يعمل جهاز الخدمة السرية الأمريكية على حماية الرئيس، سواء كان داخل المكتب البيضاوي أو عندما يزور دولة أخرى أو حتى في منطقة حرب.

لكن عندما يتعلق الأمر بمسألة حماية رئيس سابق مسجون، فإنه أمر غير مسبوق، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مشيرة إلى أن هذا سيكون التحدي حال أدين ترامب – الذي يتطلب القانون من الوكالة حمايته على مدار الساعة – في الدعوى الجنائية في مانهاتن وحكم عليه بالسجن.

ورفض أنتوني جوجليلمي، المتحدث باسم جهاز الخدمة السرية في واشنطن، مناقشة "عمليات حماية" محددة، لكنه قال إن القانون الفيدرالي يلزم عملاء الخدمة السرية بحماية الرؤساء السابقين، مضيفا أنهم يستخدمون أحدث التقنيات والاستخبارات والتكتيكات للقيام بذلك.

وكان الادعاء قد طلب من القاضي تذكير ترامب بأن الهجوم على الشهود والمحلفين يمكن أن يؤدي إلى سجنه حتى قبل صدور الحكم. وسيقرر القاضي، خوان مرشان، في جلسة اليوم الثلاثاء، ما إذا كان ترامب فعلا يزدري المحكمة، وذلك على خلفية تصريحات غاضبة أدلى بها أثناء اختيار هيئة المحلفين.

*حماية من خلف القضبان

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصدرين مطلعين أنه بعد طلب الادعاء، الأسبوع الماضي، عقد مسئولون في الوكالات الفيدرالية وجهاز الخدمة السرية ووكالات إنفاذ القانون والمدنية اجتماعا حول كيفية التحرك وحماية ترامب، إذا أمر القاضي بسجنه لفترة وجيزة بتهمة الازدراء في زنزانة احتجاز بقاعة المحكمة.

لكن التحدي الأكبر بكثير هو كيفية التعامل إذا أدانت هيئة المحلفين ترامب وأصدر القاضي حكما بسجنه، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أنه لم يتم التوصل إلى كيفية معالجة هذا الأمر بعد. وأوضحت الصحيفة أن مسألة سجن ترامب ستكون تحديا ليس فقط بالنسبة لجهاز الخدمة السرية، بل أيضا لمسئولي السجون، الذين سيواجهون "كابوسا لوجستيا" يتمثل في كيفية حبسه بأمان، وهو أيضا المرشح الجمهوري المفترض لمنصب الرئيس.

وقال مارتن هورن، الذي عمل في مصالح السجون بولاية نيويورك وبنسلفانيا، إنه "من الواضح أنها منطقة مجهولة، إذ لم يضطر أي نظام سجون في الولاية أو حتى أي سجن فيدرالي في التعامل مع أمر مثل هذا من قبل".

وأوضح مسئولون – لم تسمهم الصحيفة - أن حماية ترامب في بيئة السجن ستشمل إبقاءه منفصلا عن السجناء الآخرين، بالإضافة إلى فحص طعامه وأغراضه الشخصية الأخرى، مشيرين إلى أنه إذا تم سجن ترامب، فإن "مجموعة من عناصر الخدمة السرية سيعملون على مدار الساعة بالتناوب داخل وخارج المنشأة".

وقال المسئولون إنه "في حين أن الأسلحة النارية محظورة بشكل صارم في السجون، إلا أن هؤلاء العملاء سيكونون مسلحين رغم ذلك".

وذكر مسئولون سابقون في السجون أن "هناك العديد من السجون في نيويورك تم إغلاقها أو إغلاقها جزئيا، ما ترك أقساما كبيرة من مرافقها فارغة ومتاحة، ما يجعلها صالحة لسجن الرئيس السابق وإيواء عناصر الحماية الخاصة به في الخدمة السرية".