بعد انتهاء معرض فيصل والعربى للكتاب.. خسائر (القاهرة الدولى للكتاب) تحاصر المعارض المحلية - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 1:58 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد انتهاء معرض فيصل والعربى للكتاب.. خسائر (القاهرة الدولى للكتاب) تحاصر المعارض المحلية

معرض القاهرة للكتاب الذي توقف الدورة السابقة بسبب ثورة مصر<br/><br/><br/>تصوير: أحمد عبد اللطيف
معرض القاهرة للكتاب الذي توقف الدورة السابقة بسبب ثورة مصر


تصوير: أحمد عبد اللطيف
علا الساكت
نشر في: الجمعة 23 سبتمبر 2011 - 2:10 م | آخر تحديث: السبت 24 سبتمبر 2011 - 9:11 ص

ربما كان لغياب معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام أثر أعمق من خسائر الناشرين، إذ كشفت الأيام الماضية عن غياب كامل لمعايير التفريق بين معرض محلى ومعرض دولى للكتاب، وليس أدل على ذلك من توالى المعارض المحلية (معرض فيصل للكتاب، ثم المعرض العربى للكتاب) والتى حاولت الهيئة العامة للكتاب واتحاد الناشرين تصديرها كـ«محاولة لتعويض الناشرين عن خسائر إلغاء معرض القاهرة الدولى للكتاب» فى تصريحات وردت على لسان رئيس الهيئة العامة للكتاب أحمد مجاهد فى أكثر من مناسبة.

 

«لا يمكن فهم كيف يمكن أن تعوّض معارض محلية صغيرة لا يتجاوز عدد دور النشر المشاركة بها المائتين، غياب معرض بحجم معرض القاهرة الدولى، يشارك فيه ما يربو على الألف ناشر، هذا الخلط تسبب مؤخرا فى أزمة بين الناشرين المشاركين بالمعرض العربى للكتاب من جهة وبين هيئة الكتاب واتحاد الناشرين الذى شجعهم على المشاركة ودار وعد المنظمة للمعرض وهى دار حديثة النشأة من جهة أخرى».

 

هذا ما أكده الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت للنشر التى شاركت بالمعرضين، قائلا: «لا يمكن أن نطلق كلمة دولى على أى حدث، فكلمة دولى تعنى مئات الناشرين من عشرات الدول ينقلون معهم المشهد الثقافى فى بلادهم، لا لمجرد أن ناشرا أو اثنين شاركوا من دول أخرى صار المعرض دوليا، بعض التواضع كان يمكن أن يساهم فى إنقاذ المعرض بدلا من رفع شعارات لا فائدة منها».

 

الشعارات التى أشار لها هاشم ليست مجرد كلمات رنانة فى رأى أحمد الزيادى مدير النشر بدار الشروق التى امتنعت عن المشاركة بالمعرضين قائلا: «الصفات التى تطلق جزافا واحدة من السلوكيات التى تعود بنا لنفس أخطاء النظام القديم، كأن يقال إن معرض القاهرة الدولى أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت، وفى أرض الواقع لا يمكن المقارنة بين الاثنين، معيار المقارنة الذى أصبح فيه معرض ما أفضل من آخر غير مفهوم».

 

وتابع: «لابد من وقفة حاسمة مع اللعب بالأرقام وأن يكون هناك معيار نفهم منه كناشرين معنى أن يطلق على معرض كلمة عربى أو دولى، خصوصا وأن المعرض كان برعاية الهيئة العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين وهى جهات لها ما لها من رصيد».

 

الروائى والناشر مكاوى سعيد، صاحب «الدار» للنشر، رفض المشاركة بالمعرضين قائلا: «المعارض المحلية موجودة طوال عمرها وتكون حركة البيع بها معقولة، لكن لا يقال عن أحدها معرض دولى أو إقليمى، فلا يمكن أن تدعو دور نشر عالمية إلا بتواريخ محددة لأن هناك خارطة واسعة لمعارض الكتاب فى كل مكان، ويراعى فيها عدم تزامن معرض مع آخر».

