• لم أكن أعرف أن شيرين بطلة «طريقى».. وإحساسها القوى فى الغناء ساعدها على النجاح بالتمثيل
• فشل «الشياطين» جعلنى أعيد النظر فى العمل بمصر.. والنجاح يتحقق بالجهد وليس النية
استطاع الفنان السورى باسل خياط أن يلفت الأنظار، ويعود بالمشاهد إلى مرحلة الزمن الجميل فى الفن، من خلال شخصية المحامى يحيى المنيسى.
«الشروق» حاورت خياط بعد انتهاء تصوير المسلسل، وسألته عن الفرق بين «طريقى» والتجارب السابقة له فى مصر، ولماذا ربط الجمهور بينه وبين الفنان الراحل رشدى أباظة، وما هى أسباب خوفه من الموافقة على تجسيد شخصية أباظة فى مسلسل تليفزيونى.
يقول خياط عن استعداده للشخصية: لأنى لم أعش فترة الستينيات التى تبدأ فيها أحداث المسلسل، كان على ان أحضر جيدا حتى اصل لشكل وصفات وأجواء شخصية يحيى المنيسى التى تعيش فى هذا الزمن.
وبالفعل شاهدت عددا من الأفلام القديمة التى تم انتاجها فى مرحلة الستينيات والخمسينيات، ورصدت طريقة كلام وملابس وتحركات الناس فى هذه الفترة، واسئلة اخرى كثيرة حاولت ان أجيب عنها من خلال هذه الأفلام.
يضاف إلى ذلك ثقتى الكبيرة فيما يكتبه تامر حبيب، فهو يرسم الشخصيات دراميا، ويصنع لها بناء جميل، فرغم اننا لم نعمل معا من قبل، الا انى وبحكم الصداقة اعرف كيف يفكر، وكانت لدى رغبة فى أن أكون جزءا من مشروع يكتبه.
يضاف إلى ذلك أن الشركة المنتجة للعمل لديها مستوى معين من الجودة لا تتنازل عنه، فهى تريد دائما ان تصنع الأفضل واللائق، وهذا مهم بالنسبة لى كممثل.
والحقيقة عندما جلست مع المخرج محمد شاكر، اكتشفت انه على مستوى عالٍ من الثقافة الدرامية، وهذا طمأننى كثيرا.
• وبمن تأثرت من نجوم الزمن الجميل عند مشاهدتك الافلام القديمة؟
ـ سمعت ان البعض يقول «يحيى المنيسى» يشبه «رشدى أباظة» وهذا شرف كبير، ان يتم تشبيهى بهذا العملاق صاحب الكاريزما، واعتبر هذه المقاربة نجمه على جبينى.
لكن قناعتى الشخصية أن الممثل يجب ألا يتأثر بممثل آخر، وحتى اذا تأثر يجب ان يعالج ذلك بداخله ويتحكم فى نفسه قبل أن يتحول الامر إلى «تقليد».
• معلوماتنا ان أسرة رشدى أباظة متمسكة بتجسيدك شخصيته فى العمل الذى يتم التحضير له حاليا؟
ــ بالفعل كانت هناك جلسة جمعتنى بهم قبل 5 اشهر تقريبا، وعرضت على فكرة تقديم شخصية رشدى اباظة فى مسلسل تليفزيونى.
والحقيقة أنا لدى تخوف شديد من تجسيد شخصية محبوبة جدا مثل رشدى أباظة، وقناعتى الشخصية ان اللعب من الكبار مسألة صعبة جدا.
لأن شخصية مثل رشدى اباظة ما زالت عالقة فى أذهان الجمهور بكل تفاصيلها، واذا اردت أن تشاهد أيا من أعماله ستفتح موقع «يوتيوب» وتفعل ذلك، لذلك ارى اننى حتى اذا كنت عبقرى تمثيل لن استطيع ان اضيف للصورة، وأنا شخصيا غير قادر على هذا الحمل، عكس التعامل مع الشخصيات التاريخية البعيدة عن الذاكرة العامة، ولا يعرف الجمهور تفاصيلها المرئية والسمعية.
وبشكل عام انا ضد فكرة تقديم أعمال عن النجوم المحبوبين الذين نعرفهم الا فى السينما، لأن المجهود الذى يبذل فى الفيلم اقل من المسلسل، وكممثل لن يكون مطلوبا منى ان اصور 13 مشهدا فى اليوم مثل المسلسلات، وهذا يمنحنا فرصة التجويد فى العمل.
• هل هذا يعنى انك رفضت بطولة هذا المسلسل؟
ـ عندما اجتمعت مع اسرة الفنان الراحل رشدى اباظة، لم ابد موافقة، وفى نفس الوقت لم أعترض. فحتى الآن لم اقرأ السيناريو، ايضا لا اعرف من المخرج الذى سيسند اليه قيادة العمل، كل هذه امور يمكن ان تغير الحسابات.
واذا كان لى نصيب فى تنفيذ هذا العمل، يجب ان تتوفر فيه كل الشروط النظامية بداية من الورق والاخراج وشركة الانتاج.
• هل كنت تتوقع نجاح الشخصية لدرجة ان يتم وصفك بجان وبرنس دراما رمضان وتتعلق بك الفتيات على مواقع التواصل؟
ـ ان احقق قبولا لدى المشاهد المصرى فهذا قمة النجاح، لأنه هذا ليس سهلا، وما حدث من ردود افعال هو جزء من نجاح «يحيى المنيسى» والمسلسل بشكل عام، فأن تكون شخصية بالمعنى العام سلبيه وتحقق قبولا لدى الناس فهذا هو النجاح.
