لم تعد العشرة جنيهات كافية لإعداد صنف واحد من الخضار «أورديحى» أى بدون لحم أو دجاج أو سمن ــ هكذا عبرت أم محمود عن معاناتها فى تدبير تكلفة «طبخة من الكوسة» على سبيل المثال بعد أن وصل سعر الكيلو منها إلى 5 جنيهات وزاد سعر الطماطم خلال الأسبوع الماضى من جنيه وربع إلى جنيهين بالإضافة إلى استقرار سعر كيلو البصل عند 3،5 جنيه منذ أسابيع وأضافت: إذا «الولاد راحت نفسهم لمحشى الكرنب  فإن العشرين جنيه لن تكفى لإعداده بعد ان زاد سعر الكرنبة وحدها لـ12 جنيه. أسعار الخضراوات والفاكهة منذ بداية العام الحالى وهى فى تصاعد رغم حالة الركود وانصراف بعض الأسر خاصة الفقيرة عن الشراء إلا فى أضيق الحدود بسبب جنون الأسعار ورغم تعدد الأسباب إلا أن نقص السولار وارتفاع تكاليف نقل شحنات الخضار والفواكه كان السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار بعد أن أصبح مشهد تكدس طوابير الشاحنات امام محطات الوقود معتادا ونتيجة لذلك تأثرت حركة النقل خاصة من المحافظات البعيدة عن العاصمة.

التجار استغلوا الموقف

رغم أن العوامل الجوية لها تأثير على الخضراوات والفاكهة حين تتعرض لموجات صقيع أو حرارة شديدة إلا ان نقص السولار وشراءه من السوق السوداء انعكس على الأسعار بحسب مصطفى مخلوف رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بكفر الشيخ مضيفا ان بعض التجار استغلوا الموقف ورفعوا الأسعار ليتحمل المستهلك تلك الزيادات وقال إن زيادة الأسعار واضحة فى الخضراوات أكثر من الفاكهة نظرا لكثرة المعروض من الفواكه التى تعانى من مشكلات فى التصدير خاصة الموالح ورغم ذلك يباع البرتقال واليوسفى للمستهلك بسعر يتراوح ما بين 4ــ5 جنيهات بينما سعره لا يزيد فى الجملة على 1،5 جنيه. ويؤكد مخلوف ان التاجر لا يكتفى بهامش ربح 20 % وضمن مخلوف سعر الأسمدة ضمن أسباب زيادة اسعار الخضراوات مشيرا إلى ان كمية السماد التى تحتاجها الخضراوات اضعاف ما تحتاجه الفاكهة مؤكدا ان أسعار الأسمدة فى السوق السوداء تمثل 100% مما هى عليه فى الجمعيات الزراعية.

كان التحليل الشهرى للتضخم الصادر عن البنك المركزى والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قد أظهر ارتفاع أسعار الخضراوات الطازجة فى يناير بنسبة 4.91% بعد أن تراجعت أسعارها خلال الثلاثة أشهر الماضية، كما ارتفعت أسعار الفواكه الطازجة للشهر الخامس على التوالى مسجلة ارتفاعا بنسبة 1.59% لتصبح النسبة الأجمالية للزيادة خلال الخمسة أشهر السابقة 8.77%، لتساهم ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات بنسبة 0.38 نقطة مئوية فى المعدل الشهرى للتضخم.

وكشفت أسعار سوق العبور الذى يورد له 70% من المزارعين منتجاتهم عن استمرار زيادة أسعار الخضراوات ووصل سعر كيلو البسلة إلى 4 جنيهات جملة ليباع بـ5 جنيهات فى الأسواق وسعر البطاطس 2 جنيه جملة، والفاصوليا بـ5،5 جنيه، والليمون 3،5 جنيه، بينما استقرت اسعار الملوخية فى سوق العبور عند 3،5 جنيه وسجل سعر الخيار جنيهين.