 

ووصف مكاوى ما حدث بالمعرضين بـ «الاستعجال، ومحاولة البعض ركوب الموجة» فهو كناشر لم يتمكن من المغامرة بمنافسة الهيئة العامة للكتاب فى معرض فيصل، قائلا: «هذا النجاح الذى تخبرنا عنه الهيئة ليس إلا نجاحا للهيئة وحدها فى التخلص من الكتب المتكدسة بمخازنها، أما بالنسبة للناشرين، كيف يمكن أن ينافسوا بكتبهم الغالية ــ مهما قدموا من خصومات ــ عروض الهيئة التى كانت تبيع الكتاب بجنيه واحد».

 

إخفاق دار وعد فى عمل الدعاية المناسبة للمعرض العربى للكتاب كان أبرز دلائل الاستعجال الذى وصفه مكاوى قائلا: «لم نعلم عن المعرض إلا بعد بدايته بيومين، فما بالك بجمهور المعرض» ويضيف ساخرا: «يبدو أن المعرض كان سريا للغاية».

 

سخرية يرفضها محمد هاشم قائلا: «صحيح أن دار وعد أخطأت فى بعض النقاط لكن كل المسئولين كانوا موجودين، فلماذا يحملونها المسئولية وحدها، وإلا نكون نصادر على كل من يبادر، ونقصر فرصة الاجتهاد على (كبار التجار)، كان الأجدى أن تحاول الجهات الراعية للمعرض إنقاذ الموقف، والتأكد من أن كل شىء يسير بشكل صحيح قبل الافتتاح».

 

يتفق مع هذا الرأى الزيادى وقال: «ربما كان الخطأ فى المعرض العربى للكتاب؛ أن هذه الجهات الكبرى اعتمدت على دار نشر صغيرة غير ذات خبرة، وكان من الممكن أن تطوّر فكرة المعرض المحلى الذى تنظمه جهة نشر خاصة، بعمل دراسات للتوقيت المناسب والمكان المناسب والدعاية المناسبة لتنجح الفكرة».

 

ويستطرد قائلا: «لابد من اختيار ميعاد مناسب؛ لا موسم رمضان وعيد أو المصايف والمدارس، كذلك أن يقوم المنظم بالتمهيد والدعاية وأن يقدم المعرض إصدارات جديدة أحدث من تلك التى قُدمت فى معارض سابقة، وخصومات على بعض الإصدارات، لكن الأحوال فى مصر تمضى على هذا الحال فى كل شىء، فنجد الانتخابات بعد شهر ولم يفهم أحد القانون الذى سننتخب بناء عليه».

 

هذه الانتقادات جميعا لا ينكرها منظِّم المعرض العربى للكتاب الجميلى أحمد قائلا: «أخطاء الخطوة الأولى أنا معترف بها، لكن الدار لم تقصر فى الدعاية أو الاهتمام بالمعرض ومحاولة انجاحه، بدليل أن الدار دفعت أموالا لشراء كتب الأطفال من الناشرين المشاركين وأهدينا الكتب مجانا لحوالى 1000 طفل فى حفل كبير جدا بمشاركة منظمة العفو الدولية على هامش المعرض، أى منظم يشترى من الناشرين كتبهم لتعويضهم؟».

 

وأضاف: «من الظلم البيّن أن يقارن معرض وليد بمعرض له من التاريخ 43 دورة، وإذا كان هناك تقصير حصل فى هذه الدورة فكلنا نعلم أن الدورات الأولى لأى معرض تشوبها أشياء، يمكن للجميع أن يحاسبنا فى الدورة المقبلة على كل شىء».

 

الجميلى لا يرى غضاضة فى تسمية المعرض بالعربى، إذ إنه يؤكد أنه فى الدورات المقبلة سيكون هناك عدد ناشرين عرب أكبر، وأنه فى هذه الدورة تلقّى عددا من طلبات المشاركة لم يستطع أن يقبلها فى ظل ضيق الوقت.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك