ما بين بوسترات وملصقات ولافتات وأحيانا مؤتمرات.. يجتهد مرشحو الرئاسة فى الإعلان عن أنفسهم أمام الجماهير، على أمل حشد أكبر قدر من المؤيدين للفوز فى معركة الانتخابات الرئاسية، إلا أن قوة ظهور الحملة الدعائية لكل مرشح تختلف حسب حجم الأموال المتاحة، فبعض المرشحين اقتصرت معرفة الجماهير بهم على شاشات الفضائيات التى يطلون عليها من برنامج لآخر، بينما وقفت بوسترات البعض ملء السمع والبصر فى كل مكان.
«أكثر ما يلفت نظرى فى الحملات الدعائية لمرشحى الرئاسة استعراض القوة، والذى يظهر من خلال حشد أكبر قدر من الأنصار فى المؤتمرات التى يعقدونها من مكان لآخر»، بهذه العبارة تحدث إسلام محمود، محاسب فى إحدى الشركات الخاصة.
إسلام يرى أن هذه الظاهرة تكررت أمامه كثيرا فى المؤتمرات التى عقدها محسوبون على التيار الإسلامى، منهم حازم صلاح أبواسماعيل، قبل استبعاده، وعبدالمنعم أبوالفتوح.
ويقول إسلام: إن أكثر وسيلة يمكن أن تؤثر على الناخبين هى المؤتمرات حيث يظهر من خلالها مواجهة حقيقية بين المرشحين والناخبين، وتستطيع الجماهير فيه أن تحكم على المرشحين، وتكشف حقيقة برامجهم وتوجهاتهم.
التليفزيون يكسب
بينما ترى مها أحمد، ربة منزل، أن أكثر وسيلة دعائية لها القدرة على التأثير على الناخبين هى التليفزيون فى الوسيلة التى تصل إلى الجماهير حتى وإن كانوا فى أوقات الاسترخاء، إلا أنها ترى أن اختلاف الوسائل الدعائية أمر جيد لأنه من المؤكد أن طبيعة الجماهير تختلف، والتأثير على اتجاهات الجماهير يختلف من شخص لآخر.
وتتفق مع الرأى السابق مارى مراد، الباحثة فى شئون التنمية قائلة إن أكثر الوسائل الإعلانية تأثيرا هو التليفزيون.
فيما يرى محمود عبدالناصر، رئيس أحد النقابات المستقلة أن الدعاية للانتخابات الرئاسية بمثابة كعكة يتم اقتسامها بين مرشحى الرئاسة على بعض القنوات الفضائية، مؤكدا أن اللقاءات التليفزيونية لها تأثير بالغ فى زيادة أو خفض شعبية مرشحى الرئاسة، ويضرب مثالا على ذلك بلقاء أحمد شفيق على أحد برامج قناة السى بى سى، حيث أفقده هذا اللقاء عددا من الأصوات المؤيدة له على شبكة الفيس بوك، بينما اختلف الأمر مع أبوإسماعيل، حيث إن لقاءه فى أحد برامج القناة أكسبه مزيدا من الشعبية والمصداقية رفعت من نسبة مؤيديه على شبكة التواصل الاجتماعى، فيس بوك.
وعلى الرغم من إيمانه بأن التليفزيون الأكثر تأثيرا فى جمهور الناخبين، يؤكد عبدالناصر أن كل مرشحى الرئاسة يحملون الخير لمصر دون وجود برامج واضحة.
«لم يذكر مرشح واحد فى برنامجه كيفية حلول مشكلات الاقتصاد» ــ تبعا لرئيس النقابة المستقلة.
بوسترات أبو إسماعيل تكتسح
وترى محمود أن أكثر مرشح نجح فى نشر بوستراته فى كل الشوارع، هو حازم أبواسماعيل، ولم تقتصر هذه البوسترات على أعضاء حملته، بل أن الكثير منها تم من خلال مؤيديه، مشيرة إلى أن انتشار البوسترات سيجذب شريحة عريضة من الناخبين دون الاهتمام بمضمون الحملة.
وتتفق معها فى الرأى مارى إلا أنها تأخذ على كل المرشحين أنهم اعتمدوا فى حملاتهم على نشر وتكثيف الوجود فى الشوارع من خلال إعلانات الشارع، أو لصق البوسترات التى غالبا ما يظهر فيها صورة المرشح، وعنوان حملته، مثل حملة المرشح المحتمل حازم أبوأسماعيل التى ظهر فى بوستراته عنوان (سنحيا كراما) دون الإشارة إلى الجوانب التى سيهتم بها برنامجه، وهو ما حدث فى كل حملات المرشحين التى اكتفت بإبراز صورة المرشح وعنوان حملته، وكأنها حملة شخصية، أو حملة لسلعة استهلاكية، وليس حملة انتخابات رئاسية.
وهو ما تؤكده مها أحمد، ربة المنزل التى ترى أن أكثر الحملات التى تكثف من وجودها فى الشارع حملة حازم أبواسماعيل، تليها حملات عبدالمنعم أبوالفتوح.
المؤتمرات الشعبية تغيب
ويقول سيد تونس، عامل بأحد مصانع السادس من أكتوبر أن أهم وسيلة دعاية يجب أن يهتم بها المرشحون هى المؤتمرات الشعبية، ورغم ذلك هناك تجاهل لهذه الوسيلة، مشيرا إلى أن المرشحين أحيانا لا يقبلون على عمل المؤتمرات فى مكان ما إلا بعد التأكد من أن البوسترات الخاصة بحملاتهم فى هذه المنطقة أتت ثمارها.