المجمعات أرخص

تتفاوت أسعار الخضراوات والفاكهة من حى إلى آخر بينما أسعارها فى المجمعات الاستهلاكية تكون أميل للاستقرار رغم اختلاف مستوى المعيشة بالأحياء التى تتواجد فيها هذه المجمعات يشير محيى الدين رمضان رئيس الأهرام للمجمعات الاستهلاكية إلى ان سياسة المجمعات تحاول تثبيت الأسعار على مدى أسبوع موضحا ان المجمعات تبيع بأسعار تقل عن السوق بنحو 10% فى محاولة لجذب المستهلكين واحداث نوع من التوازن فى الأسعار ويقول محيى نحن نبيع الطماطم بجنيه وربع للكيلو، والبطاطس بجنيهين ونصف رغم جودتها العالية ونحاول تقليل التكلفة بإرسال لجان من الشركة القابضة للصناعات الغذائية للشراء من المزارعين بالأمر المباشر واماكن الشراء من مناطق قريبة مثل محافظات الجيزة والبدرشين والحوامدية والبحيرة والشرقية وقال لذلك لا نتأثر كثيرا بتداعيات ازمة السولار، واشار رمضان إلى ان قيمة مبيعات مجمعات الأهرام الشهرية من الخضر والفاكهة تقدر بمليون ونصف جنيه بما يعنى ان كثيرا من المستهلكين يقبلون على الشراء من المجمعات وأكد على تثبيت اسعار اللحوم الطازجة المستوردة من السودان على مدى العامين الماضيين عند 40 جنيها للكيلو وكذلك استقرار اسعار الدواجن المجمدة والمبردة رغم ارتفاع اسعارها الملحوظ خارج المجمعات.

انتهاء المهلة

الخلل فى اسعار الخضراوات والفاكهة وكثير من السلع والخدمات ايضا مثل زيادة تعريفة ركوب الميكروباص وبعض وسائل النقل سببه ازمة السولار ــ يقول أحمد الرفاعى عضو الجمعية العامة للنقل البرى ونائب رئيس الاتحاد التعاونى باتحاد الغرف التجارية. وقال إن السيارات والشاحنات تقف فى طوابير طويلة بالساعات فى العديد من المحافظات وقد يأتى عليها الدور ولا تجد سولارا مؤكدا ان صاحب الشاحنة يقوم بتحميل تعطله عن العمل ليوم أو أيام على المستهلك محذرا من ان استمرار الأزمة مع عدم الاستجابة لطلبات قطاع النقل سوف يؤدى إلى شلل تام فى حركة النقل التى سيترتب عليها مزيد من الارتفاع فى اسعار السلع ولفت إلى المهلة التى قام اصحاب الشاحنات بمنحها للحكومة حتى اول ابريل المقبل لحل مشاكلهم وفى حالة عدم التنفيذ سوف يقومون بتنظيم إضراب عام.. وانتقد الرفاعى غياب الرقابة الحكومية على تهريب السولار. فيما اشار ماجد البسطويسى نقيب اصحاب محطات الوقود إلى ان اصحاب سيارات النقل يلجأون إلى تخزين السولار فى جراكن داخل منازلهم وهو ما يهدد سلامة المواطنين اذا حدث حريق وقال ان سعر الجركن الفارغ ارتفع من جنيه إلى عشرة جنيهات نتيجة زيادة الطلب على الجراكن لتعبئتها بالسولار وقال ان سعر الصفيحة 20 لترا وصل حاليا فى محافظة كفر الشيخ إلى 50 جنيها وتوقع البسطويسى تفاقم الأزمة مع بدء موسم حصاد البنجر فى شهر مارس وفى اول ابريل موعد حصاد القمح ويرى ان الحل فى القضاء على تهريب السولار فى تركيب اجهزة تتبع تراقب سير الشاحنات المحملة من محطات التعبئة إلى محطات التوزيع إلى جانب تفعيل الرقابة على محطات الوقود غير المرخصة.