قررت القوى الداعية لمظاهرات «عيون الحرية»، التى يستقبل ميدان التحرير فاعليتها اليوم، تنظيم مسيرتين رئيسيتين، تنطلق الأولى من مسجد مصطفى محمود والثانية من مسجد السيدة زينب، عقب انتهاء صلاة الجمعة.
ودعت القوى السياسية إلى أداء صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة، والدعاء لعضو 6 أبريل، جابر صلاح، الذى يرقد بين الحياة والموت بعد إطلاق النار عليه فى أحداث محمد محمود الأخيرة.
وفى بيان مشترك صدر عقب اجتماع عقد مساء أمس الأول قالت القوى الداعية للمليونية، والتى تمثل 37 حركة وحزبا سياسيا، إنها ستتجه فى مسيرة حاشدة إلى مجلس الشورى، حيث مقر الجمعية التأسيسية، بهدف التأكيد على مطالبهم، ومن بينها محاكمة قتلة الثوار، وإعادة محاكمة من حصلوا على أحكام البراءة، فضلا عن إقالة وزير الداخلية ومن تورط فى قتل الشهداء من كبار مساعديه، تمهيدا لتطهير وزارة الداخلية بتعيين وزير مدنى مستقل.
وشددت القوى المشاركة فى الفاعلية، خلال الاجتماع الذى عقد بمقر التيار الشعبى المصرى، على ضرورة الإسراع فى تحديد مشروع عدالة انتقالية وخطة لإعادة هيكلة وزارة الداخلية، وحل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، مؤكدين فشل حكومة هشام قنديل فى إدارة الدولة، وظهر ذلك فى سوء إدارتها للعديد من الأزمات التى شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، ومنها أزمة جزيرة القرصاية، وقرض بنك النقد الدولى، وأخيرا أحداث محمد محمود.
كما حملت القوى الثورية رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسى، «المسئولية الكاملة عن أحداث محمد محمود، وما حدث ويحدث من بطش الشرطة بالمتظاهرين والمواطنين فى الأقسام، ومسئولية كل شهيد سقط نتيجة قمع الشرطة».
وأضاف بيان القوى السياسية «سوف نتكاتف جميعا اليوم ونعلو بأصواتنا مطالبين بما سلف ذكره فى مسيرات ضخمة، ولن نهدأ حتى يتم تحقيق تلك المطالب التى كان يجب أن تتحقق منذ تنحى المخلوع»، مضيفين أنه «آن الأوان لتصحيح مسار الدولة والتأكد من سعيها فى المسار الثورى والذى سيضمن السيادة للشعب وتحقيق أبسط حقوقه فى حياة كريمة، بدلا من تكريس كل سلطات الدولة لترسيخ هيمنة فصيل واحد على الساحة السياسية فى البلاد».
فى سياق متصل، أعلنت الصفحة الرسمية لحركة 6 أبريل عبر موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، أمس، «تبرؤها» من دعم الرئيس مرسى، وذلك «لأن الأوضاع لم تتغير» وقررت الحركة المشاركة فى عدد من الفاعليات ضد نظام مرسى تبدأ بجمعة «عيون الحرية»، للضغط فى اتجاه إقالة حكومة قنديل وتشكيل حكومة ثورية، تمتلك خطة واضحة بجدول زمنى محدد قابل للتحقق. وأضافت الحركة مطالب جديدة أهمها «إجبار النائب العام على الاستقالة لكونه المتسبب فى سلسلة براءات قتلة الثوار».
واعتذرت حركة 6 أبريل بالمحلة الكبرى، فى بيان لها أمس، للشعب المصرى عن دعمها السابق لمرسى خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، «بعد مخالفته تنفيذ جميع التعهدات التى قطعها على نفسه منذ توليه الحكم، وتقاعسه عن تحقيق أهداف الثورة»، داعية المصريين إلى التكاتف والتوحد فى صفا واحد لتحقيق أهداف الثورة.
من جهته، قال مصطفى شوقى، عضو مجلس أمناء «التيار الشعبى المصرى»، الذى يتزعمه المرشح الرئاسى السابق، حمدين صباحى، لـ«الشروق»، إن فاعلية اليوم تضم مسيرات، وليست مليونية كما يردد، أنه طرح خلال اجتماع القوى السياسية المشاركة أكثر من عنوان للفاعلية، منها «التطهير» و«الرحيل»، لكن «عيون الحرية» كان الاسم الأكثر توافقا بين الحاضرين، مضيفا أنه لا توجد نية للاعتصام فى الميدان، «ولكن إذا أساءت الداخلية التعامل مع مسيراتنا السلمية فسيكون هناك وضع أخر»، حسب قوله.
ونفى شوقى ما ردده وزير الداخلية، اللواء أحمد جمال الدين، من التواصل مع عدد من القوى الثورية بشأن أحداث محمد محمود، مضيفا «لم ولن نتحدث مع جهاز قمعى ضد الثورة ويسعى جاهدا لإجهاضها وتصفيتها».
وأوضح شوقى أن القوى الثورية لن تلجأ إلى مطالبة المتظاهرين فى شارع محمد محمود بوقف الاشتباكات، متسائلا: «كيف نطالب شباب غير منظم بوقف هجماتهم فى الوقت الذى يواجههم فيه جهاز شرطى منظم يمتلك السلاح ولا يكف عن إطلاق النار عليهم»، مشيرا إلى أن القوى الثورية المنظمة لفاعلية اليوم شكلت لجنة لتتولى إدارة إحياء ذكرى مختلف الأحداث الثورية، وعلى رأسها أحداث مجلس الوزراء و25 يناير، وتنظيم فاعليات متعلقة بالدستور الجديد.
وفيما يخص تأمين الفاعلية، قال شوقى إن المسيرات مؤمنة بطبيعتها السلمية، مؤكدا أنها لن تقترب من وزارة الداخلية نهائيا.
فى السياق ذاته، قال محمد ممدوح، المتحدث باسم «حركة ثوار مصر»، إن هدفهم من فاعلية اليوم هو وقف «مجزرة محمد محمود»، حسب تعبيره، وتحقيق أهداف الثورة، مضيفا أنهم سيعملون خلال الفاعلية على توعية الجماهير بأن أحداث العنف التى شهدها شارع محمد محمود فى الفترة الأخيرة هدفها إلهاء الشعب عن قضية الجمعية التأسيسية والدستور الجديد.
يذكر أن قرابة 37 حركة وحزبا سياسيا أعلنت مشاركتها فى فاعلية «عيون الحرية»، ومن بينها حزب الدستور والمصرى الديمقراطى والتحالف الشعبى الاشتراكى والمصريين الأحرار ومصر القوية، فضلا عن حركات كاذبون، وشباب من أجل العدالة والحرية، وشايفنكم، ولا للمحاكمات العسكرية، والاشتراكيون الثوريون