• وهل طبيعى ان يحب المشاهد شخصية سلبية؟
ــ ليس المفروض ان تكره الشخصية السلبية، لأن فى هذا الوقت لن يتحقق التواصل، والطبيعى ان تحبها، حتى تستطيع محاكمتها.
وما حاولت ان افعله فى المسلسل، ان يكون لـ«يحيى المنيسى» منطق خاص فى الحياة، ربما تختلف معه لكن عليك ان تحترمه، ومنطق هذا الرجل يتلخص فى مقولة «الغاية تبرر الوسيلة»، فهو لديه هدف يسعى لتحقيقه بكل السبل.
وفى الحياة العملية المنطق يغلب العاطفة، لأنه شخص كل التفاصيل تقول انك يجب ان تكرهه، لكن يجبرك على ان تتعامل معه كبنى آدم، فرغم قسوته إلى انه حنون أيضا، والى جانب سلبياته تعرض لصدمات وأوجاع كثيرة تأثر بها.
• هل كان التمثيل أمام مطربة مثل شيرين لا تمتلك خبرة وحرفية الممثل أمرا صعبا؟
عندما أبلغت ان شيرين هى البطلة فرحت جدا، لأنى من محبى شيرين على المستوى الشخصى، والمعروف للجميع ان شيرين تتميز بالإحساس القوى إلى جانب الصوت الجميل.
وقناعتى الشخصية ان الذى يمتلك هذا الاحساس فى الغناء قادر على ان يستدعيه فى التمثيل، لذلك أدعى ان التمثيل مع شيرين لم يكن متعبا.
ومشاهدى معها تم تنفيذها بمنتهى السهولة، والعذوبة، وهى شخصية لطيفة جدا، وتذاكر مشاهدها باهتمام شديد، وفى رأيى أنها بذلت جهدا أكثر من طبيعى، لأنها شيرين، ولم يكن أمامها خيار الا أن تنجح فى المسلسل كما هى ناجحة فى الغناء.
ويجب ألا نغفل حق المخرج محمد شاكر، لأن له فضلا كبيرا فى ظهورها بهذا الشكل المتميز.
وبعيدا عن مدى قدرة شيرين على التمثيل، المسلسل يتحدث عن قصة بطلتها الأساسية مطربة، وشخصية «دليلة» ليست درامية من الألف للياء، وانما شخصية مطربة وسط احداث كثيرة داخل المسلسل.
وبالمناسبة عندما وافقت على المشاركة فى المسلسل لم أكن اعلم ان شيرين عبدالوهاب هى التى ستلعب شخصية «دليلة».
• لك أكثر من تجربة سابقة فى مصر.. هل تشعر بفرق استقبال الجمهور لك فى «طريقى» عما سبق؟
ـ ضحك قائلا: اكون عديم الاحساس اذا لم اشعر بالنجاح الذى تحقق هذه المرة عن سابقيها، ورغم اننى انتهيت من التصوير نهاية شهر رمضان وسافرت على الفور لأقضى أجازة العيد مع اسرتى، الا أننى تلقيت ردود أفعال ايجابية من اصدقائى واسرتى وزملائى، والحمد لله ان الجميع يقول لى ان «يحيى المنيسى عامل شغل جامد جدا».
• لماذا هناك اتهام دائم يطاردك بأنك مغرور؟
ـ أسهل اتهام يمكن ان تطلقه على أى انسان هو الغرور، فعلى سبيل المثال اذا اتصلت بك مرتين وكانت هناك ظروف تمنعك من الرد على هاتفك، يمكن ان اتهمك بالغرور.
لكن حتى اذا كنت مغرورا، وادعى اننى لست كذلك، فهذا فى النهاية طبع، ويجوز ألا يحكى أحد لآخر ان فلانا مغرور، فيردد ذلك دون ان يعرفه أو يتعامل معه.
وبشكل عام هذا الانطباع يتسلل للبعض دون قصد لأنى من الشخصيات التى تنشغل بالتفكير معظم الوقت حتى فى الجلسات العامة، فأحيانا يترك ذلك انطباع غير ايجابى لدى البعض، وأتهم بسبب ذلك بالغرور.
• أخيرا: لماذا قلت بعد فيلم «الشياطين» بأنك قررت اعادة النظر مرة اخرى بالعمل فى مصر؟
ـ بالفعل قلت ذلك، لأن الأمور التى وعدت بها فى هذا الفيلم لم يتم تنفيذها، فقلت اذا عملت بمصر مرة اخرى يجب ان احرص على ان يكون كل شىء واضح المعالم.
ما حدث بعد هذه التجربة التى لم تنجح، اننى بدأت اضع شروطا تضمن لى العمل فى ظروف صحية، ولم أعد اعتمد على النوايا حتى اذا كنت متأكدا انها حسنة.
ولا أريد أن أدخل فى تفاصيل تخص هذا العمل، لكن ما أردت ان يكون واضحا أن النجاح لا يأتى بالنية، وانما بالجهد، والمشاهد فى النهاية يحكم على الممثل من الشكل النهائى الذى يظهر به على الشاشة، وليست له أى علاقة بالظرف الذى يعمل فيه سواء كنت تحت ضغط أو مريض أو يعمل 48 ساعة متواصلة.