أعلن البنك المركزى المصرى عن طرحه عطاء استثنائيا، أمس، بقيمة 800 مليون دولار، بهدف مواجهة الطلبات المقدمة من البنوك لتمويل استيراد السلع الاستراتيجية.
«هذا قرار سليم، هدفه فى الأساس توفير احتياجات المواطنين مع دخول موسم الصيف وشهر رمضان»، بحسب قول هانى جنينة، رئيس قسم البحوث فى فاروس.
وأوضح المركزى، فى بيان له، أن السلع المستهدف توفيرها هى السلع الغذائية الأساسية والتموينية (غير شاملة هيئة السلع التموينية)، والتى تشمل الشاى واللحوم والدواجن والاسماك والقمح والزيت وغيرها من السلع.
ويعتبر هذا الطرح ثانى طرح استثنائى، بعد الـ600 مليون دولار، الذى قام بضخها المركزى فى 14 أبريل الماضى عقب حصول الحكومة المصرية على الوديعة القطرية، وأموال ليبيا، والذى انخفض الدولار على إثره، ما يقرب من 50 قرشا فى السوق السوداء، بينما فقد بضعة قروش فى السوق الرسمية.
ويستبعد جنينة أن يؤدى هذا الطرح إلى خفض سعر الدولار، فـ«هذا الطرح يستهدف تفادى أى نقص أو أزمة فى أى سلعة أساسية، حتى لا تشهد الأسعار ارتفاعا فى وقت تزداد فيه الأعباء على المواطن».
ولم ينخفض سعر الدولار أمس، حيث استقر بيعه فى السوق الرسمية عند 7.12 جنيه، بينما بلغ سعر الشراء، 6.98 جنيه، «كل هذه الطروحات لها اهداف محددة، ولكن المشكلة ستظل قائمة»، يضيف جنينة، متوقعا استمرار ارتفاع سعر الدولار الرسمى.
وينتقد على الحريرى، نائب رئيس شعبة الصرافة، عدم تخصيص أى جزء من هذا العطاء الاستثنائى، إلى الصرافات، «ولو بسيط». «نطالب المركزى بتخصيص دفعات للصرافات من حين إلى آخر فى محاولة لضبط إيقاع السوق، يقول الحريرى، مشيرا إلى أن مثل هذه الخطوة ستساعد على الحد من تعاملات السوق السوداء.
«لم يعد يحضر إلى الصرافات أى زبون، سواء للبيع أو الشراء، فالكل بات يعلم الرد، وهو عدم وجود دولارات»، يقول زكى، موظف فى أحد الصرافات فى المهندسين، مؤكدا أنه لم يدخل له عميل واحد منذ ما يقرب من 10 أيام.
الجميع يفضل فى الوقت الحالى التعامل فى السوق السوداء للحصول على السعر الأعلى، يقول زكى، موضحا أن الغالبية العظمى من المتعاملين، «لا يريدون أن يفكوا كيسهم حاليا»، انتظارا منهم لمزيد من الارتفاع فى السعر الدولار، وهذا هو السبب الحقيقى للأزمة.
وتراجع سعر الدولار فى السوق السوداء أمس، بحسب أحد بائعى الدولار فى السوق السوداء، ليصل سعر البيع إلى 7.30 جنيه، بينما وصل سعر الشراء إلى 7.20 جنيه، و«ذلك بسبب ضعف التعاملات خلال الشهر الأخير».