للأسبوع الثانى على التوالى، واصل خطباء «الجمعة» المرتبطون بجماعة الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية الأخرى، شحن المصلين فى عدد من المحافظات، للوقوف خلف مرشح حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات الرئاسية، محمد مرسى، مصعدين من انتقاداتهم للمجلس العسكرى، الذى اتهموه بالانقلاب على الشرعية بقرار حل البرلمان، وإصدار الإعلان الدستورى المكمل، الذى ينتقص صلاحيات الرئيس.
قال أحد خطباء المساجد فى مدينة أسيوط، إن «الإخوان وأعضاء التيارات الإسلامية، تحملوا العناء والمشقة من النظام السابق والمجلس العسكرى، أمثال أولى العزم من الأنبياء، الذين تحملوا العناء والمشقة من أقوامهم».
وفى المقابل، شهدت عدة مساجد بقرى مراكز أبوتيج وديروط والفتح والقوصية، دعوات من خطباء المساجد للمواطنين، بتقبل نتيجة الانتخابات الرئاسية، واحترام أحكام القضاء، و«التوجه إلى الله بالدعاء لإصلاح حال البلاد»، منتقدين فى الوقت نفسه، تجدد المظاهرات والمليونيات فى كل جمعة، باعتباره يعطل العمل وعجلة الإنتاج.
وفيما بدا كاتفاق بين معظم خطباء الجمعة فى محافظة المنيا، أعربوا عن رفضهم لتغيير إرادة الشعب، مشددين على ضرورة إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة بفوز مرسى رئيسا، ورفع بعضهم فوق المنابر، الكتاب الصادر عن جماعة الإخوان المسلمين، الذى يحتوى على نتائج فرز اللجان الانتخابية.
فمن جانبه، استهل إمام مسجد الرحمة فى مدينة المنيا، الشيخ جمال محمد إبراهيم، خطبته بالتحذير من «عودة الفلول فى زى شفيق وعباءة الشيطان»، متهما من وصفها بـ«القنوات المأجورة»، بأنها «تحاول تهيئة الرأى العام لإعلان فوز شفيق، ممثل الفلول والثورة المضادة، على مرسى، ممثل إرادة المصريين والثورة».
وطالب إبراهيم بسرعة تنصيب رئيس مصر المنتخب من ميدان التحرير، وأن يؤدى اليمين الدستورية وسط الميدان التحرير، الذى قال إنه صاحب الشرعة الثورية التى تعلو أى شرعية أخرى، سواء كانت عسكرية أو تنفيذية أو حتى أمريكية.
وشدد الشيخ محمود السيوفى، إمام مسجد المحرم، على ضرورة أن يعقد مجلس الشعب جلساته وسط ميدان التحرير، مشددا على رفضه لحل البرلمان، الذى قال إنه «جاء بإرادة شعبية تعلو أى دستور آخر»، كما رفض عودة جهاز أمن الدولة «المنحل»، أو الأحكام العرفية تحت مسمى «الضبطية القضائية للعسكريين».
وفى محافظة القليوبية، حذر عدد من خطباء المساجد المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية، من أى محاولة لتزوير نتيجة الانتخابات الرئاسية، مستنكرين ما أعلنته اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، عن تأجيل إعلان نتيجة الإعادة «لأن النتيجة حسمت بالوثائق لصالح مرسى، بينما يريد المجلس العسكرى تأجيلها للضغط على التيارات الإسلامية، لتقبل الإعلان الدستورى المكمل».
ودعا خطباء المساجد فى محافظة سوهاج، المجلس العسكرى إلى الإسراع بإعلان النتيجة بعد أن شهدت المحافظة توترا بين أنصار المرشحين الرئاسيين محمد مرسى وأحمد شفيق، مؤكدين أنه «هذه هى الطريقة الوحيدة لأن يعم الأمن والأمان فى الشارع، ويسود الحب بين أنصار المرشحين، بدلا من إراقة الدماء».
ورغم إعلان عدد من الخطباء، عن تلقيهم تعليمات من وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، بالامتناع عن الحديث حول نتائج الانتخابات الرئاسية، حتى لا يسبب ذلك انشقاقا بين أبناء الشعب المصرى، إلا أنهم قالوا «لابد أن نقول الحق مهما كلفنا الأمر».
وأثناء إلقاء مدير الأوقاف فى مدينة كوم أمبو بأسوان، الشيخ حسن إسماعيل، لخطبة الجمعة فى المسجد القبلى الكبير، انتابته حالة من البكاء عند دعائه لإصلاح حال البلاد، فيما حث عدد كبير من خطباء المساجد المواطنين، على التظاهر السلمى للمطالبة بحقوقهم، وشن بعضهم هجوما شرسا على شفيق، بعد إعلانه أمس الأول، أنه «واثق من الفوز».