في كل أسبوع يوم جمعة.. «سورة ومظاهرة».. أفلا تتعظون؟! - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 8:54 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في كل أسبوع يوم جمعة.. «سورة ومظاهرة».. أفلا تتعظون؟!

تصوير: جيهان نصر
تصوير: جيهان نصر
نسمة مصطفى
نشر في: السبت 23 فبراير 2013 - 11:00 ص | آخر تحديث: السبت 23 فبراير 2013 - 11:00 ص

"وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا" سورة الكهف "الآية 59"

 

فى كل أسبوع يوم جمعة جديد، البعض فى المساجد يصلى ويقرأ "سورة الكهف"، (ليضيء الله له النور ما بين الجمعتين)، والبعض يخرج فى مسيرات عقب الصلاة، بعد دعوات طوال الأسبوع من أجل رفض الظلم و"العيش – حرية – عدالة اجتماعية".

 

من يخرج فى المسيرة، دعا إلى العدل والحق دون أن يقرأ سورة الكهف، ومن قرأ سورة الكهف "لم يتأملها" ليرد على هذه المظاهرات بـ"الحق ونبذ الظلم".. فهل يضيء الله لكليهما النور بين الجمعتين؟

 

فى صباح يوم الجمعة، يتوضأ أحدهما ويقرأ سورة الكهف ثم يذهب للصلاة، ويكررها أسبوعا بعد أسبوع، والآخر يستيقظ ويتوضأ، ويستعد للشعارات والهتافات التى تطالب بالعدالة الاجتماعية والقصاص، ثم يخرج ليصلى ومنها إلى المسيرات.

 

من يقرأ سورة الكهف أسبوعيا، يجد آيات كثيرة للعظة، لكلا الطرفين، سواء كنت مؤيد أم معارض، أحدهما خرج باسم "رفض الظلم"، وأحدهما رفض هذه المظاهرات والمسيرات، رفضها باسم "العدل"، ولم ينظر كليهما إلى الآيات التى تتحدث عن الظلم وعواقبها "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا".

 

من يقرأ سورة الكهف فى كل يوم جمعة جديد، يجد القصة الأشهر لسيدنا موسى -"موسى والخضر"، فكل عليم، هناك من هو أعلم منه، و"فى آياته عظة للمؤمنين".

 

فموسى، النبى، عليه السلام، هذبه الله بأن أرسل له من هو أعلم منه، ليثبت له ويجعل فى قصته عبرة وعظة للبشرية جميعا أن الانسان ليس بـ"كامل العلم"، وإن كان عالما أو نبيًا، ومن لم يعرف قصة سيدنا موسى والخضر، سيجدها فى الآية 22 من سورة الكهف من "60-82"، يقول الله تعالى فيهم "فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا - قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا - قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا - وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا" من الآية (65) – (68).

 

لم يتأمل قارئ سورة الكهف هذه الآيات، فالنزاع والصراع والثبات على الرأى، وعدم جدوى أى حوار، جعلت من هذه الآيات عادة "أسبوعية" فى كل يوم جمعة، فمن ناحية لا يتعظ أصحاب القرار بشأن من هو أعلم منهم، ومن ناحية أخرى؛ لم يصبر الطرف الآخر على علم "أصحاب القرار"، وإن كانوا يعلموا أو لا يعلمون.

 

فى كل أسبوع يوم جمعة، سورة ومظاهرة، ولا جديد، صراع على "من هو الأعلم" ونزاع على شعار الثورة "العدل"، اتهامات متبادلة بالظلم من الجانبين، هتافات "ألا تكبرون؟" وهتافات "ألا تتعظون؟"، ويمر الجمعة وراء الجمعة ولا جديد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك