قال أساتذة جامعيون تحدثوا لـ«الشروق» من جامعتي القاهرة وعين شمس، إن الإجراءات الأمنية التي يضطرون لتحملها أثناء دخولهم الحرم الجامعي حتى بدء العام الدراسي في 11 أكتوبر المقبل، تعد مسيئة لوضعية الأستاذ الجامعي ومخالفة لروح الحرم الجامعي، بل وتتجاوز في بعض الأحيان الحدود المقبولة، حسب قول بعضهم.
وقالت أستاذة جامعية من جامعة القاهرة، إنه لا بد من الاهتمام بالإجراءات الأمنية لتفادي تعريض الطلاب والأساتذة لأي مشاكل فلا ينبغي المبالغة في الإجراءات ومحاولة تقليب الأساتذة علي بعضهم والطلاب على بعضهم، لأن هذا سيخلق جوًا بالغ التوتر والسلبية، وأضافت أن المبالغة في هذه الإجراءات ستنال من صورة وسمعة الجامعات المصرية في العالم.
فيما قال مصدر جامعي، إن استعدادات وصفها بـ”الاستثنائية” سيشهدها بداية العام الجامعي تشمل التدقيق الشديد والتفتيش المحكم ليس فقط للطلاب والعاملين، ولكن لكل أساتذة الجامعة، مضيفًا أنه تم التفاهم بين المجلس الأعلى للجامعات والداخلية على حزمة من الإجراءات التصاعدية التي ستنفذ وبصرامة، حال حدوث اضطرابات أو مظاهرات، كما أنه ستكون هناك متابعة دقيقة من خلال الطلاب المعروفين بانتمائهم الوطني لأي محاولة لإثارة الشغب سواء في الجامعة أو في المدن الجامعية، وسيتم على الفور فصل الطلاب التي تشير لهم الأصابع بمحاولة إثارة الشغب.
المصدر الجامعي ذاته أشار لتواصل مباشر جرى بين وزير الداخلية مع عدد من رؤساء الجامعات خلال الأيام الماضية، لتأكيد ضرورة التزام كل الطلاب المتواجدين داخل أسوار الجامعة بالدراسة والابتعاد الكامل عن السياسة.
وأضاف أنه سيتم تكثيف التواجد الأمني في محيط الجامعات وسيكون هناك تواجد شرطي مكثف، لتنفيذ تعليمات فورية بالتدخل المباشر في حال حدوث حالات من الهرج، لافتًا إلى أن هناك استعدادات خاصة لجامعة الأزهر بالنظر لما قال إنه «توغل كبير لجماعة الإخوان في صفوف طلابها وطالباتها».
بينما قال عدد من أعضاء هيئة التدريس في جامعتي القاهرة وعين شمس، إن سياراتهم تعرضت لتفتيش دقيق وصفه بعض من الأساتذة المعروفين برفضهم القطعي للتيار الإسلامي بأنه وصل لدرجة تجاوزت في بعض الأحيان التفتيش العام للسيارة لتفتيش مدقق بما في ذلك تحت المقاعد.
وتحدث أحد الأساتذة عن تلميح لم يصل لدرجة التصريح من قبل أحد الأمنيين بالمطالبة بتفتيش حقيبة أوراقه، وهو ما قابله الأستاذ باستياء أنهى الأمر.
في الوقت ذاته، قال طلاب في جامعتي طنطا والقناة وأسيوط، إن هناك من يتحدث معهم من أعضاء هيئة التدريس للمطالبة بلعب دور في «لفت النظر لمن يدعون للتظاهر من الطلاب، أومن يتحدثون بصورة سلبية عن القيادات السياسية».
بينما قالت طالبات من جامعة الأزهر، إن بعض الزميلات اللاتي اعتدن الإقامة في المدينة الجامعية قررن البحث عن سكن آخر في القاهرة عوضًا عن الإقامة في المدينة الجامعية في ضوء ما قلن إنه محاولة من إدارة الجامعة لمطالبتهن بمتابعة الأدوار.
تقول إحداهن «إن أحدًا لا يذهب للطالبة ويقول لها بلغي عن زميلاتك بيتكلموا في إيه ولا سجلي لهم، ما فيش حد بالغباء ده يعني لكن هم قالوا لزميلات لنا عايزينكم تشرفوا علي الأدوار علشان ما يحصلش مشاكل».