤكدًا باستمرار على ضرورة التحرك بشكل سريع: "حجم الجهد المطلوب لتأمين احتياجات 90 مليون شخص ضخم ويتجاوز جهد أي رجل".

وبشأن الخطاب الديني، قال السيسي إن تغييره من أصعب ما يمكن "لا تتوقع أن النتائج ستظهر في أشهر أو سنوات قليلة. إن المفاهيم الريديكالية الخاطئة عن الإسلام غُرست منذ 100 سنة مضت، ويمكننا الآن رؤية النتائج".

وأشار إلى أن "التعاطف الشعبي مع فكرة الدين كانت مهيمنة على المشهد بأكمله في مصر لسنوات في الماضي، وهو الأمر الذي لم يعد موجودًا الآن.. هذا تغيير اعتبره استراتيجيًا؛ لأن ما جاء بالإخوان المسلمين إلى السلطة كان التعاطف المصري مع مفهوم الدين".

وتابع أن "المصريين اعتقدوا أن الإخوان المسلمين كانوا دعاة للإسلام الحقيقي.. لقد كانت السنوات الثلاث الماضية اختبارًا حاسمًا لهؤلاء الذين كانوا يروجون الأفكار الدينية".

وأضاف السيسي: "لقد اختبر المصريون هذا الأمر بالكامل وقالوا إن أولئك الأشخاص لا يستحقون التعاطف ولن نسمح لهم بذلك".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك